A man sits at the head of a large table during an official meeting,

الرجل الذي اشترى العالم

الانتهاكات الحقوقية المرتبطة بصندوق الاستثمارات العامة السعودي ورئيسه محمد بن سلمان

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (وسط الصورة)، يرأس اجتماعا لـ "مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية" في جدة، السعودية، في 29 مايو/أيار 2018. المجلس مسؤول عن الإشراف على صندوق الثروة السيادية السعودي، "صندوق الاستثمارات العامة". © 2018 بلقيس برس/أباكاكا/شاترستوك


 

مُلخّص

في غضون سنوات قليلة، تحوّل "صندوق الاستثمارات العامة" السعودي (الصندوق) من صندوق ثروة سيادي غامض ومدار بشكل محافظ إلى أحد أكبر الصناديق وأكثرها شراسة في العالم. تُقدّر قيمة الصندوق بأكثر من 925 مليار دولار، ويعود هذا الارتفاع الصاروخي الذي حققه الصندوق إلى محمد بن سلمان، وهو وليّ العهد، ورئيس الوزراء، ورئيس الصندوق، والحاكم الفعلي والمستبدّ للسعوديّة. من خلال الصندوق، عزّز وليّ العهد القوّة الاقتصاديّة غير المسبوقة للدولة عبر تفرّده بصنع القرار، حيث تكاد تنعدم القيود على تصرفه بثروة البلاد التي من المفترض أن يستفيد منها الشعب السعودي بأكمله.

العقد الماضي كان من الأكثر تأثيرا في التاريخ الحديث للمملكة، فبعد وفاة الملك عبد الله في 2015، سيطر بن سلمان بسرعة على المؤسسات الأساسية المتعلقة بأمن الدولة والسياسات، ما ضمن له صعودا سريعا إلى السلطة. ولتعزيز هذه السلطة المكتسبة حديثا، أشرف وليّ العهد على أسوأ فترة لحقوق الإنسان في تاريخ البلاد، إذ شنّ قمعا واسعا وعنيفا على المجتمع المدني، والمعارضين في الخارج، والمحافظين الدينيين، ومنافسي النظام، ورجال الأعمال البارزين. يتمتّع بن سلمان الآن بسلطة مطلقة على أهم أجهزة الدولة الأمنية والسياسية والاقتصادية، وقد استخدم هذه السلطة غير المقيّدة لإعادة هيكلة الصندوق وتوسيعه بشكل كبير.

حقق الصندوق ارتفاعا مهما في حجمه وفي إنفاقه: ففي 2021، لم يكن الصندوق ضمن أكبر المنفقين في العالم، لكن بحلول 2023 تم تصنيفه كأكبر مستثمر رائد من قبل مرصد ˝غلوبال إس دبليو إف˝ (Global SWF) للاستشارات ورصد صناديق الثروة السيادية. في غضون عقد واحد، نما الصندوق من 84 مليار دولار سنة 2014 إلى حوالي 925 مليار دولار في مطلع 2024. تطمح "رؤية 2030"، وهي خطة بن سلمان للإصلاح الاقتصادي، إلى توسيع الصندوق ليصبح أكبر صندوق ثروة سيادية في العالم بحلول 2030، بهدف أن يستحوذ على أكثر من 2 تريليون دولار بحلول ذلك التاريخ.

صناديق الثروة السيادية هي صناديق تراكمها الحكومات، والتي تتكون غالبا من عائدات الحكومة وفوائضها التجارية واحتياطاتها، ويتمّ استثمارها محليا وخارجيا. وقد بُني العديد منها على الثروات النفطية. ازداد استخدام هذه الصناديق في الانتشار في السبعينات، ومنها الصندوق السعودي، عندما أنشأت الدول النفطية الكبرى "صناديق استقرار" لإدارة الآثار الاقتصادية لتغيرات أسواق النفط.

يتحدث مسؤولون سعوديون ووثائق سياسات عن الصندوق على أنه مفيد للجمهور السعودي لأنه يستخدم عائدات صادرات الوقود الأحفوري لتنويع الاقتصاد المحلّي في مجالات غير النفط. حتى وإن تحقق هذا الوعد، فإنّ كلفته قد تكون عالية: فغالبا ما تُستخدم صناديق الثروة السياديّة لتركيز السلطة السياسيّة وترسيخها في الأنظمة الاستبداديّة، كما خلُص إلى ذلك علماء السياسة والاقتصاد الذين درسوا هذه المؤسسات.

الصندوق السعودي تملكه الدولة وهو جهاز للحكومة السعودية. بموجب معايير حقوق الإنسان المعترف بها دوليا، على الحكومات تنفيذ الإحقاق التدريجي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بما أقصى ما تسمح به الموارد المتاحة، بما فيها الموارد التي يسيطر عليها الصندوق. في ظلّ حكم محمّد بن سلمان، يعمل الصندوق بقدر ضئيل من الشفافية والمساءلة، ما يثير مخاوف إزاء ما إذا كانت هذه الأموال في نهاية المطاف تُستثمر وتُدار بشكل يستوفي هذه المعايير الدولية.

الانتهاكات الحقوقية المرتبطة بالصندوق

بالفعل، يشكّل الصندوق استثناءً حتى مقارنة بالدور الضار الذي لعبته صناديق الثروة السيادية في بعض البلدان الأخرى، إذ استفاد مباشرة من انتهاكات حقوقية خطيرة مرتبطة برئيسه، وليّ العهد محمد بن سلمان. يشمل ذلك حملة "مكافحة الفساد" في 2017 التي تضمّنت اعتقالات تعسفيّة وانتهاكات بحق المحتجزين، وابتزاز ممتلكات من النخبة السعودية.

راجعت "هيومن رايتس ووتش" وثائق حكوميّة سعوديّة داخليّة قُدّمت إلى محكمة كنديّة كجزء من دعوى قانونيّة مستمرّة رفعتها مجموعة شركات سعوديّة ضدّ مسؤول استخبارات سابق. أظهرت الوثائق أنّ أحد مستشاري بن سلمان أمر في 2017 ياسر الرُميّان، المُشرف على الصندوق آنذاك، بنقل ملكية 20 شركة تم الاستحواذ عليها في إطار حملة "مكافحة الفساد" إلى الصندوق مباشرة. ثمة خطر يتمثل في احتمال الاستيلاء على هذه الشركات من أصحابها دون احترام الإجراءات الواجبة.

وقد سهّل الصندوق من خلال الشركات التي يملكها ويسيطر عليها انتهاكات حقوقية خطيرة مرتبطة بولي العهد، مثل قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وهو منتقد رئيسي لحملة مكافحة الفساد، في العام 2018. وتشير الوثائق السعودية التي استعرضتها هيومن رايتس ووتش إلى أنّ إحدى الشركات التي نُقلت إلى الصندوق، هي "شركة سكاي برايم للخدمات الجوية"، وهي شركة طيران مستأجرة تمتلك الطائرتين اللتين استخدمهما عملاء سعوديون في 2018 للسفر إلى اسطنبول، حيث قتلوا خاشقجي.

كما ارتبطت الانتهاكات الحقوقية ببعض أبرز المشاريع الضخمة المعروفة للصندوق، منها "نيوم"، وهي منطقة اقتصادية ومدينة جديدة على الساحل الأحمر تُبنى من الصفر، بالإضافة إلى "مشروع وسط جدّة"، وهو مشروع تطوير لمدينة جدة. كل واحد من هذه المشاريع يُطوَّر من قبل شركات فرعية يملكها الصندوق بالكامل. تزعم فيديوهات ترويجيّة لنيوم أنّ المنطقة والمدينة ستُبنيان على "أرض عذراء". لكن في الحقيقة طردت السلطات السعوديّة بالقوّة أفرادا من قبيلة الحويطات، التي سكنت تبوك لقرون، من منطقة نيوم المخطط لها، واعتقلت الذين احتجوا على الإخلاء، وقتلت واحدا منهم. حُكم على اثنين من السكان بالسجن 50 عاما، وحُكم على ثلاثة آخرين بالإعدام لتصدّيهم لعمليّات الإخلاء القسري التي نفذتها الحكومة السعوديّة.

عمدت "شركة وسط جدّة للتطوير"، التي يملكها الصندوق بالكامل والتي تُنفذ مشروع وسط جدة، إلى إجلاء أعداد كبيرة من السعوديين من الطبقة المتوسطة والدنيا والأجانب والعمال المهاجرين قسرا من منازلهم في أحياء الطبقة العاملة التي كانت نابضة بالحياة وسط جدّة لتحويلها إلى منطقة فاخرة للتسوّق والسياحة.

حمّلت الناس الأكثر تهميشا في السعوديّةالعمال المهاجرون والتجمعات الريفيّة والطبقات العاملة والفقيرةوطأة الانتهاكات الناجمة عن أكثر مشاريع وليّ العهد انتهاكا التي يدعمها الصندوق. يُستخدم رأس مال الصندوق في مشاريع تسببت في طرد السكان قسرا وهدم الأحياء، وعرّضت العمّال لانتهاكات خطيرة، وأسكتت المجتمعات المحليّة.

على مدى أكثر من عقدين من الزمن، وثّقت هيومن رايتس ووتش الفساد وسوء الإدارة في اقتصادات البلدان الغنيّة بالنفط. عندما تكون الحكومة المستفيد المباشر من مصدر رئيسي للإيرادات الخاضعة لسيطرة مركزيّة، وبالتالي لا تعتمد في عملها على الضرائب المحليّة أو اقتصاد متنوّع، يحظى حُكّام الدولة بفرصة فريدة للإثراء الشخصي والفساد، خاصة في غياب الشفافية في إدارة الإيرادات، ويقترن ذلك بآثار مدمّرة للحوكمة، وصولا إلى المس باحترام حقوق الإنسان. وبدلا من تحقيق الرخاء وسيادة القانون واحترام الحقوق، قد يتسبب وجود مصدر للإيرادات خاضع لسيطرة مركزيّةمثل إيرادات النفطفي تعزيز أو مفاقمة ميول الحاكم (أو النخبة الحاكمة) غير الديمقراطي أو غير الخاضع للمحاسبة من خلال توفير وسائل مالية تسمح له بترسيخ نفسه والإثراء دون أي مساءلة.

من المؤشرات الرئيسيّة لجودة الحُكم هو ما إذا كانت الحكومة ملتزمة بالشفافيّة والمحاسبة وسيادة القانون وحقوق الإنسان. عندما يكون الحاكم أو النخبة الحاكمة غير ديمقراطيين أو غير مسؤولين أمام مواطنيهم، فإنّ سوء الإدارة وسوء القرارات الاقتصاديّة والفساد وانتهاكات حقوق الإنسان تصير رائجة. وبدلا من تحسين الوضع العام، فإنّ وجود مصدر إيرادات خاضع لسيطرة مركزيّة، مثل إيرادات النفط، قد يؤدي إلى تفاقم انتهاكات الحاكم أو النخبة الحاكمة غير الديمقراطية، وإلى الحُكم السيئ من خلال توفير وسائل مالية تسمح لها بترسيخ وإثراء نفسها دون أيّ مساءلة في المقابل. هذه المشاكل موجودة بوضوح في السعوديّة وتثير خطرا كبيرا يتمثل في استخدام وليّ العهد الصندوق لترسيخ حكمه بأمر الواقع من خلال وضع نحو تريليون دولار من ثروة السعودية في متناول يده مباشرة تحت سيطرته.   

سيطرة وليّ العهد على الصندوق

أنشئ الصندوق في 1971، وأعيد تشكيله في 2015 تحت وصاية محمد بن سلمان، الذي أدخل تغييرات كبيرة على هيكلته وإطار الحوكمة الخاص به ونهجه الاستثماري. حصلت هيومن رايتس ووتش على بيانات حكوميّة ووثائق قضائيّة وقوانين ومراسيم داخليّة سعوديّة، وراجعتها، فوجدت أنّ التغييرات التي أدخلها بن سلمان على إطار حوكمة الصندوق مكّنته من تركيز قدر كبير من السلطة والرقابة على الصندوق بين يديه.

في بداية 2015، أنشأ الملك سلمان "مجلس الشؤون الاقتصاديّة والتنمية"، وهو أحد مجلسين فرعيين للحكومة، وعيّن محمد بن سلمان رئيسا له. وفي مارس/آذار 2015، أصدر مجلس الوزراء "المرسوم رقم 270"، الذي نقل الإشراف على صندوق الاستثمارات من وزارة الماليّة إلى مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الذي أنشئ حديثا. منذ 2015، يرأس بن سلمان مجلس إدارة الصندوق والهيئة المشرفة عليه: مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية. كما أصبح بن سلمان رئيسا للوزراء في أكتوبر/تشرين الأول 2022، ما منحه سلطة تعيين جميع أعضاء مجلس إدارة الصندوق.

حتى 2015، كانت استراتيجية الاستثمار الخاصة بالدولة السعودية بشكل عام، والصندوق بشكل خاص، تعكس البنية المشرذمة للدولة السعوديّة. في السابق، كان الصندوق يعمل بخطة استثمار "غير منسّقة"، وهي "مرتبطة ببنية النظام المشرذمة"، كما خلُص إلى ذلك الأكاديمي ألكسيس مونتامبولت تروديل.

غيّر وليّ العهد أنماط الاستثمار السعوديي بطرق أدّت إلى تركيز القوّة الاقتصاديّة. ومنذ ذلك الحين، تخضغ قرارات الاستثمار التي تتخذها الحكومة السعوديّة لهيمنة الصندوق. وفقا لمونتامبولت تروديل، شهد الصندوق بعد 2015 "تحولا من أنماط استثمار متفرقة وغير منسقة مرتبطة بخلافات بين الأجهزة وتأثير كبار صناع القرار إلى استراتيجيّة شخصيّة وتدخليّة للغاية مدفوعة بمجموعة متماسكة من أطراف داخل النظام تتمحور حول وليّ العهد". بات الصندوق يصف نفسه بـ"الذراع الاستثماريّة الرئيسيّة" للسعوديّة.

رغم أنّ خطّة برنامج الصندوق للفترة 2021-2025 تضع ظاهريا إطارا قويا للحوكمة والعمليات، إلا أنّ هيومن رايتس ووتش وجدت أنّ هذه الضمانات المؤسسيّة تمّ التحايل عليها بسهولة من قبل وليّ العهد. انطوت الاستثمارات الكبرى للصندوق على قرارات أحاديّة من قبل وليّ العهد، رغم اعتراض مجلس الإدارة ومستشارين محترفين. تحايل وليّ العهد على إجراءات الحوكمة، وتوجه مباشرة إلى الملك عندما لاقت قراراته معارضة.

مثلا، في مطلع 2020، رغب محمد بن سلمان في أن يشتري الصندوق أسهما محدّدة عند تراجع الأسواق في بداية الجائحة العالميّة. عارض ولي العهد حينها قرار مجلس إدارة الصندوق وتجاوز إطار الحوكمة والعمليّات الداخلي. في مقابلة لفيلم وثائقي على قناة "إم بي سي"، المدعومة من الحكومة السعوديّة، قال محافظ الصندوق ياسر الرميّان إن مجلس الإدارة صوّت ضدّ هذه الخطوة لأنه اعتبرها محفوفة بالمخاطر. وفقا للرميّان، فإنّ محمد بن سلمان "رفع المسألة إلى الملك"، الذي "أصدر مرسوما ملكيا يسمح لنا بتجاوز قواعد حوكمة الصندوق الحالية، واتباع رأي مجلس الرئيس (محمد بن سلمان)". وتابع قائلا: "لم يكن من الممكن إقناع مجلس إدارة الصندوق برأي محدّد، لذلك عملنا خارج الخطوط العريضة للحوكمة".

يضمّ مجلس الإدارة الحالي للصندوق تسعة أعضاء، بالإضافة إلى وليّ العهد. يشغل سبعة من أعضاء مجلس الإدارة الآخرين حاليا مناصب وزراء في السعوديّة أو مناصب حكوميّة أخرى رفيعة المستوى، وهم معيّنون فيها من قبل الملك. وقد تمّ تعيين العديد منهم، إن لم يكن جميعهم، في مناصبهم الحاليّة بعد أن تولّى الملك سلمان العرش واستحوذ ابنه على سلطات متزايدة؛ والعديد منهم من المقرّبين شخصيا إلى محمد بن سلمان، وخاصة محافظ الصندوق ياسر الرميّان، ووزير الدولة محمد آل الشيخ، ووزير المالية محمد الجدعان، والمستشار السياسي محمد التويجري.

انعدام الشفافيّة والمساءلة بشأن ثروة الدولة

يُسيطر محمد بن سلمان، مدعوما بمجموعة صغيرة من النخبة السعوديّة غير الخاضعة للمحاسبة، على الدعامات الأساسيّة لاقتصاد البلاد، ويستخدم هذه الدعامات كما يشاء، موظِّفا المال العام لخدمة مصالحه. يستخدم ولي العهد ومجموعة صغيرة من النخبة ثروة السعوديّة لتحقيق مصالحهم الخاصة على حساب الصالح العام. ومن خلال الصندوق، يتم التحكّم بالموارد العامة السعوديّة فعليّا من قبل شخص واحد، رغم أنّه لا يُمارس هذه السلطة الاقتصاديّة الواسعة لخدمة الصالح العام على نطاق أوسع، بل يتصرّف بالمال العام بشكل تعسفي وبطريقة شخصيّة جدّا.

تتفاقم المخاوف بشأن القادة المنتهِكين وغير الخاضعين للمحاسبة والذين يسيطرون على ثروة الدولة الهائلة عند النظر في مصادر النموّ الكبير الأخير للصندوق. فمعظم النموّ الذي تحقق منذ 2015 يعود إلى نقل أصول حكوميّة سعوديّة أخرى إلى الصندوق، وأبرزها نقل أسهم الشركة النفطية التي تملكها الدولة "أرامكو"، إضافة إلى عائدات الطرح العام الأولي لأرامكو في 2019، وليس العائدات من محفظة استثمارات الصندوق.

من ديسمبر/كانون الأول 2017 إلى أواخر يونيو/حزيران 2023، بلغ حجم نقل أسهم أرامكو و"الضخ المتأتي أساسا من عائدات الطرح العام الأوّلي لأرامكو في 2019، واحتياطات البنك المركزي من تداول العملات الأجنبية" حوالي نصف النمو الذي حققه الصندوق، وفقا لتيم كالين من "معهد دول الخليج العربية" في واشنطن.

من خلال نقل أصول حكوميّة قيّمة إلى الصندوق، وفر محمّد بن سلمان لنفسه مبالغ كبيرة من رأس المال لتحقيق مصالحه الخاصة. مثلا، شركة نيوم، التي يملكها الصندوق بالكامل، تطوّر منطقة اقتصاديّة ومدينة جديدة على البحر الأحمر يتم بناؤها من الصفر بتكلفة تقدر بـ 500 مليار دولار. أفادت وسائل إعلام أن مشروع نيوم أحد "أهم أولويات" وليّ العهد، وأنّ "الدولة السعوديّة تخصّص موارد هائلة لجعله واقعا".

ويبرهن مشروع نيوم كيف يتمكن ولي العهد بشكل أحادي من توجيه مبالغ هائلة من ثروة الدولة إلى مشاريع ضخمة لا تساهم فعليا في إحقاق الحقوق الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية، على الرغم من الالتزام الدولي الواقع على السعودية بتخصيص أقصى قدر من الموارد المتاحة لإعمال هذه الحقوق تدريجيا. وفقا لـ"بلومبرغ"، فإنّ بداية تشييد مشروع "ذا لاين"، وهو مشروع مستقبلي لمدينة ضخمة، "سيتطلّب إزالة أكثر من 20 مليون طنّ من الصخورأي ثلاثة أضعاف وزن سدّ هوفر [في الولايات المتحدة]". وكان أحد كبار المديرين في نيوم "منزعجا مما شاهده من إهدار للمال العام [للمشروع] لدرجة أنه أرّق نومه". وقال آخر لوكالة الأنباء: "لم نتمكّن حتى من تقدير تكلفة البناء. كنا نعلّق المباني بجانب المنحدرات دون أن نعرف حتى البنية الجيولوجية".

وصف صحفيون استقصائيون، ألّفوا كتابا عن وليّ العهد، عواقب تصرّفه برأس المال كما يلي: "زعماء العالم الآخرون يسيطرون على جيوش أكثر قوّة واقتصادات أكبر، لكنّ [بن سلمان] له قوّة مركّزة أكبر من تلك يملكها أي شخص آخر على وجه الأرض وهو مستعد للعمل بحدسه".

إنفاق بن سلمان على المشاريع المموّلة من الصندوق يثير تساؤلات حول إحقاق الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في البلاد، لا سيما وأن مستويات الفقر السعوديّة مرتفعة وفقا لبعض المقاييس. لا تنشر الحكومة السعودية بيانات أساسيّة عن الفقر، ولم تضع تعريفا وطنيّا للفقر، ولم تنشر أي خط للفقر.

في 2023، أصدرت "لجنة الأمم المتحدة الاقتصاديّة والاجتماعيّة لغرب آسيا" (الإسكوا) تقريرا عن الفقر في دول "مجلس التعاون الخليجي". وبما أنّ دول مجلس التعاون، بما فيها السعوديّة، تنشر معلومات شحيحة أو لا تنشر أي معلومات عن مستويات الفقر، فقد قدّر التقرير خطوط الفقر في المنطقة بناءً على مكاتب الإحصاء الوطنيّة في دول مجلس التعاون بشأن دخل الأسرة ونفقات الاستهلاك، ووجد أنّ السعوديّة لديها أعلى مستوى للفقر بين المواطنين في مجلس التعاون بمعدّل 13.6% ما يعني أن الفقر يؤثر على "قرابة من واحد من كلّ سبعة مواطنين في المملكة". لا يشمل هذا الرقم جميع المقيمين في السعودية، لا سيما العمال الوافدين، الذين يُشكّلون حوالي 42% من السكان، والمهاجرين غير المسجلينالمجموعات المهمّشة اقتصاديا والمعرّضة لانتهاكات عمل منهجيّةما يعني أنّ معدّل الفقر الفعلي في البلاد أعلى من ذلك بكثير على الأرجح.

تُشير هذه الأرقام الأوليّة إلى ما قد يشكل معدلات فقر وعدم مساواة مثيرة للقلق في السعوديّة. كذلك لا توجد آليات يستطيع من خلالها الجمهور السعودي ممارسة سيطرة على الموارد الاقتصاديّة للبلاد، بما في ذلك إنفاق الصندوق، والمطالبة بتخصيص مزيد من الموارد للتخفيف من حدّة الفقر والخدمات التي تساعد الفئات الأكثر تهميشا في البلاد.

غسل الانتهاكات الحكومية عبر الصندوق

تُستخدم استثمارات الصندوق في الولايات المتحدة وبريطانيا وأماكن أخرى في العالم أيضا أداةً قويّة لممارسة القوّة الناعمة والنفوذ السعوديَّين. تُشكّل هذه الاستثمارات حجر الزاوية في عمليات التأثير السعوديّة في الخارج، والرامية إلى حشد دعم أجنبي غير ناقد أجندة محمد بن سلمان، ونشر معلومات مضلّلة حول السجلّ الحقوقي للسعودية، وتجاوز التدقيق، وإسكات المنتقدين، وتقويض المؤسسات التي تسعى إلى الشفافية والمساءلة.

تحت ستار التعامل التجاري العادي، تُسفر استثمارات الصندوق عن حصد النفوذ والدعم وإسكات المنتقدين لدى بعض الأطراف التي تملك أكبر نفوذ سياسي استراتيجي في العالم. تضمنت الاتفاقيّة الإطاريّة المبرمة في يونيو/حزيران 2023 بين "رابطة لاعبي الغولف المحترفين" ("بي جي إيه") و"ليف غولف" (LIV Golf) التي يموّلها الصندوق "بند عدم تحقير" يمنع مسؤولي رابطة لاعبي من انتقاد سجل حقوق الإنسان السعودي.

حاول الصندوق تقويض رقابة الشركات الأمريكيّة التي تتعامل معه. في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، رفع الصندوق دعوى قضائيّة ضدّ شركات الاستشارات الأمريكيّة "ماكنزي" و"بوسطن كونسالتنغ غروب" و"إم كلاين وشركاؤه" و"تينيو" أمام المحكمة الإداريّة السعوديّة لمنعها من توفير معلومات للجنة تحقيق في "الكونغرس" تنظر في النفوذ السعودي في الولايات المتحدة برئاسة السيناتور ريتشارد بلومنثال. كما قال هذا الأخير، فإن الدعوى هدّدت فعليا موظفي الشركات بالسَّجن 20 عاما وغرامة تصل إلى مليون ريال سعودي (267 ألف دولار) لكلّ منهم إذا امتثلوا لاستدعاءات صادرة عن رئيس اللجنة بلومنثال. مثُلت الشركات الأربع في جلسة استماع لتحقيق يجريه الكونغرس في فبراير/شباط 2024.

لإسكات الانتقادات وصرف الاهتمام عن سجلّ الحقوقي السعودي، توفر استثمارات الصندوق لدى الجهات الأجنبيّة حوافز للسكوت عن السجل الحقوقي السعودي السيئ، ونشر روايات محرّفة عن الإصلاح، وحشد الدعم لمحمد بن سلمان، رغم مسؤوليته الشخصية عن انتهاكات حقوقية خطيرة، منها قتل الصحفي جمال خاشقجي.

في أحسن الأحوال، أدّى هذا التأثير إلى تقاعس المؤسسات والمسؤولين عن الإقرار بسجلّ حقوق الإنسان السعودي السيئ أو الحديث عنه. إضافة إلى ذلك، لم تكتفِ استثمارات الصندوق بحشد الدعم والصمت، بل تجاوزتها لتقوّض عمل هيئات الرقابة الأجنبيّة الساعية إلى الشفافيّة والمساءلة. ولذلك كان للصندوق تأثير مدمّر على آليات الحكم الرشيد في الخارج.

يلعب الصندوق لعبة مزدوجة: تظهر وثائق صادرة عن محاكم أنّه زعم أنّ استثماراته في الخارج تتعلق بمصالح الأمن القومي السعوديّة، وتندرج ضمن الحصانة السياديّة. لكن، حيثما كان ذلك ملائما من الناحية السياسيّة، يزعم الصندوق أنّ استثماراته تستند فقط إلى المنطق الاقتصادي السليم وأنها منفصلة عن مصالح الدولة السعوديّة.

على مدى السنوات الماضية، استخدمت الحكومة السعوديّة استثمارات كبرى في أحداث رياضيّة وترفيهيّة بارزة في محاولة لتحسين صورتها وصرف الانتباه عن التصوّر العالمي للسعوديّة كطرف يرتكب انتهاكات حقوقية جسيمة ومستمرة. وأخيرا، استُخدمت الاستثمارات السعوديّة عبر الصندوق لتسليط الضوء على استثمارات بارزة في تقنيات الطاقة النظيفة. تظلّ استثمارات الصندوق في تقنيات الطاقة النظيفة نسبة ضئيلة من الاستثمارات في الوقود الأحفوري، ولا تعدو عن كونها غسيلا أخضر. وفي الوقت الذي استثمر فيه الصندوق بشكل محدود في الطاقة النظيفة، عمد أيضا إلى إضافة أصول إلى الوقود الأحفوري. كما استُخدم الصندوق أيضا أداةً لصرف الانتباه عن مساهمات السعوديّة المتزايدة في أزمة المناخ، ودورها في قيادة الجهود الرامية إلى تقويض وتعطيل الاتفاقات الدوليّة وغيرها من الجهود الرامية إلى معالجة أزمة المناخ بشكل هادف.

الصندوق ذراع تابع للدولة السعوديّة. هو صندوق الثروة السيادية للدولة، أُنشئ بمرسوم ملكي لإدارة أصول الدولة. يُشرف عليه مجلس الشؤون الاقتصاديّة والتنمية، وهو هيئة حكومية تُشرف على الشؤون الداخليّة للمملكة. مجلس إدارته يُعَيّن من قبل رئيس الوزراءأي وليّ العهد محمد بن سلمان، الذي يترأس أيضا مجلس الإدارة. باعتباره كيانا تابعا للدولة، فإنّ الصندوق ملزم بالوفاء بالالتزامات الدولية بشأن حقوق الإنسان المترتبة على السعودية.

إضافة إلى ذلك، بينما تتحمّل الحكومات المسؤوليّة الأساسيّة عن احترام حقوق الإنسان وحمايتها وإعمالها بموجب القانون الدولي، فإنّ الشركات التجاريّة تتحمّل أيضا مسؤوليات حقوقية معترفا بها دوليّا، منها المسؤوليّة عن تجنب التسبب في انتهاكات للحقوق أو المساهمة فيها.

تماشيا مع هذه المسؤوليات، على الشركات إجراء فحوص شاملة ومستقلّة لحقوق الإنسان بعناية قبل أي تعامل مع الصندوق، والامتناع عن الأنشطة التي من شأنها تعزيز سمعة الكيانات الحكوميّة أو المسؤولين المتهمين حديثا بارتكاب انتهاكات خطيرة. عندما لا يُمكن تجنّب الآثار السلبيّة الخطيرة على حقوق الإنسان الناجمة عن التعامل مع الصندوق، يتعيّن على الشركات تعليق التزاماتها معه. على الشركات التي تتعامل مع الصندوق رفض أي شروط تعاقديّة صريحة أو ضمنيّة تقيّد قدرتها على التحدّث علنا أو سرّا عن الانتهاكات التي ترتكبها الحكومة السعوديّة.

  
 


 

التوصيات

للحكومة السعوديّة

·      ملاءمة حوكمة صندوق الاستثمارات العامة السعودي مع "معايير سانتياغو"، وهي مبادئ وممارسات مقبولة دوليا تتعلق بصناديق الثروية السيادية، بسبل تشمل توفير حماية لحقوق الإنسان ومكافحة الفساد.

·      إرساء آليات لحريّة التعبير والحوكمة الفعّالة تُمكّن الجمهور السعودي من التحكم في ثرواته وتوجيهها والاستثمار في الصالح العام.

·      ضمان الحق في حريّة المعلومات في "النظام الأساسي للحكم" السعودي.

·      سن وتنفيذ قانون عام لحرية المعلومات.

·      جمع ونشر مؤشرات الفقر الرئيسيّة، بما فيها تلك المتعلقة بالوافدين.

·      التحقيق في المزاعم التي تقول إنّ الأصول التي تم الاستيلاء عليها دون احترام للإجراءات الواجبة في 2017 قد وُضعت في الصندوق.

·      إطلاق سراح الباحث والكاتب الاقتصادي عصام الزامل، الذي اعتُقل في سبتمبر/أيلول 2017 ويُحاكم بتهمة الانتماء إلى "الإخوان المسلمين"، والذي شكّك في التوقعات السعوديّة للإيرادات المتأتية من الطرح العام لشركة أرامكو.

·      إطلاق سراح أفراد قبيلة الحويطات المحتجزين بسبب احتجاجهم السلمي على عمليات الإخلاء أثناء مشروع نيوم الضخم، وإلغاء الأحكام ضدّهم.

·      إلغاء أحكام الإعدام الصادرة بحق إبراهيم صالح أحمد الحويطات، عطاء الله موسى محمد الحويطات، وشادي أحمد محمود الحويطات، المحكوم عليهم بالإعدام بسبب احتجاجهم على عمليات الإخلاء القسري أثناء مشروع نيوم الضخم.

·      وقف مشروع وسط جدّة المموّل من الصندوق والتحقيق في المزاعم المتعلقة بعمليات الإخلاء القسري.

·      احترام حق السكان في المناطق المتضرّرة من مشروع وسط جدّة، المموّل من الصندوق، في الاحتجاج السلمي.

·      التشاور مع التجمعات التي قد تتأثر بالهدم، وتوفير السكن البديل المناسب والتعويضات اللازمة إذا تمت إزالة منازلهم أو مؤسساتهم التجاريّة من أجل مشروع وسط جدّة الممول من الصندوق.

·      الإفراج فورا عن جميع السجناء المحتجزين لمجرّد ممارستهم السلميّة لحرية التعبير وتكوين الجمعيّات، بمن فيهم السجناء المدانون بجرائم مزعومة، والسجناء الخاضعون للمحاكمة حاليا، والسجناء المحتجزون تعسفا.

·      التحقيق في مزاعم التعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة من قبل هيئة مستقلّة، مع ضمان محاسبة الجناة وتوفير سبل الانتصاف للمتضررين.

·      السماح للمراقبين الدوليين بدخول البلاد ومنحهم حق الوصول غير المقيّد إلى المحتجزين.

لصندوق الاستثمارات العامة السعودي

·      نشر معلومات مفصّلة عن مجلس إدارة الصندوق والعلاقات بين المديرين كأفراد واستثمارات الصندوق والشركات التابعة له، بما يتماشى مع مبادئ سانتياغو.

·      نشر وثائق الحوكمة الرئيسيّة للصندوق، بما فيها المراسيم المتعلّقة بأعضاء مجلس الإدارة منذ 2015.

·      نشر وثائق صنع القرار الداخليّة الرئيسيّة للصندوق، بما في ذلك محاضر الاجتماعات، والمراسيم، والوثائق الأخرى ذات الصلة.

·      الكشف عن جميع المخططات التنظيميّة التي تعكس الهيكل المؤسسي والمسؤولين والمديرين والموظفين في الصندوق، والشركات الفرعية التي يملكها بالكامل، في شكلها الحالي.

·      وضع وتنفيذ مسار خاص بحريّة المعلومات بما يتفق مع المعايير الدوليّة.

·      في العقود المستقبليّة، إنهاء استخدام بنود عدم التحقير أو التشهير أو غيرها من الشروط التعاقديّة التي تحدّ قدرة المتعاقدين على التحدث علنا أو سرّا عن انتهاكات حقوق الإنسان، والتعهد بعدم السعي إلى إنفاذ مثل هذه البنود في العقود القائمة.

·      نشر بيانات مفصّلة عن استثمارات الصندوق والشركات التابعة له في الأسواق الأجنبيّة.

للشركات المتعاملة مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي

·      إجراء فحص شامل ومستقل قبل خوض أيّ أنشطة تجاريّة مع الصندوق والشركات التابعة له، بما يتماشى مع "مبادئ الأمم المتحدة التوجيهيّة بشأن الأعمال التجاريّة وحقوق الإنسان".

·      اعتماد سياسات لتحديد ومنع مخاطر المساهمة في أضرار حقوق الإنسان المرتبطة بعلاقتها التجاريّة مع الصندوق.

·      الامتناع عن ممارسة أعمال تجاريّة مع الصندوق عند تحديد آثار ضارّة خطيرة على حقوق الإنسان لا يُمكن تجنّبها من خلال تقييمات العناية الواجبة.

·      فهم أنّ الشركات تُعتبر مسؤولة عن الانتهاكات من خلال "علاقاتها التجاريّة"، وأن مفهوم "العلاقة التجاريّة" ينطبق على العلاقة بين الشركة وصندوق الثروة السيادي الذي استثمر في تلك الشركة.

·      عدم خوض علاقات تجاريّة مع أصول الصندوق التي صادرتها السعوديّة من مواطنيها دون اتباع الإجراءات القانونيّة الواجبة، وخاصة تلك التي تمّ الاستيلاء عليها خلال حملة مكافحة الفساد في 2017. على الشركات التي تتعامل حاليا مع الصندوق أو كانت لها علاقات معه ضمان حصول ضحايا الانتهاكات الناجمة عن هذه العلاقة على سبل انتصاف، ومنهم من تم تهجيرهم خلال المشاريع المموّلة من قبل الصندوق.

·      الامتناع عن الانخراط في أنشطة الغسيل الأخضر أو غسيل السمعة مع الصندوق التي تحسّن سمعة كيانات الحكومة السعوديّة أو مسؤوليها المتهمين مؤخرا بارتكاب انتهاكات خطيرة.

·      رفض أيّ شروط تعاقديّة صريحة أو ضمنيّة مع الصندوق تقيّد القدرة على التحدث علنا أو سرّا عن الانتهاكات، بخلاف شروط السريّة النموذجيّة.

·      تجنّب الدخول مع الصندوق أو الشركات التابعة له في عقود أو اتفاقات أخرى تتضمّن بنود عدم تشهير أو قيودا أخرى بشأن التحدّث علنا عن انتهاكات حقوق الإنسان.

·      الإبلاغ علنا عن تدابير العناية الواجبة بحقوق الإنسان المتخذة بشأن علاقتها مع الصندوق في مسائل الشفافيّة والمساءلة.

لحلفاء السعوديّة الرئيسيين

·      التحقيق في ما إذا كانت لدى صناديق الثروة السياديّة وصندوق الاستثمارات العامة السعودي صلات بانتهاكات حقوق الإنسان، وإذا كان الأمر كذلك، النظر في فرض عقوبات على الأفراد والصندوق نفسه حتى تتم معالجة هذه الانتهاكات من خلال آليات مساءلة وتعويض مستقلّة وشفافة.

·      فرض منع سفر وتجميد أصول على أكبر المسؤولين السعوديين الذين لعبوا دورا في اغتيال جمال خاشقجي أو ارتكبوا أعمال تعذيب، بمن فيهم كبار المسؤولين في الصندوق.

·      الدعوة إلى إطلاق سراح المعارضين والنشطاء المحتجزين فقط بسبب انتقادهم السلمي للسلطات السعوديّة.

·      دعم تحديث مبادئ سانتياغو بإدراج أشكال حماية تتعلق بحقوق الإنسان والفساد.

·      على الدول التي تراجع استثمارات الدول الأجنبيّة توسيع نطاق مراجعاتها لتشمل المخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان.

للحكومة الأمريكيّة

·      توسيع اختصاص "لجنة الاستثمار الخارجي في الولايات المتحدة" في وزارة الخزانة لمراجعة الاستثمارات الأجنبيّة بشأن المخاوف الحقوقية.

·      شمول السعوديّة كدولة تبعث على القلق بموجب لجنة الاستثمار الخارجي، وضمان أن تراجع هذه اللجنة استثمارات الصندوق والشركات التابعة له في الولايات المتحدة.

للّجنة الفرعيّة للتحقيقات في مجلس الشيوخ الأمريكي

·      التحقيق في دور ياسر الرميان في نقل شركة سكاي برايم وشركات أخرى إلى الصندوق.

التحقيق بشأن الشركات المستفيدة من الأصول التي استولت عليها السعوديّة من مواطنيها بدون مراعاة ضمانات الإجراءات الواجبة المعترف بها دوليا، وخاصة تلك التي تم الاستيلاء عليها خلال حملة 2017.

المنهجية

لم تسمح السلطات السعوديّة بدخول هيومن رايتس ووتش لإجراء أبحاث بحُريّة منذ 2006، حين كانت لها بعثة بحثيّة في المملكة. زار موظفو هيومن رايتس ووتش السعوديّة ستّ مرات منذ 2006، لكن معظم هذه الزيارات ظلّت مقيّدة بشكل صارم.

يستند التقرير إلى مراجعة بيانات حكوميّة، ووثائق صادرة عن محاكم سعوديّة، وقوانين ومراسيم حكوميّة سعوديّة، ووثائق نُشرت أثناء إجراءات قضائيّة في كندا والولايات المتحدة، وسجلات وتقارير لشركات، وتحقيقات، وتحليلات صحفيين وخبراء ماليين وأكاديميين. وتمّ دعم ذلك بمقابلات هاتفيّة مع نشطاء ومعارضين سعوديين، وكذلك مع صحفيين، وخبراء، ومحامين لهم خبرة طويلة في الشأن السعودي

يستند التقرير إلى تقارير سابقة لـ هيومن رايتس ووتش عن السعوديّة، وفيه إحالات إليها، وخاصة في ما يتعلق بالانتهاكات المرتبطة الاعتقالات في أواخر 2017 كجزء من حملة "مكافحة الفساد" في السعوديّة، واغتيال جمال خاشقجي أواخر 2018.

لحماية الأشخاص الذين أجرينا معهم مقابلات من الانتقام، حجبنا الأسماء أو استخدمنا أسماء مستعارة للمشاركين في المقابلات، ما لم يعبّروا عن رغبتهم في ذلك. أخبر الباحثون جميع الذين أجريت معهم مقابلات بغرض المقابلة والطرق التي سيتمّ بها استخدام البيانات، ولم يتلق أيّ منهم حوافز ماليّة أو غيرها للتحدّث إلى هيومن رايتس ووتش.

في 14 أغسطس/آب 2024، وجّهت هيومن رايتس ووتش رسائل توضح الاستنتاجات العامة لأبحاثنا إلى الأفراد والجهات التالية: ˝أفينيتي بارتنرز˝، و˝ألفا ستار˝، و˝بوسطن كونسلتنغ غروب˝، و˝إم كلاين وشركاؤه˝، و˝تينيو˝، و˝كارف للتواصل˝. في 15 أغسطس/آب 2024، أرسلت هيومن رايتس ووتش رسائل إلى الأفراد والجهات التالية توضح الاستنتاجات العامة لأبحاثنا: شركة جدة المركزية للتطوير، وأمير منطقة تبوك وبلديتها، وصندوق الاستثمارات العامة. في 4 سبتمبر/أيلول 2024، وجّهت هيومن رايتس ووتش رسائل إلى الأفراد والجهات التالية توضح الاستنتاجات العامة لبحثنا: و˝شركة نادي الأهلي السعودي˝، و˝نادي الهلال السعودي˝ لكرة القدم، و˝نادي الاتحاد السعودي˝ لكرة القدم، و˝نادي النصر السعودي˝ لكرة القدم، ووزارة الطاقة السعودية، ووزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية، ووزارة المالية السعودية، ووزارة الداخلية السعودية، ووزارة الرياضة السعودية، و˝شركة نيوم˝، و˝شركة القدية للاستثمار˝، وشركة ˝البحر الأحمر العالمية˝، و˝شركة أرامكو السعودية˝، ووزارة الخارجية السعودية، وشركة ˝سنابل للاستثمار˝، و˝سكاي برايم للخدمات الجوية˝. وفي 4 سبتمبر/أيلول 2024 أيضا، وجّهت هيومن رايتس ووتش رسائل إلى الأفراد والجهات التالية توضح الاستنتاجات العامة لبحثنا: عضو مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة معالي محمد بن عبد الملك آل الشيخ؛ ورئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود؛ وعضو مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة معالي أحمد عقيل الخطيب؛ وعضو مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة معالي محمد عبد الله الجدعان؛ وعضو مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة معالي إبراهيم عبد العزيز العساف؛ وعضو مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة معالي خالد التويجري؛ وعضو مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة معالي خالد الفالح؛ وعضو مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة معالي ماجد القصبي.

في 29 أغسطس/آب 2024، ردت كارف للتواصل على هيومن رايتس ووتش. في 4 سبتمبر/أيلول 2024، ردت شركة كومباني إنك أند ماكنزي وشركة تينيو بشكل منفصل على هيومن رايتس ووتش. وتعليقاتهما واردة أدناه. حتى 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، لم يردّ الأفراد والكيانات المذكورة أعلاه على هيومن رايتس ووتش بعد.

 


 

صناديق الثروة السياديّة وصندوق الاستثمارات العامة

صناديق الثروة السياديّة هي أموال تراكمها الحكومة، وتتكوّن عادة من عائدات الحكومة، وفوائض التجارة، والاحتياطيات، التي يتمّ استثمارها محليّا وخارجيّا. تُعرّف "المبادئ والممارسات المقبولة عموما لصناديق الثروة السياديّة"، المعروفة الآن باسم "مبادئ سنتياغو"، صناديق الثروة على أنّها صناديق تملكها الحكومة، وتستثمر في أصول ماليّة أجنبيّة، والغرض منها تعزيز الأهداف الماليّة للحكومة.[1] مبادئ سنتياغو طوعيّة وصيغت من قبل "مجموعة العمل الدوليّة لصناديق الثروة السياديّة"، ورحّبت بها "اللجنة المالية النقديّة" التابعة لـ"صندوق النقد الدولي" في 2008.[2] أعضاء المنتدى الدولي لصناديق الثروة السيادية "يوافقون على تأييد وتنفيذ مبادئ سانتياغو".[3] ورغم أن صندوق الاستثمارات العامة ليس عضوا في المنتدى الدولي لصناديق الثروة السيادية، فقد أعلن أنه "عزز التزامه بمبادئ سانتياغو".[4]

في الأصل، أُسِّست صناديق الثروة السياديّة على الثروة النفطية. أنشئ عدد من هذه الصناديق في السبعينيات، حين أنشأت الدول الرئيسيّة المنتجة للنفط "صناديق الاستقرار" للتعامل مع التأثيرات الاقتصادية لأسواق النفط غير المستقرّة، وهو نموذج قلّدته لاحقا في الثمانينات دول ذات فوائض تجاريّة كبيرة، مثل الصين وسنغافورة.[5] مع تزايد عدد الحكومات التي أنشأت صناديق الثروة السياديّة ونموّ حجم هذه الصناديق، أثار الخبراء مخاوف بشأن تأثيرها المحتمل على الأسواق العالميّة، وخاصة إذا استخدمت الصناديق التي تملكها الدولة لأغراض سياسيّة.[6]

بعد أن جمعت صناديق الثروة السياديّة ثروة كبيرة، أصبحت لاعبا رئيسيا في سوق رأس المال العالمي.[7] مع نهاية 2020، صارت هذه الصناديق تُسيطر على أكثر من 8 تريليون دولار على مستوى العالم.[8] شكّلت صناديق الثروة المموّلة من النفط والغاز أكثر من نصف إجمالي ثروة كل الصناديق السياديّة، وفقا لـ"معهد بيترسون للاقتصاد الدولي"، الذي يقيّم صناديق الثروة السياديّة في جميع أنحاء العالم بناءً على معايير الشفافية والحوكمة والمساءلة.[9]

يُفهم صندوق الثروة السياديّة عموما على أنّه كيان يستثمر أموال الدولة لصالح البلاد في المستقبل، مثلا من خلال تثبيت استقرار موارد الحكومة في وجه صدمات أسعار السلع الأساسيّة، واستخدام العائدات من الوقود الأحفوري وغيره من صادرات الموارد الطبيعيّة لتعزيز التنمية وتنويع الاقتصاد المحلّي للتخلي عن النفط.[10] وقد درس الباحثون والأكاديميون الدور الذي تلعبه صناديق الثروة السياديّة في تركيز وترسيخ سلطة الأنظمة السياسيّة الاستبداديّة. رغم أنّ بعض صناديق الثروة منفصلة هيكليا ومتمايزة عن الرئيس التنفيذي للحكومة،[11] إلا أنّ الصندوق السعودي والعديد من صناديق الثروة السياديّة الأخرى تعمل بقدر ضئيل من الشفافيّة أو الحماية الظاهرة لضمان عدم استخدام المسؤولين الحكوميين الأموال لتحقيق غاياتهم الخاصة.[12] وقد استخدمت النخب الحاكمة في الحكومات المنتهِكة صناديق الثروة لتجميع كميات هائلة من رأس المال، وتعزيز السلطة، وتسهيل الانتهاكات، وتلميع صورتها، وتوسيع نطاق وصولها في الخارج.[13] في سياقات معيّنة، مثلما هو الحال في الفضيحة الكبيرة التي تورّط فيها صندوق الثروة السيادي الماليزي، استخدم القيّمون على صناديق الثروة أرصدتها الضخمة لإثراء أنفسهم وتعزيز مصالح النخبة بدلا من خدمة المصلحة العامة.[14]

تتفاقم هذه الديناميكية في البلدان التي تعتمد بشكل كبير على عائدات النفط. على مدى أكثر من عقدين، وثقت هيومن رايتس ووتش الفساد وسوء الإدارة في الاقتصادات الغنيّة بالنفط، وتأثير ذلك على الحقوق.[15] عندما تكون الحكومة المستفيد المباشر من تدفق رئيسي للإيرادات خاضع لسيطرة مركزيّة، وبالتالي لا تعتمد على الضرائب المحليّة أو الاقتصاد المتنوع لتعمل، فإنّ الأفراد الذين يحكمون الدولة تتوفر لهم فرص فريدة للإثراء الشخصي والفساد، خاصة عند غياب الشفافية في إدارة الإيرادات، مع ما يحمل ذلك من آثار مدمّرة على الحوكمة، ومن ثمة على احترام حقوق الإنسان. بدلا من تحقيق الرخاء وسيادة القانون واحترام الحقوق، قد يؤدّي مصدر الدخل الخاضع لسلطة مركزيّةمثل عائدات النفطإلى تعزيز أو مفاقمة أسوأ النزعات لدى الحكام أو أعضاء النخب الحاكمة غير الديمقراطيين أو غير الخاضعين للمساءلة من خلال توفير الوسائل المالية اللازمة لترسيخ وإثراء أنفسهم دون مساءلة.[16] هذه المشاكل موجودة بوضوح في السعودية.

نظرا لهذه المخاطر الموثقة جيّدا، وضع ممثلو صندوق النقد الدولي، وصناديق الثروة السيادية الرئيسية، والدول الكبرى التي تتلقى استثمارات من هذه الصناديق مبادئ سنتياغو في 2008. وفقا لهذه المبادئ، يتعيّن على صناديق الثروة السياديّة "الاستثمار على أساس المخاطر الاقتصاديّة والمالية والاعتبارات المتعلقة بالعائدات" و"وضع هيكل حوكمة شفاف وسليم يوفر ضوابط تشغيلية كافية، وإدارة مخاطر، ومساءلة"، من بين أهداف توجيهيّة أخرى.[17] تدعو المبادئ الحكومات إلى الكشف علنا عن "النهج العام للسحب من صناديق الثروة السياديّة والإنفاق نيابة عن الحكومة"،[18] و"الطريقة التي تكون بها إدارة الصناديق مستقلة من الناحية التشغيلية عن الحكومة"،[19] و"المعلومات المالية ذات الصلة".[20] كما تحث المبادئ الحكومات على "تعريف إطار المساءلة بشكل واضح" بالنسبة لعمليات هذه الصناديق في القوانين أو الاتفاقيات ذات الصلة".[21]

غير أنّ هذه المبادئ لا تتناول صراحة الحقوق الإنسانية للناس الذين يجب أن يستفيدوا في نهاية المطاف من الثروة التي تتحكم بها الصناديق السياديّة. [22] هذه الصناديق خاضعة للحكومة وتتكون من موارد الدولة التي، مثل الموارد الأخرى التابعة للدولة، يجب أن تُدار بشكل يحقق تدريجيا الحقوق الاقتصادية والاجتماعة والثقافية إلى أقصى حد تسمح به الموارد المتوفرة.  

وقد تناولت لجنة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وهي هيئة الخبراء المستقلين التي أنشئت لمراقبة تنفيذ الدول للعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتوفير تفسير مرجعي للحقوق المحددة في العهد، الالتزامات الحقوقية المحددة المترتبة على صناديق الثروة السيادية في حالتين على الأقل. وفي حالة صندوق الثروة السيادية القطري، ˝جهاز قطر للاستثمار˝، خلصت اللجنة إلى أن الجهاز يتولى الاستثمار نيابة عن قطر دون "إطار شفاف لإدارة استثماراته واتخاذ القرارات".[23] ومن المهم أن اللجنة وجدت أن "جهاز قطر للاستثمار، بصفته صندوق ثروة سيادي ومستثمر مؤسسي، ملزم بالتزامات الدولة الطرف ومسؤوليات الكيان التجاري بموجب العهد والمبادئ التوجيهية بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان".[24] وأوصت اللجنة قطر بضمان أن يكون صندوق الثروة السيادية الخاص بها "ملتزما بالعهد والمبادئ التوجيهية بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان، وخاصة من خلال دمج العناية الواجبة بحقوق الإنسان في سياستها الاستثمارية وصنع القرار، وتوفير، بطريقة أكثر شفافية، الإفصاح عن أداء محفظتها وأدائها غير المالي، وخاصة التأثير الذي يخلفه على القضايا البيئية والاجتماعية والحوكمة من حيث مكان استثماراته˝.[25]

في مراجعتها الخاصة بالنرويج، وجدت اللجنة أن صندوق الثروة السيادية للبلاد، ˝صندوق التقاعد الحكومي العالمي˝، يخضع لنفس التزامات الحقوق التي تخضع لها الدول، بما في ذلك الاستثمارات خارج حدود البلاد. وكتبت اللجنة أنها "قلقة بشأن الآثار الخطيرة على حقوق الإنسان لبعض محافظ استثمارات الصندوق، والتي تشمل شركات ثبت تورطها في هدم المنازل أو المستوطنات الإسرائيلية أو أنشطة أخرى في الأراضي الفلسطينية المحتلة". وأوصت اللجنة النرويج بجعل صندوق الثروة السيادية الخاص بها يتماشى مع "التزاماتها الإقليمية وخارج الإقليم بموجب [العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية]".

وتوضح هذه التوصيات أن صناديق الثروة السيادية تخضع للالتزامات نفسها المتعلقة بالحقوق التي تخضع لها الدول. وكما أن الحكومات ملزمة بالشفافية والمساءلة أمام مواطنيها، فضلا عن احترام حقوق الإنسان، فإن صناديق الثروة السيادية تخضع أيضا لهذه الالتزامات نفسها.[26] وبالتالي ينبغي للحكومات أن تتوقع أن تتحمل المسؤولية عن الطريقة التي تدير بها صناديق الثروة السيادية أصولها. وعلى أقل تقدير، ينبغي للحكومات أن تحترم حق الناس في الوصول إلى المعلومات حول صناديق الثروة السيادية كما ينبغي لها أن تفعل ذلك بالنسبة للكيانات والنفقات الحكومية الأخرى، بسبل منها إتاحة المعلومات الأساسية للجمهور بشكل استباقي.

في 2019، قيّمت لوحة النتائج التابعة لمعهد بيترسون للاقتصاد الدولي، التي تستند إلى معلومات متاحة للجمهور، 64 صندوقا سياديا للثروة، ووجدت أنّ أكثر من %40 منها لم تحدّد بوضوح مصدر تمويلها، أو المبادئ التوجيهيّة أو قواعد عمليات السحب، ولا استخدام الأرباح من خلال عمليات السحب. كما أشار معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، فإنّ "عدم الالتزام بالإبلاغ عن عمليات السحب يوحي بوجود سلطة تقديريّة كبيرة لمالكي الصندوق".[27]

صنّف معهد بيترسون الصندوق السعودي ضمن الصناديق الأقل شفافيّة وخضوعا للمساءلة، وهياكل الحوكمة التابعة له الأقل مصداقية بين كل الصناديق التي قيّمها في 2019. جاء الصندوق السعودي في المرتبة 56 من أصل 64 تمّ تحليلها، أي في المرتبة السابقة لـ"صندوق الاستثمار المباشر الروسي"، وهو شريكه، إضافة إلى صناديق في الإمارات، وكيريباتي، وبروناي، والجزائر، وليبيا، وغينيا الاستوائيّة.[28]


 

تعزيز سلطة وليّ العهد

السلطة السياسيّة والأمنيّة

منذ تأسيس المملكة العربيّة السعوديّة الحديثة عام 1932، حُكمت البلاد بنظام ملكيّ مطلق، أولا من قبل مؤسسها عبد العزيز آل سعود، ثم أبنائه بعد وفاته.[29] رغم أنّ القادة السعوديين حافظوا على سلطة مطلقة لصنع القرار، إلا أنهم مارسوا سلطتهم تاريخيا بالحوار مع مجموعات مصالح غير رسميّة ولكن قويّة، كانت لها قدرة مستمرّة على التأثير في القرار. شملت هذه المجموعات المؤسسة الدينيّة السنيّة المحافظة المكوّنة من رجال دين تابعين للدولة ومستقلّين، وأعضاء آخرين من الأسرة الحاكمة، وأجهزة الأمن، وأعضاء مؤثرين في مجتمع الأعمال السعودي.[30]

في مطلع 2015، أدّى صعود محمّد بن سلمان (30 عاما آنذاك) إلى هدم الوضع القائم. فقد دخل إلى الساحة الدوليّة في يناير/كانون الثاني 2015 عندما تولّى والده سلمان بن عبد العزيز (80 عاما آنذاك) العرش السعودي، وعيّنه فورا وزيرا للدفاع (منصب سلمان السابق). رقّى الملك سلمان محمد بن نايف، ابن عم محمد بن سلمان ووزير الداخليّة الأسبق، إلى منصب نائب وليّ العهد، خلفا للأمير مقرن، أي عمّ محمد بن سلمان. لكن في غضون ثلاثة أشهر، غيّر الملك سلمان خطّ الخلافة، فأزاح مقرن، وعيّن محمد بن نايف وليا للعهد، ومحمد بن سلمان نائبا له.

في يونيو/حزيران 2017، بعد إبعاد النيابة العامة عن سيطرة محمد بن نايف، جرّده الملك سلمان من جميع مناصبه الرسميّة أيضا، وعيّن محمد بن سلمان وليا للعهد والملك المستقبلي المفترض. عملت السلطات السعوديّة على إزاحة كل من يُمكنه الوقوف في طريق الصعود السياسي لبن سلمان. في صيف 2017، في الفترة التي صعد فيها إلى منصب وليّ العهد، أزاحت السلطات مسؤولين أمنيين ومسؤولي مخابرات سابقين، وأعادت تنظيم أجهزة النيابة العامة والأمن في البلاد بصمت، وهي الأدوات الأساسيّة للقمع السعودي، ووضعتها تحت إشراف الديوان الملكي مباشرة.[31]

مع سيطرة الديوان الملكي بالكامل على أجهزة الأمن، شنّت السلطات سلسلة من حملات الاعتقال. فمنذ سبتمبر/أيلول 2017، استهدفت السلطات عشرات المنتقدين والمنتقدين المحتملين، ومنهم رجال دين ومثقفون وأكاديميون وحقوقيون بارزون. وفي نوفمبر/تشرين الأول 2017، اعتقلت السلطات رجال أعمال رائدين وأفرادا من الأسرة الحاكمة متهمين بالفساد، وبداية من مايو/أيار 2018، شنّت السلطات حملة على أبرز المدافعات والمدافعين عن حقوق المرأة وحقوق الإنسان، والأكاديميين، والصحفيين، وغيرهم من المنتقدين الذين يجاهرون بآرائهم.[32] ومن بين المستهدفين عصام الزامل، الخبير الاقتصادي الذي شكّك في التوقعات السعودية بشأن الإيرادات المتأتية من الطرح العام الأولي لشركة أرامكو.[33] تُشكّل عائدات النفط من أرامكو مصدرا أساسيا للأموال المستخدمة في توسيع الصندوق.[34]

احتجاز المواطنين بسبب انتقادهم السلمي لسياسات السلطة أو الدفاع عن حقوق الإنسان ليس ظاهرة جديدة في السعوديّة، لكن العدد الهائل والطيف الواسع للأفراد المستهدفين في حملات الاعتقال بعد 2017 كانا غير مسبوقين، فضلا عن اعتماد ممارسات قمعيّة جديدة.[35] لكن الجانب القمعي للسجلّ الداخلي لوليّ العهد لم يخضع لتدقيق دولي كبير إلا في أواخر 2018، بعد الاغتيال الوحشي بحق الصحفي السعودي والكاتب في صحيفة "واشنطن بوست" والناقد البارز لحملات بن سلمان جمال خاشقجي في القنصليّة السعوديّة في اسطنبول. في 2021، صدر تقرير استخباري أمريكي خلص إلى ما كان يتوقعه كثيرون منذ فترة طويلة: أنّ ولي العهد كان قد وافق على اغتيال خاشقجي.[36] بعد نشر التقرير، دعت عشرات المنظمات الحقوقيّة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى فرض عقوبات على مسؤولين سعوديين، منهم وليّ العهد.[37]

عندما وُوجه في مقابلة مع بلومبرغ في أكتوبر/تشرين الأول 2018 بأسئلة حول الاعتقالات الجماعيّة في السعوديّة، قبل اغتيال خاشقجي، برّر محمد بن سلمان هذه الاعتقالات بأنها ضروريّة لسنّ إصلاحات في السعودية، قائلا:

أعتقد أن الكثير من الحركات التي تحدث حول العالم لها ثمن. لذلك، إذا نظرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية مثلا، عندما أرادوا تحرير العبيد، ماذا كان الثمن؟ حرب أهليّة قسّمت أمريكا لعدة سنوات... لذا، فإذا كان هناك ثمن صغير في موضوع ما، فإنّ ذلك أفضل من دفع دين كبير من أجل القيام بتلك الخطوة...[38]

تركيز محمد بن سلمان سلطته وحملة الاعتقالات التي شنها، والتي وصفها بـ"الثمن الصغير" مقارنة بغيرها من "الحركات التي تحدث حول العالم"، سمحا له باقتراح حلول خاصة للأزمة الاقتصاديّة المتنامية في السعوديّة دون عوائق أو تصدي من جماعات المصالح التقليديّة في السعوديّة.

كان صندوق الاستثمارات العامة عنصرا محوريا في جهود وليّ العهد. فهو الآن الحاكم الفعلي للسعوديّة ويُسيطر على صندوق بقيمة تريليون دولار تقريبا تأسس على ثروة الدولة النفطيّة، وهو يستثمر هذه الثروة بشراسة في الداخل والخارج. وجد تقرير صادر عن "المعهد الألماني للشؤون الدوليّة والأمنية" أن الصندوق السعودي "مصمم مؤسسيا" لخدمة وليّ العهد، وأنه "سيساهم في تركيز السلطة لصالحه"، وأنّه "سيربط بشكل وثيق التحول الاقتصادي في السعوديّة بتعزيز حكم بن سلمان".[39]

السلطة الاقتصاديّة والسيطرة على الصندوق

إقدام ولي العهد على تركيز السلطة السياسيّة والأمنيّة في يده حصل بالتزامن مع جهود لتركيز القوّة الاقتصاديّة تحت سلطته، لا سيما من خلال إعادة هيكلة صندوق الاستثمارات العامة وتنميته. تركيز القوّة المالية بين يدي بن سلمان ودائرته المقرّبة من المستشارين تنعكس في الكيفيّة التي أعيد بها تنظيم إطار حوكمة الصندوق واستراتيجية الاستثمار الخاصة به. إعادة التنظيم هذه تظهر كيف يسيطر عدد قليل من أفراد النخبة السعوديّة، المحيطين بمحمد بن سلمان، على الدعامات الرئيسيّة لاقتصاد البلاد، ويستخدمون هذه الدعامات كما يشاؤون، ويستخدمون مال الدولة لتحقيق مصالحهم الخاصة.

عندما توفي الملك عبد الله في يناير/كانون الثاني 2015، واجهت المملكة أزمة اقتصاديّة كبرى مع انخفاض أسعار النفط العالميّة، وبلغ معدّل البطالة بين الشباب السعودي حوالي 30%. ثم سرعان ما أصبح محمد بن سلمان واجهة لجهود المملكة في حلّ مشاكلها الاقتصاديّة.

بعد تولّيه العرش في 2015، أدخل الملك سلمان تغييرات كبيرة على الحكومة منها استبدال العديد من المجالس والهيئات الاستشاريّة بلجنتين فرعيتين جديدتين لمجلس الوزراء السعودي. ومنذ تعيينه وليا للعهد في 2017، صار محمد بن سلمان رئيسا لكلتا اللجنتين الفرعيتين، ما جعله المسؤول عن الشؤون السياسيّة والأمنيّة والاقتصاديّة.[40] إحدى الهيئتين الاستشاريتين الرئيسيتين هي مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، وهو هيئة استشاريّة للسياسات تُشرف على الشؤون الداخليّة للمملكة، ومسؤولة عن تنفيذ رؤية 2030، وهو برنامج تنمية شامل يهدف إلى تنويع الاقتصاد وإنشاء "قوة استثمارية عالميّة".[41] ترأس محمد بن سلمان مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية منذ إنشائه.[42] وصندوق الاستثمارات العامة هو المسؤول عن تمويل وتنفيذ رؤية 2030، التي تلتزم بـ"تمكين المجتمع [السعودي]" وتوفير "فرص متساوية" وتعد بـ "تحقيق التطلعات والآمال".[43]

في مارس/آذار 2015، تمّ "إحياء" الصندوق، وفقا لموقعه على الإنترنت. وبموجب قرار صادر عن مجلس الوزراء، نُقل من إشراف وزارة الماليّة إلى إشراف مجلس الشؤون الاقتصاديّة والتنمية المعيّن حديثا.[44] كما أوضح أحد منشورات الصندوق، فإنّ هذه الخطوة تعني "إعادة تكوين مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة ليصبح برئاسة رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية".[45] ومنذ 2015، شغل محمد بن سلمان منصب رئيس لكل من مجلس الشؤون الاقتصاديّة ومجلس إدارة الصندوق.[46]

رغمّ أنّ ماليّة الدولة السعوديّة اتسمت منذ فترة طويلة بانعدام الشفافية والمراقبة، إلا أنّ إعادة هيكلة صندوق الاستثمارات والتوسع الكبير الذي شهده عزّزا القوّة الاقتصاديّة الكبيرة تحت حكم وليّ العهد وحده. [47] وصف صحفيون استقصائيون ألّفوا كتابا عن وليّ العهد السعودي عواقب إمكانية تصرفه برأس المال كالتالي: ""زعماء العالم الآخرون يسيطرون على جيوش أكثر قوّة واقتصادات أكبر، لكنّ [بن سلمان] له قوّة مركّزة أكبر من تلك يملكها أي شخص آخر على وجه الأرض وهو مستعد للعمل بحدسه".[48]

يزعم أكاديميون مثل ستيفن هيرتوغ أنّ الدولة السعودية "كانت "مفكّكة بشكل مدهش" قبل صعود محمد بن سلمان إلى السلطة. فمع مرور الوقت، تكوّنت عدة جهات سياسيّة واقتصاديّة ذات نفوذ، وكانت "بعض مؤسسات الدولة [تعمل] كإقطاعات خاصة لأطراف فاعلة في النظام". تحوّلت الدولة إلى "نظام محوري يتمركز حول الأسرة الحاكمة"، فنشأت منها شبكات محسوبيّة. منذ صعوده إلى السلطة، عمل وليّ العهد على تهميش المفاصل السابقة للقوة الاقتصاديّة داخل الأسرة الحاكمة ونخبة الأعمال، وركّزها في يديه وأيدي مجموعة صغيرة من المستشارين المقرّبين.

قبل 2015، عكست استراتيجية الاستثمار للدولة السعوديّة بشكل عام، وصندوق الاستثمارات بشكل خاص، هذه الهيكلية المفككة للدولة. خلُص الباحث المختص في صناديق الثروة السياديّة ألكسيس مونتامبولت تروديل إلى أنّ "صندوق الاستثمارات العامة كان خاضعا لقوى سياسيّة متمايزة ومتنافسة، ما أدّى إلى أنماط استثماريّة متناثرة".[49] خلال هذه الفترة، كانت العديد من الوزارات والهيئات الحكوميّة الأخرى تمتلك وسائل استثماريّة أجنبيّة خاصة بها، ولكل منها استراتيجيتها الاستثماريّة.

منذ أن سيطر محمّد بن سلمان على الصندوق، هيمن هذا الأخير على قرارات الاستثمار الحكوميّة السعوديّة. وفقا لمونتامبولت تروديل، تسبب صندوق الاستثمارات بعد 2015 في "التحوّل من أنماط الاستثمار المتفرّقة وغير المنسّقة المتصلة بالخلافات بين الأجهزة وتأثير كبار صنّاع القرار المتنافسين إلى استراتيجيّة شخصيّة وتدخليّة للغاية مدفوعة بمجموعة متماسكة من الأطراف من داخل النظام التي تدور حول وليّ العهد".[50] أفادت بلومبرغ في 2022 أنّ الصندوق قد أزاح الجهات الفاعلة العامة والخاصة داخل السعوديّة و"طغى بشكل متزايد على مراكز القوّة السابقة، مثل وزارة المالية ووزارة الاقتصاد والبنك المركزي، ليُصبح محرّك النموّ الرئيسي للبلاد" و"حلّ محلّ طبقة رجال الأعمال الأصليّة ليصبح أحد أقوى المؤسسات في اقتصاد يتغيّر بسرعة".[51]

كما أصبح الصندوق يهيمن على عمليّة صنع القرار في ما يتعلّق بكيفيّة استثمار الثروة السعوديّة في الخارج. قبل 2015، كانت لبعض الوزارات ومؤسسات الدولة الأخرى صناديقها الخاصة للاستثمارات الأجنبيّة. لكن اليوم، صار الصندوق هو "المستثمر الحكومي الوحيد للمملكة على المستوى الدولي"، وفقا لتقرير عن الصندوق للمعهد الألماني للشؤون الدوليّة والأمنية.[52] يصف الصندوق نفسه بأنّه "ذراع الاستثمار الأساسي للمملكة"، مع التركيز على "تحقيق العائدات الماليّة الضخمة، والقيمة الحقيقيّة طويلة المدى للمملكة العربيّة السعوديّة".[53] والهدف من أرباح الصندوق هو "دفع عجلة التحوّل الاقتصادي في المملكة".[54]

تشمل المصادر الأساسيّة لتمويل الصندوق ضخّ رؤوس المال المتأتية من الحكومة في الصندوق، ونقل الأصول الحكوميّة إليه، وأدوات القروض والديون، وعائدات الاستثمارات الخاصة به.[55] وفقا لبلومبرغ، منذ أن أصبح محمد بن سلمان وليا للعهد في 2017، "تضاعف حجم الصندوق، ويرجع ذلك في جزء منه إلى تحويلات البنك المركزي والطرح العام الأولي لحصّة في شركة النفط العملاقة أرامكو".[56] يتفق هذا التحليل مع ما قاله تيم كالين، مساعد مدير صندوق النقد الدولي سابقا، حيث وجد أنّ "جزءا كبيرا من نموّ الصندوق جاء من نقل الأصول وضخّ رأس المال من الحكومة والبنك المركزي".[57] من ديسمبر/كانون الأول 2017 إلى نهاية يونيو/حزيران 2023، كان 32 % من نموّ الصندوق نتيجة نقل محمد بن سلمان أسهم أرامكو إليه، و17% من "عمليات ضخّ رأس المال المتأتية أساسا من عائدات الطرح العام الأولي لأرامكو في 2019، واحتياطات النقد الأجنبي للبنك المركزي"،[58] و31% من عائدات المحفظة الاستثماريّة للصندوق، و5% من الاقتراض، بينما تظلّ "الـ %15 المتبقية بلا تفسير"، وفقا لكالين.[59]

في فبراير/شباط 2022، أعلن وليّ العهد عن تحويل أوّل بنسبة 4% من أسهم أرامكو إلى الصندوق. وفقا لبيان صادر عن "وكالة الأنباء السعوديّة"، فإنّ هذا التحويل الأول "يُسهم في دعم خطط الصندوق الهادفة لرفع حجم أصوله تحت الإدارة إلى نحو 4 تريليونات ريال سعودي [1.066 تريليون دولار] بنهاية عام 2025".[60] في أبريل/نيسان 2023، أعلنت وكالة الأنباء السعودية عن نقل ثان لنسبة 4% من أسهم أرامكو التي تملكها الدولة، أي ما يقارب 80 مليار دولار، إلى "شركة سنابل للاستثمار"، التي يملكها الصندوق بالكامل، ما يعزّز "مركز الصندوق المالي القوي، وتصنيفه الائتماني".[61] أشار محمد بن سلمان إلى أنّ "نقل ملكية جزء من أسهم الدولة في شركة أرامكو السعودية يأتي مواصلة لمبادرات المملكة الهادفة لتعزيز الاقتصاد الوطني على المدى الطويل، وتنويع موارده، وإتاحة المزيد من الفرص الاستثمارية، بما يتوافق مع مستهدفات رؤية السعودية 2030". في مارس/آذار 2024، أعلن الصندوق عن نقل آخر شمل 8 % من أسهم أرامكو إلى شركات يملكها الصندوق بالكامل.[62] عمليّة النقل هذه التي تمت في مارس/آذار 2024 رفعت حصة الصندوق في أرامكو إلى 16%، بينما تظلّ الحكومة السعوديّة أكبر مساهم فيها بنسبة 82.18 % من الأسهم، وتستأثر سوق الأسهم السعوديّة "تداول" بنسبة 1.73 % المتبقيّة من أسهم أرامكو.

جمع الصندوق في فترة قصيرة جدا ما يقارب 700 مليار دولار، ليُصبح أحد أكبر صناديق الثروة السياديّة في العالم.[63] منذ 2015، حوّل ولي العهد بن سلمان الصندوق من أداة استثماريّة غامضة ومحافظة نسبيا إلى أحد أكبر صناديق الثروة السياديّة وأكثرها اندفاعا في العالم. في 2016، أعلن وليّ العهد عن خطّة الإصلاح الاقتصادي المميّزة للبلاد، رؤية 2030، وهو برنامج تنمية شامل يهدف إلى تنويع الاقتصاد.[64] والصندوق هو المحرّك المركزي الذي يغذي هذه الرؤية.[65] تتوقع رؤية 2030 أن يصبح الصندوق أكبر صندوق ثروة سيادية في العالم.[66] ادّعى وليّ العهد مرارا أنّ الصندوق سيصبح أكبر صندوق سيادي في العالم بحلول 2030، مع هدف تضخيمه ليستحوذ على أكثر من 2 تريليون دولار من الأصول.[67]

يعمل الصندوق، بقيادة بن سلمان، بشكل حثيث على زيادة استثماراته الدوليّة. في 2016، قال وليّ العهد: "نهدف إلى أن يلعب الصندوق دورا هاما في الجهود الاستثمارية والتنموية في مختلف أرجاء العالم".[68] وبحلول 2021، "نجح الصندوق في توطيد مكانته عالميا"، من خلال زيادة حجم استثماراته الدوليّة إلى 30 % من أصوله تحت الإدارة، مقارنة بـ 5 % في 2017.[69] يزعم الصندوق أنه أصبح في الفترة الأخيرة "أحد أكبر المستثمرين على مستوى العالم".[70] يستثمر الصندوق في أمريكا الشمالية، وأوروبا، وآسيا، وأمريكا اللاتينية، وأفريقيا، ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. في خطته الاستثمارية الأخيرة، يصف الصندوق نفسه بأنه "ركيزة وعامل تمكين أساسي لرؤية 2030" على أن "تكون المملكة في طليعة الدول الاقتصادية عالميا".[71] وفقا للصندوق، فإنّ تأثيره ملموس "لدى الدول والشعوب الأخرى".[72]

استثمر الصندوق بشكل كبير في دول شملت في الولايات المتحدة وروسيا. بعد زيارة الرئيس ترامب البارزة إلى الرياض في مايو/أيار 2017، حيث كان محاطا برجال أعمال أمريكيين أثرياء، أعلن الصندوق وشركة "بلاكستون" عن صندوق استثماري جديد، مدعوم بمبلغ 20 مليار دولار من الصندوق، ما من شأنه "استثمار أكثر من 100 مليون دولار من مشاريع البُنية التحتية، وخاصة في الولايات المتحدة".[73] أشار مقال نُشر في "فوكس" (Vox) إلى أنّ الصندوق سينفق "45 مليار دولار لدعم الشركات الناشئة على مستوى العالم من خلال "صندوق الرؤية التابع لـ سوفت بنك".[74] رغم أن صندوق الرؤية يستثمر على المستوى الدولي، إلا أنّ اعتماد سوق الشركات الناشئة ورأس المال الاستثماري (venture capital)على رأس المال السعودي، وفقا لتقارير فوكس، يظل كبيرا إلى درجة أنّ السعودية "قد تجفف تدفق الأموال في وادي السيليكون"، و"تتسبب في انهيار عالمي لرأس المال الاستثماري".[75] بحسب بلومبرغ، في 2021، فإنّ صندوق الاستثمارات العامة "ضاعف أكثر من أربع مرات تعرّضه للأسهم (equities) الأمريكية بعد أن نما دوره بشكل بارز في الأسواق العالميّة".[76] في مطلع 2022، بلغت قيمة الأسهم الأمريكية التي يمتلكها الصندوق 56 مليار دولار".[77]

بعد 2015، حقق الصندوق استثمارات تصدّرت عناوين الصحف في مختلف مجالات الاقتصاد العالمي، مثل الرياضة والتكنولوجيا والمال والمعادن الأساسيّة. في 2023، صنفت "غلوبال إس دبليو إف"، وهي شركة استشارات ورصد لصناديق الثروة السياديّة، صندوق الاستثمارات العامة كـ"المستثمر السبّاق" في العالم، حيث أنفق 31.6 مليار دولار، متجاوزا بذلك كل صناديق الثروة السيادية الأخرى. كان الارتفاع في حجم الصندوق وإنفاقه كبيرا وسريعا: ففي 2021 لم يكن الصندوق حتى ضمن أكبر 10 منفقين وفق تصنيف غلوبال إس دبليو إف، وفي غضون تسع سنوات فقط، نما الصندوق من 84 مليار دولار في 2014 إلى ما يقارب 925 مليار دولار في منتصف 2024.[78]


 

سيطرة كبيرة لوليّ العهد على الصندوق

إعادة هيكلة الحوكمة وتركيز السلطة

أدّى التغيير الشامل في الصندوق في 2015 في نهاية المطاف إلى تركيز قدر هائل من السيطرة والمراقبة في يدي محمد بن سلمان، لدرجة أنّ أحد المحلّلين السعوديين وصف الصندوق بـ"أداة استثمارية لشخص واحد".[79] قال روبرت موجيلنيكي، الباحث المقيم في معهد دول الخليج لـ "وول ستريت جورنال"، إنّه تكاد لا تكون هناك "ضمانات مؤسسية قادرة فعلا على منع "التدخل من أعلى إلى أسفل في إجراءات الاستثمار المعمول بها".[80]

بحسب الموقع الالكتروني للصندوق، فإنّ قرار نقله إلى مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، "برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد" كان "نقلة نوعيّة" أعطت للصندوق "استقلالية أكبر" و"مسؤوليات وطنيّة استراتيجية محدّدة بشكل أفضل".[81] في الواقع، ينصّ الموقع الإلكتروني على أنّ الصندوق تابع لمجلس الشؤون الاقتصاديّة والتنمية، برئاسة وليّ العهد، وأنّ مجلس الإدارة، الذي يرأسه وليّ العهد أيضا، يُشرف على عمل ما تبقى من الصندوق.[82] ذكرت وثيقة على موقع الصندوق  أنّه "تحت رئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود وبتوجيه منه، فإنّ مجلس الإدارة هو المسؤول عن الإشراف على استراتيجية الصندوق على المدى الطويل، وسياسة الاستثمار والأداء".[83] وهذا يعني أنّ الصندوق ليس كيانا ذاتيا أو مستقلا، وإنما هو خاضع لسيطرة وثيقة من وليّ العهد".

تنصّ المادة 5 من "المرسوم رقم 270" على أن يعيّن مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة بأمر من رئيس الوزراء. شغل الملك سلمان منصب رئيس الوزراء من يناير/كانون الثاني 2015 إلى 27 سبتمبر/أيلول 2022، حين تمت ترقية محمد بن سلمان إلى المنصب في تعديل وزاري أمر به الملك.[84] بصفته رئيس الوزراء، يشغل محمد بن سلمان أيضا منصب رئيس مجلس الوزراء. حدّدت المادة 4 من المرسوم الملكي رقم م/24، المرسوم الذي أنشأ الصندوق عام 1971، تركيبة مجلس إدارته.[85] بين 1971 و2015، كان مجلس إدارة الصندوق يتألف من خمسة أعضاء فقط: وزير المالية، الذي يشغل أيضا منصب الرئيس؛ وعضوان من مجلس الوزراء يرشحهما رئيس مجلس الوزراء؛ ورئيس "هيئة التخطيط المركزيّة"؛ ومحافظ "مؤسسة النقد العربي السعوديّ". في المرسوم المنشئ للصندوق الصادر في 1971، سمحت المادة 4 لرئيس الوزراء بترشيح عضوين فقط من مجلس الوزراء لمجلس إدارة الصندوق، في حين أنه بعد 2015 أصبح الصندوق يسمح لرئيس مجلس الوزراء بتعيين جميع أعضاء مجلس الإدارة بشكل أحادي. تنصّ المادة 5 من قانون الصندوق لعام 2019 على "عضوية المحافظ وما لا يقلّ عن أربعة أعضاء آخرين من ذوي الخبرة والاختصاص، على أن يكون من بينهم ممثلون من الجهات المعنية".[86]

بالإضافة إلى وليّ العهد، يضمّ مجلس إدارة الصندوق الحالي تسعة أعضاء آخرين.[87] سبعة منهم يشغلون حاليا مناصب وزارية أو مناصب حكوميّة رفيعة في السعوديّة، عيّنهم فيها الملك.[88] العديد منهم، إن لم يكن كلّهم، عُيّنوا في مناصبهم الحاليّة بعد صعود الملك سلمان إلى العرش وتولّي ابنه مسؤوليات متزايدة.[89] يبدو أنّ ستّة من أعضاء مجلس إدارة الصندوق التسعة هم أيضا أعضاء في مجلس الشؤون الاقتصاديّة والتنمية، الهيئة المشرفة على الصندوق.[90] كما يوجد ثلاثة أعضاء في مجلس إدارة الصندوق وفي نفس الوقت في مجلس إدارة شركة أرامكو النفطيّة المملوكة للدولة، وهي مصدر تمويل هام للصندوق. أحد هؤلاء ظلّ في مجلس إدارة أرامكو لسنوات عديدة، بينما عُيّن الآخران بعد أن أصبح محمد بن سلمان وليا للعهد.

بعض أعضاء مجلس الإدارةمحافظ الصندوق ياسر الرميان ووزير الدولة محمد آل شيخ على وجه الخصوصمقرّبون من محمد بن سلمان ومستشارون شخصيون له، ولم يعُيّنوا في مناصب عليا في الحكومة السعودية إلا بعد أن أصبح وليا للعهد. وفقا لكريستوفر دافيدسون، في كتاب عن سياسة محمد بن سلمان، فإنّ محمد الجدعان ومحمد التويجري "صعدا إلى حد كبير بفضل محمد بن سلمان"، وكثيرا ما يوصفان بـ"أقرب حلفاء بن سلمان". كما يعمل أعضاء آخرون في مجالس إدارة مشاريع الاستثمار الكبرى للصندوق. مثلا، يشغل وزير السياحة أحمد عقيل الخطيب منصب رئيس مجلس إدارة "شركة الصناعات العسكريّة السعوديّة"، والأمين العام لـ "شركة وسط جدة للتطوير" ونائب رئيسها، فضلا عن كونه عضوا في مجلسَيْ إدارة نيوم و"شركة تطوير البحر الأحمر"، وجميعها يملكها الصندوق بالكامل.

خلُص تقرير "المعهد الألماني للشؤون الدوليّة والأمنيّة" إلى أنّ تعيين جميع أعضاء مجلس إدارة الصندوق "لا يرجع إلى مناصبهم الحكوميّة، بل إلى قربهم الشخصي من وليّ العهد".[91] كما خلص الأكاديمي مونتامبولت تروديل إلى أنّ "شبكة المقرّبين الذين يُشكلون مجلس الإدارة تعكس تركّز السلطة حول محمد بن سلمان".[92]

كما خلُص آخرون ممن حققوا في شأن الصندوق ودرسوه إلى أنّ وليّ العهد يمارس سيطرة كبيرة عليه. استعرض تقرير نشرته "نيويورك تايمز" في 2022 كيف وافق مجلس إدارة الصندوق على استثمار بقيمة 2 مليار دولار في صندوق أسهم خاصة (private equity) يُديره جاريد كوشنير، صهر الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب ومستشاره الأول السابق. وجد التقرير أنّ "الأمير محمد سيطر على الصندوق عندما تولّى السلطة في 2015، وهو صانع القرار الرئيسي فيه".[93] كما خلُص تقرير المعهد الألماني للشؤون الدوليّة والأمنية لسنة 2019 إلى أنّ وليّ العهد "يُمارس نفوذا هائلا على الأعمال اليوميّة" داخل مجلس الإدارة، ومن خلال دوره كرئيس للجان المسؤولة عن تعيين المناصب الإداريّة الهامة.[94]

هذا التداخل في تعيينات أعضاء مجلس إدارة الصندوق وفي مؤسسات حكومية وخاصة هامة أخرى يُثير مخاوف جديّة من وجود تضارب بين المصلحة العامة والمصالح الخاصة لهؤلاء الأشخاص، وخاصة في بيئة سياسية ليس فيها أي سبل فعلية للجمهور لطلب الانتصاف من السياسات الفاشلة وسوء الإدارة والفساد. يزعم الصندوق أنه يتمتع "باستقلال مالي وإداري".[95] إلا أنه، بموجب القانون وعمليا، يتمتع محمد بن سلمان، بدعم من مجلس إدارة الصندوق المكوّن من تسعة أعضاء، بسيطرة فعلية على هذه الموارد الهائلة في المملكة.

برنامج رؤية 2030 لصاحبه محمد بن سلمان الذي يدعمه الصندوق يعد "باعتماد الشفافية والمحاسبة الفورية" و"قيس أداء الجهات الحكوميّة لمساءلتها عن أي تقصير".[96] كما يعد بالاستفادة من "أفضل الممارسات العالميّة لتحقيق أعلى مستويات الشفافيّة والحوكمة الرشيدة في جميع القطاعات".[97] تلتزم رؤية 2030 بأن "نُمكّن مجتمعنا" و"نُنمّي فرصنا"،[98] و"نريد من الجميع التفاعل والمبادرة عبر مشاركتنا بالآراء والمقترحات، وستعمل أجهزتنا على تحقيق التطلعات والآمال".[99] يُعتبر الصندوق "ركيزة وعامل تمكين أساسي لرؤية 2030" و"له دور محوري" في "تحقيق أهدافها".[100]

تقع على الحكومات مسؤوليّة معترف بها دوليا تتمثل في إعمال الحقوق الاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافيّة بشكل تدريجي باستخدام أقصى قدر من الموارد المتاحة. وبالتالي، يجب استثمار سيطرة الحكومة السعوديّة على الموارد واستخدامها إياها لإحقاق حقوق الجمهور السعودي. في ظلّ حكم محمد بن سلمان، يتوجب أن تكون السلطات السعودية إلى حد كبير خاضعة للمساءلة أمام الجمهور السعودي، وهي لم تستثمر الموارد العامة لخدمة مصالح الجمهور. كونه ذراعا تابعة للحكومة وتخضع لسيطرتها، فإنّ الصندوق خاضع لالتزامات الحقوقيّة الدولية نفسها التي تخضع لها الحكومة.

رغم هذه الواجبات، يُسيطر محمد بن سلمان، مع مجموعة صغيرة من حلفائه، على ثروة السعوديّة في سياق سياسي يفتقر إلى الشفافية والمساءلة بشكل كبير. كما أنّ أعضاء دائرته المقرّبة، الذين يُشكّل العديد منهم مجلس إدارة الصندوق، غير خاضعين بتاتا للمساءلة العامة. هذه المجموعة الصغيرة من النخبة السعودية غير الخاضعة للمحاسبة لديها سيطرة مطلقة على موارد الدولة، دون رقابة عامة أو شفافية أو مساءلة، ما يثير المخاوف بشأن ما إذا كانت هذه الأموال يتم استثمارها وإدارتها لخدمة المصلحة العامة.

اتخاذ القرارات بشكل أحادي

رغم أنّ بعض استثمارات الصندوق تعكس على ما تبدو "اعتبارات تتعلق بالمخاطر الاقتصاديّة والماليّة وأخرى تتعلق بالإيرادات"، وهو من الأهداف التوجيهيّة الأساسية في مبادئ سانتياغو، ثمة استثمارات أخرى للصندوق انطوت على ما يبدو على قرارات من وليّ العهد متخذة بشكل أحادي ومشكوك فيها. تخضع موارد الدولة السعوديّة فعليا لسيطرة شخص واحد، وهو لا يمارس هذه السيطرة للمصلحة العامة، رغم التزام رؤية 2030 بذلك، وإنما يتصرّف في هذه الموارد إلى حد كبير بطريقة تعسفيّة وغير شفافة وغير خاضعة للمحاسبة.[101]

تضع استراتيجية برنامج الصندوق للفترة 2021-2025 إطارا للحوكمة والعمليّات يبدو قويا. بحسب الاستراتيجيّة، فإنّ نموذج حوكمة الصندوق وتشغيله "يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية المتبعة" و"يعزّز مستوى الشفافية".[102] و"لجنة الاستثمار التابعة لمجلس الإدارة" هي التي "تُعنى بمراجعة الأنشطة الاستثمارية للصندوق". هناك خمس لجان على مستوى الإدارة هي التي "تعمل على مراجعة الأنشطة الاستراتيجية والتشغيليّة، وتضطلع بتقييم المقترحات الاستثمارية وغير الاستثمارية قبل رفعها إلى مجلس الإدارة". غير أنّ تقارير إعلامية حول إجراءات الصندوق أشارت مؤخرا إلى أنّ هذه الضمانات المؤسسية يُمكن أن يلتفّ عليها وليّ العهد.

في 2022، على سبيل المثال، أفادت نيويورك تايمز أنه "بعد ستة أشهر من مغادرة البيت الأبيض"، حصل جاريد كوشنير على استثمار بقيمة 2 مليار دولار من الصندوق في شركة للأسهم الخاصة (private equity) يملكها وكان قد أنشأها حديثا، "رغم اعتراض مستشاري الصندوق على مزايا الصفقة". راجعت نيويورك تايمز السجلات والمراسلات الداخليّة للصندوق، ووجدت أنّ الفريق المكلّف بالتدقيق داخل الصندوق عبّر عن مخاوف جدية بشأن الاستثمار المقترح. وأظهرت محاضر الاجتماعات أنّ أعضاء الفريق الأربعة جميعهم لم يؤيدوا المقترح أثناء الاجتماع. لكن بعد أيام، قرّر مجلس إدارة الصندوق، برئاسة وليّ العهد "رفض قرار الفريق".[103]

ردّا على أسئلة من مجلس الإدارة، قالت رسالة من الصندوق إنّه لم يتمكن من تخفيض حجم الاستثمار، الذي "يهدف إلى تكوين علاقة استراتيجيّة مع "صندوق أفينتي بارتنرز" ومؤسسه جاريد كوشنير"، وإنّ التخفيض "قد يؤثر سلبا أو جوهريا على إطار العلاقة الاستراتيجية والتجاريّة المتفق عليها".[104] قال خبراء الأخلاقيات الذين تحدثوا إلى نيويورك تايمز إنّ الصفقة خلقت "ما بدا كأنه تسديد حساب محتمل مقابل أفعال السيد كوشنير في البيت الأبيضأو محاولة للحصول على خدمات مستقبلية إذا فاز السيد ترامب بولاية رئاسيّة أخرى في 2024".[105]

في مثال آخر، أراد محمد بن سلمان من الصندوق أن يشتري أسهما في بداية 2020 مع تراجع الأسواق في بداية الجائحة العالميّة، وفقا لمحافظ الصندوق ياسر الرميان.[106] أفادت صحيفة وول ستريت جورنال أنّ ولي العهد "اختار شخصيا العديد من الأسهم التي اشتراها الصندوق، وسرّع عمليات الشراء من خلال لجنة مستحدثة تجاوزت قنوات صنع القرار العادية".[107] في مقابلة في إطار فيلم وثائقي لقناة إم بي سي، قال الرميان إن مجلس إدارة الصندوق صوّت ضدّ هذه الخطوة لأنه اعتبرها محفوفة بالمخاطر. لكن وفقا للرميان، عمد محمد بن سلمان إلى "رفع المسألة إلى الملك"، الذي "أصدر مرسوما ملكيا يسمح لنا بتجاوز قواعد حوكمة الصندوق الحالية، واتباع رأي رئيس مجلس الإدارة (محمد بن سلمان)". وتابع قائلا: "لم يكن من الممكن إقناع مجلس إدارة الصندوق برأي محدد، لذلك عملنا خارج الخطوط العريضة للحوكمة".

يبدو أيضا أنّ ياسر الرميان، محافظ الصندوق، يتصرّف نيابة عن محمد بن سلمان لدى العمل على استثمارات الصندوق، وهو عضو في مجلس إدارته، ورئيس مجلس إدارة كل من "نيوكاسل يونايتد" و"ليف غولف"، وعُيّن في مجلس إدارة أرامكو في 2016. وقد وصف تقرير للمعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية الرميان بأنه "واحد من أقرب المقربين الشخصيين لولي العهد". وقد أرسله وليّ العهد للتوسط في صفقات الصندوق نيابة عنه بشكل أحادي، وفقا للمعهد الألماني، وشمل ذلك ما وصفه المعهد بأنه تجاوز لما هو مسموح به بموجب إجراءات الاستثمار الداخلية والمراجعات الخاصة بالصندوق.[108]

في 2017 و2018، أبدى الصندوق رغبة في الاستثمار في شركة السيارات "تيسلا". في وثائق قضائيّة تتعلق بقضية قدمت في محكمة أمريكية وراجعتها هيومن رايتس ووتش، عندما سأل الرئيس التنفيذي إلون ماسك الرميان "ما إذا كان هناك صنّاع قرار آخرون يجب استشارتهم، ردّ الرميان بالنفي، وقال إنّه هو من يتخذ القرار".[109] وفقا لماسك، في اجتماع عقد عام 2018 مع ممثلي الصندوق، ومنهم الرميان، أبلغ الصندوق ماسك أنهم استحوذوا على حصة بنسبة 5 في تيسلا "بناءً على مناقشة شفوية واتفاق شفوي وعدم مناقشة السعر". وتابع ماسك: "ما يعنيه ذلك هو أنه يمكنك الوثوق بكلمتهم. وبالتالي - لا - لم تكن هناك حاجة إلى اتفاق مكتوب، ولم تكن هناك حاجة إلى مناقشة السعر".[110] تأتي الملفات من دعوى قضائية ضد ماسك رفعها مستثمر في تيسلا في عام 2021 زعم أن ماسك انتهك "قانون بورصة الأوراق المالية" من خلال تقديم تصريحات كاذبة في تغريدات حول تحويل تيسلا من شركة عامة إلى شركة خاصة وتعريض الشركة للمسؤولية المحتملة وخسائر السوق.[111] في فبراير/شباط 2023، قررت هيئة محلفين أن ماسك غير مسؤول عن الخسائر التي تكبدها المستثمرون. [112]

في 2018، أفادت وول ستريت جورنال أنّ أربعة مسؤولين تنفيذيين غربيين كبار على الأقل جُلبوا لقيادة جوانب مختلفة من استراتيجية استثمارات الصندوق، لكنهم سرعان ما غادروا بعد أن أدركوا هيمنة وليّ العهد على الصندوق.[113] ترك إريك إبرماير منصبه كرئيس الاستراتيجية "في غضون أسابيع" بعد "أن أدرك أنه لن يكون له رأي يُذكر في استراتيجية صندوق يسيطر عليه ولي العهد محمد بن سلمان".[114] كما غادر موظفون كبار آخرون بسبب الإدارة الدقيقة لمحمد بن سلمان، وفقا لـ وول ستريت جورنال، وأشاروا إلى أنّ "الأفكار والصفقات تنحدر من أعلى إلى أسفل".[115]
 

ارتباط الصندوق بانتهاكات حقوق الإنسان

استفاد الصندوق من الانتهاكات الحقوقيّة وسهّلها

خلال الفترة التي خضع فيها لإدارة ولي العهد محمد بن سلمان، استفاد الصندوق من الانتهاكات الحقوقيّة المرتبطة مباشرة بوليّ العهد، ومنها حملة "مكافحة الفساد" لسنة 2017 التي شملت الاحتجاز التعسفي، وسوء المعاملة، والابتزاز. كما سهلت الشركات المملوكة والمسيطر عليها من قبل صندوق الاستثمارات العامة انتهاكات حقوق الإنسان، منها قتل الصحفي والناقد السعودي البارز جمال خاشقجي في 2018. وفقا لأحد التحليلات، فإنّه لا تفسير لنسبة 15% من النموّ الذي حققه الصندوق بين ديسمبر/كانون الأول 2017 وأواخر يونيو/حزيران 2023.[116] ومن غير الواضح ما إذا كان جزء من هذه النسبة البالغة 15% يشمل أصولا تم الاستيلاء عليها بدون احترام الإجراءات الواجبة على ما يبدو.

اعتقالات تعسفيّة وسوء معاملة ونقل أصول بالإكراه من قبل الحكومة السعوديّة

حصلت هيومن رايتس ووتش على وثائق حكوميّة سعوديّة وراجعتها، تظهر أنّ أعضاء مجلس إدارة الصندوق أمروا بمصادرة أصول، بشكل يفترض أنه لا يحترم الإجراءات القانونية، أثناء حملة "مكافحة الفساد" التي شنّها محمد بن سلمان، ونقلها إلى شركات يملكها الصندوق.

في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، نفذت السلطات السعوديّة اعتقالات جماعيّة، وقبضت على أشخاص وأجبرتهم على تسليم أموال وأراضٍ وأصول أخرى، منها أسهم في شركاتهم.[117] وفي اليوم نفسه، أصدر الملك سلمان "المرسوم الملكي أ/38"، الذي أنشأ لجنة لمكافحة الفساد برئاسة وليّ العهد محمد بن سلمان.[118]

بين نوفمبر/تشرين الثاني 2017 وفبراير/شباط 2018، احتجزت السعودية رجال أعمال سعوديين بارزين، وأفرادا من الأسرة المالكة، ومسؤولين حكوميين فعليين وسابقين في "فندق ريتز كارلتون" ذي الخمس نجوم في الرياض.[119] أثناء احتجازهم، استخدمت السلطات السعوديّة الإيذاء البدني لإرغامهم على تسليم الأصول، بحسب نيويورك تايمز، استنادا إلى مقابلات مطوّلة مع مسؤولين سعوديين وأفراد من الأسرة المالكة وأقارب لمحتجزين وأشخاص يعملون معهم. احتاج ما لا يقلّ عن 17 محتجزا إلى دخول المستشفى، وتوفي أحدهم لاحقا أثناء احتجازه. نفت السعودية اتهامات الإيذاء البدني وقالت إنها "غير صحيحة على الإطلاق".[120]

هذه الحملة القمعيّة، التي زعمت الحكومة أنها تهدف إلى مكافحة الفساد، ركّزت الثروة والسلطة في يد وليّ العهد.[121]

من خلال نقل جزء من أصولهم إلى الحكومة السعوديّة، تمكّن المحتجزون من "شراء" حريتهم.[122] وفقا لتقارير إعلامية ومصادر تحدثت مع هيومن رايتس ووتش، وافق العديد من المعتقلين المعرّضين لخطر الانتهاك، وبعض الذين تعرضوا للانتهاكات من قبل الحكومة السعودية، على تسليم أصول كبيرة للحكومة السعودية.[123]

استخدم المسؤولون السعوديون مزاعم الفساد لتبرير اعتقالات أخرى، بما في ذلك الاعتقال الجماعي بحق 298 موظفا حكوميا في فبراير/شباط 2020، في قضية لا علاقة لها بالصندوق. مثلما حدث في اعتقالات ريتز كارلتون، أثارت هذه الاعتقالات الجماعية مخاوف حقوقية كبيرة.[124]

لطالما مارست النخبة الحاكمة في السعوديّة المحسوبيّة علنا، ويُعتقد أنّ الفساد متفشٍ فيها.[125] لكن في فندق ريتز، بدت السلطات السعودية لا تعرف ما هي الأصول التي يمتلكها الأشخاص، وخاصة أصولهم في الخارج، وأيّ من هذه الأصول تم اكتسابها بوسائل مشروعة وأيّها بالفساد، وفقا لما قاله مصدر مطلع على علاقة وثيقة بستة رجال احتجزوا في ريتز كارلتون بين نوفمبر/تشرين الثاني 2017 ويناير/كانون الثاني 2018 لـ هيومن رايتس ووتش. قال المصدر إنّ المفاوضات كانت "تعسفيّة بالكامل"؛ حيث جاء مسؤولون سعوديون إلى المحتجزين في الفندق وطلبوا منهم تدوين أصولهم ثم "بدأت المفاوضات". قال المصدر إنه في بعض الحالات، قدّمت السلطات تقديرات مُبالغ فيها للغاية لثروات هؤلاء. وقال إنّ السلطات ابتزتهم بتسويات مالية من خلال الإكراه البدني، وكذلك تجميد حساباتهم المصرفيّة، ومنع أقاربهم من السفر إلى الخارج. أجبر بعض المعتقلين على تحويل أموال من حسابات مصرفية في الخارج إلى داخل البلاد، وأجبر آخرون على التوقيع على تعهدات بدفع مبالغ محددة، وجرى "تصفير" حسابات آخرين في يوم واحد.[126] قال: "لم تُحترم الإجراءات. ما حدث هو 'سنأخذ منكم كل شيء ثم نرى لاحقا ما سنفعل'. ما حصل لم يحترم الاجراءات".[127]

في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، أصدر الملك سلمان أمرا ملكيا بتفعيل لجنة مكافحة الفساد وتوفير تكليف قانوني للتحقيقات في ممارسات الفساد.[128] وقال النائب العام السعودي في بيان إن النطاق المحتمل للممارسات الفاسدة التي تم الكشف عنها كبير للغاية، وإن ما لا يقل عن 100 مليار دولار أمريكي قد أسيء استخدامها من خلال الفساد المنهجي والاختلاس على مدى عدة عقود".[129] وفي 5 ديسمبر/كانون الأول 2017، قال النائب العام السعودي إن النيابة العامة ستحقق في الجرائم بالتنسيق مع إجراءات التحقيق المنصوص عليها في نظام الإجراءات الجزائية الذي يضمن حقوق المتهم.[130] وقال البيان أيضا إن لجنة الفساد اتبعت الإجراءات المطبقة دوليا.[131]

ومع ذلك، وجدت هيومن رايتس ووتش أن المعتقلين احتُجزوا دون محاكمة أو تهمة لأكثر من 16 شهرا ودون أساس قانوني واضح.[132] لقد وثقت هيومن رايتس ووتش مرارا وتكرارا الانتهاكات المتفشية في نظام العدالة الجنائية في السعودية، بما في ذلك فترات الاحتجاز الطويلة دون تهمة أو محاكمة، والحرمان من المساعدة القانونية، واعتماد المحاكم على الاعترافات المشوبة بالتعذيب أساسا وحيدا للإدانة.[133] مثل هذه الانتهاكات المنهجية لحقوق المتهمين لا يتفق مع المبادئ الأساسية لسيادة القانون والمعايير الدولية لحقوق الإنسان.[134]

تُظهر بيانات مصرفيّة لاثنين من الرجال المعتقلين خلال الحملة حصلت عليها هيومن رايتس ووتش وراجعتها نشاطا يوحي بحصول تحويلات قسريّة.[135] ومنها مجموعة من البيانات المصرفيّة، التي تغطي أكثر من عقد من المعاملات التي أجراها صاحب الحساب، وهو وكيل وزارة سابق في عهد وليّ العهد محمد بن نايف احتُجز في أواخر 2017. تُظهر هذه البيانات سلسلة من التحويلات الكبيرة وغير الاعتيادية من الحساب وإليه، منها تحويلات إلى شركة تملكها الآن شركة تابعة للصندوق. أكثر ما هو ملفت هو أنّ البيانات المصرفيّة تُظهر تحويلات تزيد عن 240 مليون دولار إلى وزارة المالية السعوديّة أثناء فترة احتجاز صاحب الحساب أو بعدها بفترة وجيزة. أطلق سراح صاحب الحساب من فندق ريتز في أواخر يناير/كانون الثاني 2018 لكنه اختفى مجددا في مايو/أيار 2022. ما يزال مكانه مجهولا.[136]

أقرّ مسؤولون سعوديون بأنّ المعتقلين سلّموا أصولا مقابل حريتهم.[137] أفادت صحيفة "فايننشل تايمز" أنّ الحكومة السعوديّة طالبت بما يصل إلى 70 % من ثروة بعض الأفراد مقابل الإفراج عنهم.[138] في يناير/كانون الثاني 2019، نشرت "وكالة الأنباء السعوديّة" بيانا للديوان الملكي جاء فيه أن لجنة مكافحة الفساد "أنهت أعمالها" بعد استدعاء 381 شخصا للإدلاء بشهاداتهم.[139] زعم البيان أنّه تمّت استعادة أموال للخزينة العامة للدولة تجاوز مجموعها 400 مليار ريال (107 مليارات دولار) "متمثلة في عدّة أصول من عقارات وشركات وأوراق مالية ونقد وغير ذلك.[140] وشكر الملك "سمو رئيس اللجنة [أي لجنة مكافحة الفساد] وأعضاءها وفرق العمل المنبثقة عنها على ما بذلوه من جهد وحرص".[141]

في 2019، قال وزير الماليّة السعودي، وهو أيضا عضو في مجلس إدارة كل من الصندوق وأرامكو، إنّ الصندوق لم يكن له أي دور في إدارة الأصول المصادرة من خلال التسويات أثناء حملة فندق ريتز.[142] لكن بعضا من الأصول المصادرة خلال الحملة على الأقل ذهبت إلى شركة قابضة يملكها الصندوق بالكامل.[143]

بالإضافة إلى وليّ العهد، لعب عضوان آخران في مجلس إدارة الصندوق دورا في ضمان نقل بعض الأصول المصادرة في الحملة إلى الصندوق في نهاية المطاف. كما عمل عضو آخر على الأقل في مجلس الإدارة، هو محمد آل الشيخ، مع هيئة مكافحة الفساد، التي أسسها الملك سلمان في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني 2017 للإشراف على الحملة ضد الفساد.[144] ونفذ عضو آخر، هو ياسر الرميان، أوامر بنقل ملكية شركات مصادرة أثناء الحملة إلى الصندوق.[145]

آل الشيخ، وهو وزير يُركّز على المسائل الاقتصاديّة، عضو في مجلس الشؤون الاقتصاديّة والتنمية وفي مجلس إدارة الصندوق أيضا.[146] ذكرت فاينانشال تايمز أنّ "الكثيرين يعتبرون [آل الشيخ] المستشار الاقتصادي الرئيسي للأمير محمد".[147] نصّت رسالة رسميّة، وقعها آل الشيخ، وحصلت عليها هيومن رايتس ووتش على أنّ ولي العهد عيّنه مشرفا عاما على عمل الفرق والوحدات في إطار لجنة مكافحة الفساد، ومنحه صلاحيات كاملة لتنفيذ بعض أعمال اللجنة.[148] لعب آل الشيخ دورا محوريا في مفاوضات التسوية في ريتز، بحسب منظمة "دون" الحقوقية التي تعنى بالشرق الأوسط.[149]

في 22 و24 ديسمبر/كانون الأول 2017، كتب آل الشيخ رسالتين، كلاهما على ورق رسمي سعودي، إلى الرميان، يأمره فيها بنقل 20 شركة إلى الصندوق.[150] راجعت هيومن رايتس ووتش الرسالتين، اللتين قُدّمتا في إطار إجراءات قضائيّة جارية. وفقا للرسالة الأولى، المؤرخة في 22 ديسمبر/كانون الأول 2017، أجرت لجنة الفساد مناقشات سابقة مع ممثلي الصندوق بشأن تحويل ملكيّة عدد من الشركات إلى الصندوق. كانت الرسالة بمثابة المتابعة لهذه المحادثات، وتحث على الانتهاء من عملية التحويل، وتطلب ردّا فوريا يشرح أسباب عدم الانتهاء من النقل بعد. كتب آل الشيخ أنه يجب إطلاع وليّ العهد على كلّ ما يحصل.

في 4 سبتمبر/أيلول 2024، كتبت هيومن رايتس ووتش إلى محمد آل الشيخ لطلب التعليق، لكنها لم تتلق أي رد حتى وقت نشر هذا التقرير. وفي مقابلة مع شبكة سي بي إس عام 2018، قال محمد آل الشيخ إن السعودية "لديها مشكلة خطيرة مع الفساد".[151] وأضاف: "كنا قلقين من أنه إذا بدأنا في معالجة ملفات الأشخاص واحدا تلو الآخر، فقد يتم سحب بعض الأموال خارج المملكة، ما قد يكون له تأثير سلبي شديد على البلاد والاقتصاد. كان علينا أن نفعل ما فعلناه في الريتز".[152]

في اليوم التالي، 23 ديسمبر/كانون الأول 2017، وفقا لآل الشيخ، بعث الرميان إلى آل الشيخ برسالة أعلمه فيها بأنّه وجه مذكّرة إلى مجلس إدارة الصندوق أوصاهم فيها بالموافقة على نقل الشركات المذكورة من خلال إنشاء شركة مساهمات مملوكة بالكامل للصندوق يتم نقل ملكيّة الشركات التي يتم تحويلها إليها. وفي 24 ديسمبر/كانون الأول 2017، بعد يومين من الرسالة الأولى، كتب آل الشيخ رسالة ثانية طلب فيها من محافظ الصندوق إعداد تقرير عاجل جدا حول سبب عدم نقل الشركات المحددة سابقا إلى الصندوق. وذكر بشكل صريح أنّ وليّ العهد هو الذي أمر بتحويل هذه الشركات إلى الصندوق. وفي 26 ديسمبر/كانون الأول 2017، استلم الرميان الأمر، ووجّه أحد مرؤوسيه، في رسالة على ورق رسمي، إلى تنفيذ المطلوب في أسرع وقت ممكن.[153] وبعد أسبوع، أنشأ الصندوق "شركة تحكّم الاستثمارية"، التي نقلت إليها ملكيّة الشركات التي صودرت أثناء الحملة.[154]

في أوائل 2018، أنشأ الصندوق شركة تحكّم، وفقا لتقرير صادر عن "شركة ديلويت" قُدّم في إجراءات المحكمة.[155] تحكّم هي شركة فرعية يملكها الصندوق بالكامل. راجعت هيومن رايتس ووتش وثائق إدماج تصف شركة تحكم بأنها شركة مساهمة مغلقة مملوكة بالكامل للصندوق. نقلت ملكية الشركات التي اعتُقل المساهمون فيها وتعرّضوا للاعتداء إلى شركة تحكّم التي يملكها الصندوق.[156]

رسالة آل الشيخ المؤرخة في 22 ديسمبر/كانون الأول تضمّنت 20 شركة، لكلّ منها اسم كامل ورقم سجلّ تجاري.[157] كانت الغالبية العظمى من الشركات الـ20 (أو كلها) شركات واجهة أسسها محمد بن نايف حين كان وزيرا للداخليّة، بدءًا من منتصف عقد الـ 2000، لتمكين الحكومة السعوديّة من تنفيذ أعمال محلية واقليمية بقصد مكافحة الإرهاب، غالبا مع شركاء مثل الولايات المتحدة، مع حماية هويّة الحكومة السعوديّة.[158] في يونيو/حزيران 2017، فرضت السلطات السعودية على محمد بن نايف الإقامة الجبرية ومنعته من السفر.[159] وفي مارس/آذار 2020، اعتقلته السلطات السعودية واحتجزته بمعزل عن العالم الخارجي.[160] ولخلق مسافة بين الدولة والشركات، أدخل محمد بن نايف مواطنين كمساهمين، بموجب اتفاقات ترشيح، يتلقون تعويضات عن خدماتهم واتّباعهم أوامر بن نايف.[161] اثنان من هؤلاء المساهمين الاسميين هما ماجد المزيني وصديقه عبدالله السويلم.[162] وكان سالم المزيني، شقيق ماجد، الرئيس التنفيذي لشركتي ألفا ستار وسكاي برايم.

راجعت هيومن رايتس ووتش وثائق تُظهر أنّ سالم المزيني أرغم على نقل ملكيته لشركة "ألفا ستار" إلى شركة تحكّم التي يملكها الصندوق، بعد مزاعم تعرضه للاحتجاز التعسفي والتعذيب من سبتمبر/أيلول 2017 حتى إطلاق سراحه في يناير/كانون الثاني 2018.[163] أعيد اعتقال المزيني في أغسطس/آب 2020 ولا يزال مكانه غير معروف. وفي مايو/أيار 2022، وجد "الفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي" الأممي أن احتجاز سالم المزيني تعسفي.[164] وأشار الفريق العامل إلى أن الحكومة السعودية قالت إن الادعاءات المتعلقة بالمزيني غير دقيقة لكنها لم تتناول على وجه التحديد أي تفاصيل عن احتجازه في عام 2017 وتعذيبه المزعوم.[165] قال مصدر مطلع لـ هيومن رايتس ووتش إن شركة مملوكة بشكل مشترك من أحد أفراد الأسرة نُقلت إلى الصندوق بدون موافقة المالكين. راجعت هيومن رايتس ووتش وثائق تُظهر تحويل أموال لم يوقع عليها أصحاب الشركات، لكن مع ذلك وافق عليها كاتب العدل الحكومي. نُفِّذ النقل إلى الصندوق. كان أحد المالكين أيضا محتجزا في ريتز كارلتون.

وقد تم تقديم الوثائق الحكومية السعودية المذكورة أعلاه كجزء من الإجراءات القانونية الجارية في كندا. في أوائل عام 2021، رفعت الشركات المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة والتي تديرها شركة تحكم دعوى مدنية ضد ضابط المخابرات السعودي السابق سعد الجابري، الذي كان ضالعا بشكل وثيق في إنشاء هذه الشركات وعمليات مكافحة الإرهاب، في المحكمة الكندية، بزعم أنه اختلس مليارات الدولارات من الشركات.[166] في يناير/كانون الثاني 2024، رفع الجابري دعوى مضادة ضد الرميان مدعيا أن الرميان نفذ تعليمات محمد بن سلمان بقصد "إيذاء وإسكات وتدمير عائلة الجابري" في نهاية المطاف.[167] يزعم الجابري، الذي رفع دعوى قضائية ضد ولي العهد في الولايات المتحدة أيضا، أن ولي العهد خطط لاغتياله في أكتوبر/تشرين الأول 2018. وكانت لا تزال القضية المدنية الكندية جارية وقت النشر. ولم تعلق الحكومة السعودية علنا على الادعاءات المفصلة أعلاه بشأن تعذيب سالم المزيني واحتجازه التعسفي، ونقل الأصول بالإكراه خلال حملة مكافحة الفساد في عام 2017. وفي مارس/آذار 2020، احتُجز اثنان من أبناء الجابري، سارة وعمر، في السعودية في ظروف وجدها الفريق العامل التابعة للأمم المتحدة المعني بالاحتجاز التعسفي تعسفية، وقررت هيومن رايتس ووتش أنها ترقى إلى مستوى العقاب الجماعي.[168]

أصول يملكها الصندوق تُسهّل عمليات الاغتيال

في أكتوبر/تشرين الأول 2018، بعد أقلّ من عام من نقل ملكية سكاي برايم إلى الصندوق، استُخدمت طائرات هذه الشركة لنقل الفريق الذي اغتال جمال خاشقجي. حيث استخدم عملاء سعوديون طائرتين لـ سكاي برايم للسفر إلى اسطنبول واغتيال خاشقجي في قنصلية بلادهم هناك والعودة إلى السعودية.

أكد تقرير للأمم المتحدة صدر في يونيو/حزيران 2019 عن المقررة الخاصة المعنية بالقتل خارج نطاق القضاء أنّ الطائرتين تملكهما سكاي برايم.[169] استندت نتائج المقرّرة الخاصة إلى سجلات الرحلات الرسمية من "المنظمة الأوروبية لسلامة الملاحة الجوية".[170] إحدى الطائرتين المملوكتين لـ سكاي برايم (HZ-SK2) طارت من الرياض إلى إسطنبول صباح 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018 وعلى متنها تسعة من العملاء السعوديين الـ15 الذين شاركوا في اغتيال خاشقجي. وفق سجلات رسميّة، فإنّ خطّة رحلة الطائرة HZ-SK2 قُدمت الساعة 19:30 بتوقيت غرينيتش. لكن عند الساعة 20:19 تم إلغاؤها وقُدمت من جديد الساعة 20:23 بتوقيت غرينتش مع تصريح ديبلوماسي.[171] التصريح الديبلوماسي هو إذن خاص، وفقا للتشريعات الأوروبية، يُطلب للطائرات العسكريّة وغيرها من الطائرات الحكوميّة للهبوط داخل الحدود الوطنية أو التحليق فوقها.[172] وفقا للوائح التركيّة، تُقدّم طلبات الحصول على التصريح الديبلوماسي إلى وزارة الخارجية "عبر الوسائل الديبلوماسيّة" وقبل عشرة أيام على الأقل من الرحلة المنوي إجراؤها.[173]

وفقا للمقررة الخاصة للأمم المتحدة، فإنّ أحد الرجال الذين كانوا على متن الطائرتين هو الطبيب الشرعي الذي استخدم المنشار لتقطيع أوصال خاشقجي.[174] وكما ذكرت المقررة الخاصة، "لا يوجد تفسير معقول لدوره، بخلاف الدور الذي أدّاه: تقطيع أوصال الجثة والتخلص منها".[175] أما المسؤولون الثمانية الآخرون فكانوا أعضاء في الحرس الملكي وضباط مخابرات كبار.[176] نقلت طائرتان تابعتان لـ سكاي برايم (HZ-SK1  و HZ-SK2) 13 من أصل 15 عميلا شاركوا في الاغتيال إلى الرياض، بينما سافر واحد عبر القاهرة وآخر عبر دبي.[177]

قال مصدر مطلع إنّ شركات الطيران كانت تُستخدم لنقل الأسلحة وعناصر الاستخبارات والسجناء، في حين أنها ما تزال تعمل كشركات واجهة لوزارة الداخليّة. لكن بحلول أكتوبر/تشرين الأول 2018، لم تعد هذه الشركات شركات واجهة لوزارة الداخلية، وأصبحت جزءا من قائمة متزايدة ومتنوعة من الشركات التي يملكها الصندوق بالكامل.

بعد أشهر قليلة من قتل خاشقجي، في ديسمبر/كانون الأول 2018، صرّح الرئيس التنفيذي لـ سكاي برايم المعيّن حديثا للصحافة أنّ مالك شركات الطيران، أي الصندوق، قرّر فصل سكاي برايم عن ألفا ستار.[178]

انتهاكات حقوقية مرتبطة بمشاريع الصندوق

ارتبطت انتهاكات حقوق الإنسان أيضا ببعض أبرز المشاريع الضخمة للصندوق. الحجم الهائل لهذه المشاريع، واحتياجها إلى عدد كبير من العمال، وأهميتها لوليّ العهد، إلى جانب غياب حماية العمال والمجتمعات المتضررة وعدم احترام الحقوق الأساسية، أسباب تجعل من هذه المشاريع الضخمة بشكل خاص محفوفة بالانتهاكات. لقد تحملت الأشخاص الأكثر تهميشا في السعوديةالعمال الوافدون، والمجتمعات الريفيّة، والسكان الفقراء ومن الطبقة العاملةوطأة الانتهاكات الناجمة عن مشاريع وليّ العهد الأكثر انتهاكا، بدعم من مستويات كبرى من رأس مال الصندوق. يُستخدم الصندوق لإجلاء السكان بالقوة، وهدم الأحياء، وإخضاع العمال لانتهاكات مروّعة، وإسكات المجتمعات المحلية

عمليات اعتقال تعسفي وقتل خارج القضاء مرتبطة بنيوم

وثقت منظمات حقوقيّة سعوديّة، وتحقيقات صحفيّة، والأمم المتحدة انتهاكات خطيرة مرتبطة ببناء نيوم، وهي مجموعة مشاريع البناء التي تشمل "ذا لاين"، الذي يُبنى في شمال غرب البلاد قرب تبوك. ارتكبت السلطات السعودية انتهاكات ضدّ قبيلة الحويطات المحليّة.

رغم أن الفيديوهات الترويجيّة لـ نيوم زعمت أنّ المدينة ستُبنى على "أرض عذراء"، إلا أنّ الحويطات كانوا يجوبون المنطقة كرعاة لقرون، واستقروا مؤخرا هناك.[179] وفقا لـ "منظمة القسط لدعم حقوق الإنسان"، وهي منظمة حقوقيّة سعوديّة مقرها بريطانيا، فإنّ السلطات السعوديّة أعلمت في يناير/كانون الثاني 2020 سكان قرى الخريبة وشرما وقيال، الموجودة في منطقة نيوم المخطط لها، سيتم إجلاؤهم لخدمة المشروع. أعرب السكان فورا معارضتهم الخطة، بسبل شملت كتابة عريضة ضدّ الإخلاء وقعها 174 عضوا من القبيلة، حصلت منظمة القسط على نسخة منها.[180]

في أوائل 2020 أيضا،[181] بدأ الناشط المحلي عبد الرحيم الحويطي في الاحتجاج، وسجل فيديوهات انتشرت على نطاق واسع، متهما الحكومة بالضغط على سكان المنطقة للتوقيع على التخلي عن منازلهم، وأعلن أنّ قوات الأمن تحاول إجلاءه وأعضاء آخرين من قبيلة الحويطات.[182] في 12 أبريل/نيسان، وصلت السلطات السعوديّة إلى منزل الحويطي لقياس أرضه دون موافقته، وفي نفس اليوم نشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يوثق الإخلاء القسري.[183] وفي اليوم التالي، قتلت قوات الأمن السعودية الحويطي، وفقا لأقاربه وجيرانه. أظهرت فيديوهات منزل الحويطي تغطيه ثقوب الرصاص.[184] لاحقا، نشرت السلطات السعوديّة بيانا قالت فيه إنّ الحويطي قُتل "بعد تحصّنه في منزله" فتمّ "التعامل معه لتحييد خطره".[185] منذ عمليّة القتل هذه، اعتُقل ثلاثة من أشقاء الحويطي واحتُجزوا في السجن، وفقا لعلياء الحويطي، وهي ناشطة مقيمة في لندن ومتحدثة باسم القبيلة.[186]

وفقا لمنظمة القسط، اعتقلت السلطات السعودية واحتجزت ما لا يقل عن 47 عضوا من قبيلة الحويطات "بسبب التعبير عن رفضهم لعمليات الإخلاء غير القانونية المرتبطة بمشروع نيوم أو مقاومتها سلميا".[187] في أغسطس/آب 2022، أصدرت "محكمة الاستئناف الجزائية المتخصصة" "أحكاما بحق كل من عبد الإله راشد إبراهيم الحويطي وعبدالله دخيل الله الحويطي بالسجن 50 عاما، تليها 50 عاما من حظر السفر، لدعم رفض عائلاتهم إخلاء منازلهم قسرا لإفساح الطريق أمام مشروع نيوم"، وفقا لـ القسط.[188] وفي أكتوبر/تشرين الأول 2022، وفقا لـ القسط، أصدرت المحكمة الجزائيّة المتخصّصة أحكاما بالإعدام، بناءً على تهم بموجب قانون مكافحة الإرهاب السيئ لسنة 2017 بسبب مقاومة عمليات الإخلاء القسري من الحكومة السعودية، في حق إبراهيم صالح أحمد الحويطي، وعطاء الله موسى محمد الحويطي، وشادلي محمد محمود الحويطي، شقيق عبد الرحيم الحويطي. تم تأييد هذه الأحكام في 23 يناير/كانون الثاني 2023.

تحدّثت هيومن رايتس ووتش مع بعض أفراد القبيلة في الأردن، قالوا إنهم سعداء بمدفوعات التعويض المقدّمة لهم مقابل انتقالهم.[189] هناك معلومات مختلفة عن قيمة التعويضات. ذكرت صحيفة "الإندبندنت" أن العائلات عرض عليها مبلغ 3 آلاف دولار للانتقال، وأنّ حوالي أسرة واحدة من كل 30 أسرة قبلت.[190] زعم تقرير آخر أنّ المبالغ التي عرضتها السلطات السعودية كانت في حدود 200 ألف ريال (حوالي 50 ألف دولار)، في حين أن القيمة الفعليّة للأرض كانت بملايين الريالات.[191] في 2022، أفادت بلومبرغ أنه بعد مقتل عبد الرحيم الحويطي، "وسّعت السعوديّة حزم التعويضات المقدّمة إلى السكان الذين تم إجلاؤهم، ووعدت بمنحهم أراض في أماكن أخرى في المنطقة".[192] قال السكان إنّ المسؤولين قد يقدّمون ما يصل إلى مليون ريال (266 ألف دولار) للعقارات الأكبر، لكن أصحاب المنازل الأصغر قد يتلقون "100 ألف ريال فقطأقل من الراتب الشهري لبعض موظفي نيوم".[193] أفادت بلومبرغ أن أحد أفراد القبيلة "قاوم الإخلاء في البداية، لكن بعد مقتل الحويطي وقطع الكهرباء وإغلاق المدارس من قبل السلطات، أدرك أنه ليس لديه خيار آخر، وهو الآن ينتظر دفع تعويضه. قال الرجل: 'ماذا يمكننا أن نفعل؟ نريد أن نعيش'".[194]

الإخلاء القسري والهدم في جدّة

يهدف "مشروع وسط جدة"، وهو جزء آخر من خطة محمد بن سلمان رؤية 2030، إلى تحويل أحياء وسط مدينة جدّة التاريخية إلى منطقة تسوق وسياحة فاخرة. لكن المشروع شابته مزاعم الإخلاء القسري، والهدم الجماعي، والتمييز على نطاق واسع.

في ديسمبر/كانون الأول 2021، أعلن محمد بن سلمان عن مشروع وسط جدّة، وهو مشروع طموح بقيمة 20 مليار دولار لتطوير 5.7 كيلومتر مربع "في قلب مدينة جدّة" وإنشاء "وجهة عالميّة... على البحر الأحمر"، وفيه منتجعات شاطئية وفنادق فاخرة تضمّ أكثر من 2,700 غرفة، إلى جانب مراكز تسوق ودار للأوبرا ومتحف للأحياء المائيّة. شركة تطوير وسط جدّة المشرفة على المشروع يملكها الصندوق بالكامل.

الأحياء المختارة لهذا التطوير كانت سابقا نابضة بالحياة، إذ تسكنها الطبقة العاملة، وتأوي مزيجا من السعوديين من الطبقة المتوسطة والدنيا والأجانب والعمال الوافدينفي تصريحات للإعلام، وصفت السلطات السعودية هذه الأحياء بأنها فقيرة وبؤر للمخدرات وغياب القانون والجريمة.[195]

وفقا للقسط، منذ أواخر 2021 وأوائل 2022، "طردت السلطات السعودية أعدادا كبيرة من الناس من منازلهم، وفي كثير من الحالات دون سابق إنذار".[196] ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2021، قبل أن تعلن السلطات السعودية رسميا عن المشروع، تمّ هدم أحياء كاملة تسكنها الطبقة العاملة دون التشاور مع المجتمعات المحليّة أو تحذير كاف من السلطات، وفقا لـ "منظمة العفو الدولية" ومنظمة "دون" (DAWN). وجدت منظمة دون أنّه "بين أكتوبر/تشرين الأول 2021 ومايو/أيار 2022، هدمت السلطات السعودية ما بين 16 و20 حيا على مساحة 4,000 كيلومتر مربع".[197] أظهرت صور بالأقمار الصناعية اطلعت عليها منظمة العفو الدوليّة أنّ السلطات السعوديّة هدمت ما لا يقلّ عن 20 حيا في المدينة بين أكتوبر/تشرين الأول 2021 ومايو/أيار 2022. أظهرت وثيقة صادرة عن بلديّة جدّة حصلت عليها المنظمة أنّ عمليات الهدم "تؤثر على أكثر من 558 ألف ساكن".[198]


 

إنفاق كبير بلا شفافيّة ولا مساءلة

تثير التقارير المتعلقة بمشاريع الصندوق مخاوف بشأن انعدام الشفافيّة والمساءلة في ما يتعلق بقرارات استثمار تبلغ قيمتها مليارات الدولارات. رغم أنّ بعض صناديق الثروة السياديّة منفصلة هيكليا ومتمايزة عن الرئيس التنفيذي للحكومة،[199] إلا أنّ العديد من هذه الصناديق، مثل الصندوق السعودي، تعمل بقدر ضئيل من الشفافيّة أو أشكال الحماية المفترضة لتنظيم تصرّف المسؤولين الحكوميين في المال.[200] يخضع الصندوق السعودي لسلطة حاكم منتهِك وغير خاضع للمساءلة، بمساعدة مجموعة صغيرة من المستشارين المقرّبين، الذين يستخدمون أصول الصندوق لتحقيق مصالحهم الخاصة بدلا من المصلحة العامّة.

افتقار الصندوق إلى الشفافيّة والمساءلة

يعمل "معهد بيترسون للاقتصاد الدولي" على تقييم صناديق الثروة السياديّة في جميع أنحاء العالم على أساس مقاييس الشفافيّة والحوكمة والمساءلة. في 2019، منحت لوحة النتائج الصادرة عن المعهد، والتي تستند إلى معلومات علنية، الصندوق السعودي 39 درجة من 100. احتل الصندوق السعودي المرتبة 56 من أصل 64 صندوقا تمّ تحليلها، مباشرة أمام صندوق الاستثمار المباشر الروسي.[201] صنّف معهد بيترسون الصندوق السعودي على أنه من الأقل شفافيّةً، والأقلّ خضوعا للمساءلة، وذو هيكليات الحوكمة الأقل مصداقيّة في العالم.[202]

حتى المؤسسات الماليّة الدوليّة واجهت صعوبات في استخراج معلومات ماليّة أساسيّة عن الصندوق. أفادت وول ستريت جورنال أنّ المسؤولين التنفيذيين في الصندوق رفضوا في 2018 بعض الطلبات لصندوق النقد الدولي حول الشفافية في الاستثمارات وديون شركاته التي تملكها الدولة.[203] في نهاية المطاف، "لم يُفصح الصندوق عن جميع المعلومات التي طلبها صندوق النقد"، وفقا للصحيفة.[204]

تُحدّد اللوائح المؤقتة لحرية المعلومات في السعوديّة الأساس القانوني للحق في الوصول إلى معلومات القطاع العام في البلاد، وتحدد التزامات الكيانات العامة. تُشبه هذه اللوائح إلى حدّ كبير معايير حريّة المعلومات الدوليّة. تنصّ المادة 7.2 على أنّه "للفرد الحق في معرفة المعلومات المتعلقة بأنشطة الجهات العامّة تعزيزا لمنظومة النزاهة والشفافية والمساءلة"، وأنّ "أي قيود على طلب الاطلاع أو الحصول على المعلومات المحميّة التي تتلقاها أو تنتجها أو تتعامل معها الجهات العامة يجب أن تكون مبرّرة بطريقة واضحة وصريحة".[205]

غير أنّ القانون لا يُحدّد هيئة موحدة للإشراف على اللوائح وتنفيذها، والهيئات العامة تتحمّل مسؤولية فرديّة في وضع وتنفيذ "السياسات والاجراءات المتعلّقة بممارسة حق الوصول إلى المعلومات العامة أو الحصول عليها".[206] بعض الهيئات الحكوميّة السعوديّة، مثل وزارتَيْ العدل والماليّة، لديها معلومات مفصّلة عن حقوق الأفراد في الوصول إلى المعلومات الخاصة بكل جهة، والطريقة التي يستطيع من خلالها الأفراد تقديم "نموذج طلب معلومات عامة".[207] غير أنّ الصندوق ليس لديه هذه الإجراءات على ما يبدو.

كما أنّ نطاق اللوائح محدود، فالمعلومات التي تعتبر محميّة ولا يُمكن الكشف عنها تشمل "المعلومات التي يؤدي إفشاؤها إلى الإضرار بالأمن الوطني للدولة أو سياستها أو مصالحها أو حقوقها".[208] هذا الاستثناء يتماشى مع المعايير الدوليّة المعترف بها، لكن هناك قضايا حديثة في السعوديّة تُظهر أنّ تأويل ما يقع تحت استثناء "الأمن القومي" واسع بشكل غير متناسب. قد تخضع المعلومات المحميّة والسريّة بدلا من ذلك لـ "نظام عقوبات نشر الوثائق والمعلومات السريّة وإفشائها".[209]

مثلا، في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، رفع الصندوق دعاوى ضدّ شركات الاستشارات الأمريكيّة "ماكنزي"، و"بوسطن كونسالتنغ غروب"، و"إم كلاين وشركاؤه"، و"تينيو" في المحكمة الإداريّة في الرياض.[210] رفع الصندوق الدعاوى ضد الشركات لمنعها من تقديم معلومات إلى تحقيق في الكونغرس برئاسة السيناتور ريتشارد بلومنثال حول النفوذ السعودي عبر استثمارات الصندوق في الولايات المتحدة.[211] تتم مناقشة هذا التحقيق بمزيد من التفصيل أدناه.

ادّعى الصندوق في المحكمة السعوديّة أنّ المعلومات التي طلبها تحقيق بلومنثال "مصنّفة على أنها سريّة" وإفشاؤها "قد يضرّ بالأمن القومي أو مصالح الدولة أو سياساتها أو حقوقها".[212] وقد سعى الصندوق إلى الحصول على أوامر قضائيّة مؤقتة ضدّ شركات الاستشارات الأربع ونجح في ذلك، ما منع نشر السجلات المطلوبة. وفقا للسيناتور بلومنثال واللجنة المشرفة على التحقيق، فإنّ الوثائق المطلوبة تتعلق فقط باستثمارات الصندوق وأنشطته التجاريّة في الولايات المتحدة. شدّد بلومنثال على أنّ طلب الوثائق يتعلق فقط بالأنشطة التجاريّة للصندوق.[213] كانت ما تزال القضايا التي رفعها الصندوق أمام المحكمة الإدارية بالرياض جارية عند كتابة هذا التقرير.

في جلسة استماع في إطار التحقيق في فبراير/شباط 2024، صرّح ممثل شركة إم كلاين وشركاؤه أنّ المعلومات التي طلبتها اللجنة "هي معلومات أعتقد أنّه يُمكن تقديمها إليها أو إلى الهيئات التنظيميّة المناسبة قبل الانتهاء من صفقة الاستثمار المحتملة التي تم إشراكنا للمساعدة في التفاوض عليها".[214]

تنصّ المادة 5 من نظام عقوبات نشر الوثائق والمعلومات السرية وإفشاؤها السعودي على أنّ الكشف عن معلومات سريّة "يُعاقب بالسَّجن مدّة لا تزيد على عشرين سنة أو بغرامة لا تزيد على مليون ريال أو بهما معا".[215] وتنصّ المادة 40 من النظام الأساسي للحكم على أنّ "المراسلات البرقيّة والبريديّة والمخابرات الهاتفيّة وغيرها من وسائل الاتصال مصونة".[216] استُخدمت كلتا المادتين في قضيّة نوفمبر/تشرين الثاني لمنع الكشف عن معلومات تتعلق باستثمارات الصندوق في الولايات المتحدة.

التأويلات الواسعة للبنود المتعلقة بالأمن القومي من قبل المحاكم السعوديّة تحدّ كثيرا من المعلومات التي يُمكن الوصول إليها أو الحصول عليها طبقا للوائح حريّة المعلومات. وكما وجدت هيومن رايتس ووتش في تحقيقات سابقة، فإنّ المحاكم الجزائيّة السعوديّة لديها تاريخ طويل موثق من اعتماد تفسير واسع بشكل ينطوي على انتهاكات لبنود الأمن القومي، ما يمعن في إعاقة قدرة المواطنين السعوديين على ممارسة هذا الحق بشكل فعّال.[217]

إضافة إلى ذلك، تحتجز السعوديّة بشكل منتظم، وخاصة في عهد محمد بن سلمان، المواطنين تعسفا حتى بسبب الانتقادات البسيطة للحكومة. كما حكمت المحاكم السعوديّة على الناس بالسَّجن لعقود من الزمن، وفي بعض الحالات بالإعدام، بسبب التعبير السلمي على الإنترنت.[218] لذلك فمن المعقول أن يخشى المواطنون السعوديون قمعا مماثلا إذا قدّموا طلبا للحصول على معلومات عامة من خلال الإجراءات الرسميّة التي قد تكشف عن سوء إدارة ماليّة أو فساد.

يعمل الصندوق في دولة ليس فيها قضاء يحترم القوانين أو مستقل، وليس هناك سُبل قانونيّة تسمح للسعوديين بتقديم ملاحظات نقديّة للمسؤولين الحكوميين أو محاسبتهم على السياسات الفاشلة أو سوء الإدارة أو الفساد. كما أنّ غياب الحريات الأساسيّة والحقوق، مقترنا برفض الحكومة لوجود مجتمع مدني مستقلّ يستطيع مراقبة أعمال الحكومة والاعتراض عليها، يجعل من المستحيل على المواطنين طلب معلومات أو المشاركة في عمليّة صنع القرار الخاص بالصندوق، أو انتقاد الانتهاكات المرتبطة به أو السعي إلى تحقيق المساءلة بشأنها.

المشاريع العملاقة والفقر وانعدام المساواة

مدينة نيوم الجديدة المخطط لها على البحر الأحمر، التي أعلن عنها وليّ العهد محمد بن سلمان في أكتوبر/تشرين الأول 2017، هي مثال صارخ على أنّ غياب الشفافية والاستقلالية في الصندوق هو ما يُمكّن وليّ العهد من توجيه مبالغ هائلة إلى مشاريع معيّنة دون مراعاة المصلحة العامة.

شركة نيوم، التي تأسست في يناير/كانون الثاني 2019، مملوكة بالكامل للصندوق ومهمتها تطوير منطقة اقتصادية بقيمة 500 مليار دولار.[219] يبدو مشروع نيوم من ضمن "أعلى أولويات" ولي العهد، كما ذكرت وسائل إعلام، و"الدولة السعودية تخصّص موارد هائلة لجعله حقيقة".[220] نُقل عن الرئيس التنفيذي لـ نيوم نظمي النصر قوله: "كان صاحب السموّ معنا، ولست أبالغ، كل يوم تقريبا".[221]

وفقا لبلومبرغ، كان أحد كبار المديرين في نيوم "منزعجا للغاية مما شاهده من إهدار للمال العام لدرجة أنه لم يكن ينام الليل". وقال آخر لوكالة الأنباء: "لم نتمكن حتى من تقدير تكلفة البناء. كنا نعلّق المباني بجانب المنحدرات، دون أن نعرف حتى البنية الجيولوجية".[222] وردا على أسئلة حول ما إذا كانت نيوم قد ضالعة في هدر مالي، قال نظمي النصر، الرئيس التنفيذي لشركة نيوم، لبلومبرغ: "نحن لا نتصرف هكذا"، وأضاف أن نيوم تقيّم الموظفين على أساس تقدمهم في تنفيذ الخطط، وليس على أساس مقدار ما ينفقونه. وبدلا من تحسين حياة السعوديين، خلُصت بلومبرغ إلى أنّ نيوم أصبحت "نوعا من ضمان التوظيف بدوام كامل للمهندسين المعماريين وحتى مصممي الإنتاج في هوليود، حيث يأخذ كل واحد منهم حصة من ثروات البترول في السعودية مقابل عمل يشكّ الكثيرون في أنّه سيُستخدم يوما ما".[223] وفقا لبلومبرغ، "عرضت نيوم رواتب معفاة من الضرائب بقيمة تتراوح بين 700 ألف و900 ألف دولار لبعض كبار الموظفين الوافدين – أي أكثر من 20 ضعف دخل السعودي العادي – ومجموعة واسعة من الحوافز الأخرى".[224]

غياب المساءلة العامة في السعوديّة يعزّز مخاطر ألا تعود استثمارات نيوم وإنفاقها بالنفع على عامة الناس. في مقابلة مع بلومبرغ، قال وليّ العهد: "تخيّل أنك حاكم نيويورك دون أن تكون لديك أي مطالب عامة. فكم ستحقق للشركات والقطاع الخاص؟"[225]

في يونيو/حزيران 2023، أعلنت وزارة الرياضة أنّ الصندوق سيستحوذ على حصّة بقيمة 75 % من فرق الدوري السعودي للمحترفين، والتي تضمّ "الأهلي" و"الاتحاد" و"الهلال" و"النصر"، التي تمنحه السيطرة على هذه الفرق.[226] وسرعان ما ظهرت تفاصيل الصفقات المربحة لجلب لاعبين بارزين في كرة القدم إلى الفرق الأربعة، منها عقد لمدّة عامين بقيمة 400 مليون يورو مع كريم بنزيما.[227] أفادت نيويورك تايمز أنّ "مئات ملايين الدولارات ستكون متاحة لشراء بعض أكبر نجوم اللعبة" وأنّه تمّ تخصيص 800 مليون دولار "لتعزيز قوائم الدوري".[228]

إنفاق الصندوق على مثل هذه المشاريع يثير تساؤلات، وخاصة في ظلّ تقاعس الحكومة السعوديّة منذ فترة طويلة عن نشر بيانات أساسيّة حول الفقر. لا تعتمد السعودية تعريفا وطنيا للفقر، ولم تقترح الحكومة خطا للفقر.

في 2017، ذهب المقرّر الخاص للأمم المتحدة المعني بالفقر المدقع وحقوق الإنسان في بعثة إلى السعوديّة ولاحظ "بقلق عدم توافر أيّ أدلّة منهجيّة أو إحصاءات موثوقة عن الفقر".[229] في 2005، أعدّ وليّ العهد الأمير عبد الله استراتيجيّة وطنيّة للحدّ من الفقر، لكنها لم تُنشر قط. كما وجد المقرّر الخاص أنّ "عدم نشر تلك الاستراتيجية يعود إلى انعدام الشفافيّة المقصود الذي اتسم به عمل الحكومة في مجال مكافحة الفقر منذ ذلك الحين". لعقود من الزمن، اشتكى الأكاديميون وصنّاع السياسات والمراقبون في السعوديّة من الافتقار إلى إحصاءات موثوقة، بينما تقاعست الحكومة السعودية عن إثبات أي تقدّم في توفير حتى أبسط البيانات عن الفقر. كما خلُص المقرّر الخاص إلى أنّ "هذا الخليط من البرامج التي تديرها مختلف الوزارات والسلطات العامة، فضلا عن المؤسسات الخيريّة، أدى إلى نظام حماية اجتماعية غير فعّال ولا يُمكن استدامته ويتسم بضعف التنسيق، ولم ينجح في توفير المساعدة الشاملة إلى من هم في أمسّ الحاجة إليها".[230]

في 2023، قام تقرير صادر عن مؤسسة الإسكوا الأممية حول الفقر في مجلس التعاون الخليجي – وهي وحدة سياسية واقتصادية تضم البحرين والكويت وعمان وقطر والسعودية والإمارات – بتقدير خطوط الفقر (أي مستويات الدخل التي تعتبر كافية على الأقل لإعالة الأسرة) بناءً على أرقام مكاتب الإحصاء الوطنية في مجلس التعاون الخليجي بشأن دخل الأسرة ونفقات الاستهلاك حيث لم تتوفر أي معلومات رسمية. وجد التقرير أن السعوديّة لديها أعلى معدّل للفقر بين المواطنين في دول مجلس التعاون بنسبة 13.6 %، وبالتالي يؤثر الفقر على واحد من كل سبعة سعوديين تقريبا.[231] لكن من المؤكد أنّ معدّل الفقر الفعلي أعلى من ذلك بكثير لأنّ هذا الرقم لا يشمل كل الناس في المملكة، وخاصة العمال الوافدين، الذين يُشكّلون حوالي 42 % من السكّان، والمهاجرين الذين لا يملكون وثائق – وهي مجموعة مهمشة جدا من الناحية الاقتصاديّة ومعرّضة لانتهاكات عمل منهجيّة.

وجد التقرير أيضا أنّ توزيع الإنفاق أكثر تفاوتا في السعوديّة مقارنة بدول مجلس التعاون الأخرى: حيث إنّ إنفاق أفقر 10 % من الأسر في السعوديّة أقلّ بنحو 16 مرّة من إنفاق الـ 10% الأثرى. وفي باقي دول مجلس التعاون، باستثناء البحرين، فإنّ إنفاق أفقر 10 % من الأسر أقلّ فقط أربع إلى سبع مرات من إنفاق أثرى 10% من الأسر. مرّة أخرى، لا تشمل مقاييس التفاوت هذه 42 % من سكّان السعوديّة الأكثر تهميشا من الناحية الاقتصاديّة. وجد التقرير ما يلي: "أدّت الاقتصادات المزدهرة في [بلدان مجلس التعاون] إلى تصوّر مفاده أنّ معدلات الفقر فيها منخفضة أو غير موجودة، ومن ثمّ لم يُبذل سوى القليل من الجهد في التحقيق في مدى انتشار الفقر وعمقه".[232]

وتتحمل الحكومة السعودية التزاما دوليا بتخصيص أقصى الموارد المتاحة لتحقيق التقدم في الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.[233] تشير هذه الأرقام الأوّلية إلى ما يُمكن اعتباره معدلات مرتفعة بشكل مقلق للفقر وعدم المساواة في السعوديّة، ما يوحي بأنّ البلاد تنفق كميات كبيرة من مصادرها على مشاريع مغرورة ولا تقوم بواجباها المتمثل في استخدام أقصى قدر من الموارد المتاحة لتحقيق الحقوق الاقتصاديّة والاجتماعيّة. تتفاقم هذه المخاوف عند النظر إلى انعدام الشفافيّة والمساءلة في الصندوق: حيث لا توجد آليات يُمكن للجمهور السعودي من خلالها الضغط على الحكومة لتخصيص المزيد من الموارد للتخفيف من حدّة الفقر وتوفير الخدمات الأساسية للفئات الأكثر تهميشا.


 

استخدام الصندوق لغسل انتهاكات السعوديّة

في حين أنّ الصندوق لعب دورا في تنويع الاقتصاد السعودي واتخذ قرارات استثماريّة يُمكن ربطها بدوافع ربحيّة، إلا أنّه يستخدم أصوله أيضا لزيادة الدعم الأجنبي للسعوديّة، ونشر معلومات مضلّلة حول السجلّ الحقوقي السعودي، وتحييد التدقيق، وإسكات المنتقدين، وتقويض المؤسسات التي تسعى إلى الشفافيّة والمساءلة.

تحت ستار النشاط الاعتيادي، تساعد استثمارات الصندوق في غسل سجلّ السعوديّة الحافل بانتهاكات حقوق الإنسان في بعض أكثر الكيانات استراتيجيةً من الناحية السياسيّة حول العالم. تساعد استثمارات الصندوق في الخارج على حشد دعم للسعودية رغم سجلها في انتهاكات حقوق الإنسان. في أفضل الأحوال، تسبّبت هذه الجهود في تقاعس مؤسسات ومسؤولين عن الإقرار بالسجلّ الحقوقي السعودي المروّع أو التحدث عنه؛ وفي أسوئها، تسببت في مضيّ بعض المسؤولين في الترويج الحثيث للأكاذيب حول الإصلاحات السعوديّة، وتقويض هيئات الرقابة الأجنبيّة التي تسعى إلى الشفافيّة والمساءلة.

قدّمت السلطات السعوديّة مزاعم متضاربة عن العلاقة بين الصندوق والحكومة السعوديّة. أظهرت وثائق قضائيّة تمّ تحليلها أدناه كيف ادّعى الصندوق أنّ استثماراته في الخارج تتعلّق بالأمن القومي للمملكة وتندرج ضمن الحصانة السياديّة عندما يتمّ التدقيق فيها. لكن، كلما كانت هناك مصلحة سياسية، زعم الصندوق أيضا أنّ استثماراته تستند فقط إلى أهداف اقتصاديّة وهي منفصلة عن الحكومة السعوديّة.

استثمارات من شأنها أن تُصمِت انتقاد السعوديّة

في يونيو/حزيران 2023، أعلنت رابطة الغولف بي جي إيه، وهي منظمة أمريكيّة غير ربحيّة، عن اتفاق يدمج الشركات التجارية والحقوق المتعلقة بالغولف العائدة إلى الصندوق، ومنها ليف غولف، مع بطولة "بي جي إيه تور". تضمّن الاتفاق الإطاري بين الرابطة وليف غولف "بند عدم تشهير"، نصّ على أنّ كلا الطرفين "لن يقوما في أيّ وقت من الأوقات، بشكل مباشر أو غير مباشر، بإبداء أو نشر أو تمكين أي شخص أو كيان أو أي منتدى عام من أي ملاحظات أو تعليقات أو بيانات تشهيريّة أو مهينة حول الطرف الآخر أو الشركات التابعة له أو مالكيه أو أعماله أو مديريه أو موظفيه أو مسؤوليه أو مساهميه أو أعضائه أو مستشاريه".[234] قبل الاتفاق الإطاري في يونيو/حزيران 2023، أعرب مسؤولو الرابطة سابقا عن تحفظات بشأن ليف غولف يعود جزء منها على الأقل إلى قلق بشأن السجل الحقوقي السعودي.[235] ولم تتوصل رابطة لاعبي الجولف المحترفين وليف غولف إلى اتفاق نهائي حتى أواخر أغسطس/آب 2024.[236] وخلال مؤتمر صحفي في أغسطس/آب 2024، قال مفوض رابطة لاعبي الجولف المحترفين "بي جي إيه" جاي موناهان إن الموعد النهائي للمفاوضات "تم تمديده" إلى ما بعد 31 ديسمبر/كانون الأول 2023، وهو التاريخ المحدد أصلا للتوصل إلى اتفاق.

الاتفاق الإطاري بين الرابطة وليف ليس العقد الرياضي الوحيد البارز الذي يحظر انتقاد الحكومة السعوديّة. فقد كشف تحقيق لـ نيويورك تايمز أنّ عقد ليونيل ميسي مع "الهيئة السعودية للسياحة" يحتوي على بند يمنع اللاعب من قول أيّ شيء قد "يلطّخ" سمعة المملكة.[237] كما منحه العقد "2 مليون دولار للترويج للسعودية على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي 10 مرات في السنة"، وفقا لـ نيويورك تايمز.[238]

في حالات أخرى، يتسبب إبرام أو إعلان استثمارات أو اتفاقات تجارية أخرى في تقييد الانتقادات للسعودية ومحمد بن سلمان على ما يبدو. مثلا، وجد تحقيق أجرته "ذي انترسبت" أن شركة الإعلام "فايس" (Vice) "نشرت ثم أزالت بسرعة" فيلما وثائقيا منتقدا لوليّ العهد في يونيو/حزيران 2023، بعد ستة أشهر من دخولها في شراكة مع "مجموعة إم بي سي"، وهي شركة إعلاميّة تسيطر عليها الحكومة السعوديّة، لكنها غير تابعة للصندوق.[239] وفقا لـ ذي انترسبت، تمّ رفع الفيديو على "يوتيوب" يوم 29 يونيو/حزيران 2023 لكن بعد أربعة أيام تمّ تعديل إعدادته على أنّه خاص. أفادت تقارير أن الفيلم، وعنوانه "سعي وليّ العهد الشرس للسلطة"، يغطي عمليّة الاحتجاز في ريتز كارلتون في الرياض.[240] وقالت مصادر في شركة فايس لصحيفة الغارديان إن الفيلم تمت إزالته بعد تدخل كبار الموظفين، بزعم أنه يشكل خطرا على سلامة الموظفين المقيمين في السعودية.[241] كما أفادت الغارديان أنّ "فايس حظرت بشكل متكرّر قصصا إخباريّة قد تُسيء للحكومة السعوديّة، مما جعل مراسليها غير متأكدين ممّا إذا كانوا يستطيعون إعداد تقارير بحُريّة عن انتهاكات حقوق الإنسان في المملكة" بعد أن وقعت الشركة اتفاق شراكة مع إم بي سي.[242] رفض متحدث باسم فايس الإدلاء بتعليق للغارديان.[243]

فتح السيناتور ريتشارد بلومنثال، رئيس اللجنة الفرعيّة الدائمة للتحقيقات في مجلس الشيوخ الأمريكي، تحقيقا في الاتفاق بين رابطة بي جي إيه وليف غولف، فتوسّع ليفحص المخاطر المتصلة باستثمارات الصندوق المتزايدة في الولايات المتحدة.[244] وقد دُعيت هيومن رايتس ووتش إلى حضور جلسة استماع في سبتمبر/أيلول 2023 بشأن التحقيق للإدلاء بشهادتها. وفي وقت نشر هذا التقرير، لم يكن قد تم تحديد جلسات استماع أخرى للتحقيق، ولم يكن قد صدر التقرير النهائي للتحقيق بعد.

خلال جلسة الاستماع الخاصة بالتحقيق في سبتمبر/أيلول 2023، شهد بن فريمان، وهو مدير في "معهد كوينسي للحكم المسؤول"، بأنّه "من السذاجة الاعتقاد بأنّ أعمال الصندوق المرتبطة برابطة بي جي إيه ليست جزءا من عمليات الضغط والعلاقات العامة والتأثير الأوسع نطاقا في المملكة".[245] كما أكد السيناتور بلومنثال نفسه في ملاحظاته الافتتاحيّة خلال جلسة استماع في فبراير/شباط 2024 أنّ السعوديّة استخدمت "أدوات تجاريّة في الولايات المتحدة لزيادة نفوذها داخل حدودنا".[246]

الصندوق قوّض جهود المساءلة في الخارج

أيضا، قوّض الصندوق فعليا آليات الشفافيّة والمساءلة في الخارج، بسبل منها استخدام الحصانة السياديّة. في يونيو/حزيران 2023، أعلن السيناتور ريتشارد بلومنثال عن التحقيق في الاتفاق الإطاري بين بي جي إيه وليف غولف.[247] في رسائل إلى بي جي إيه وليف غولف، لاحظ بلومنثال أن السعوديّة لها "سجلّ مقلق للغاية في مجال حقوق الإنسان في الداخل والخارج"، ونيتها المعلنة هي "استخدام الاستثمار في الرياضة لتعزيز الأهداف الاستراتيجية للحكومة السعوديّة".[248]

طلب تحقيق السيناتور بلومنثال في الاستثمارات السعوديّة في الولايات المتحدة بشكل متكرر من ممثلي الصندوق الحضور في اللجنة الفرعيّة الدائمة للتحقيقات والإدلاء بشهاداتهم أمام الكونغرس. حتى وقت كتابة هذا التقرير، رفض ممثلو الصندوق جميع هذه الطلبات، ولم يشهد أيّ منهم أمام اللجنة رغم أن الاستدعاء صدر في سبتمبر/أيلول 2023. كما منع الصندوق أربع شركات استشارات مقرّها الولايات المتحدة من الاستجابة والامتثال الكامل للاستدعاءات الصادرة عن اللجنة.[249]

في يونيو/حزيران 2023، وجهت اللجنة رسالة إلى محافظ الصندوق ياسر الرميان تطلب منه الحضور شخصيا للإدلاء بشهادته في جلسة استماع في يوليو/تموز 2023 في إطار التحقيق.[250] أبلغ محامي الصندوق، نيابة عن الرميان، اللجنة بأن الأخير لا يستطيع الإدلاء بشهادته في الجلسة بسبب "تضارب في المواعيد" لكنه يتطلّع إلى "دعم جهود اللجنة".[251] في 27 يوليو/تموز، وجه السيناتور بلومنثال رسالة أخرى إلى الرميان، مجددا طلب حضوره شخصيا والإدلاء بشهادته في تاريخ يتفقان عليه في سبتمبر/أيلول 2023.[252] لكن وفقا للجنة، فإنّ محامي الصندوق ردّ على الرسالة يوم 4 أغسطس/آب قائلا إنّ الرميان "ليس شاهدا مناسبا" لأنه "وزير ملزم بقوانين المملكة في ما يتعلق بسريّة بعض المعلومات".[253]

كتب محامي الصندوق أنّ تحقيق اللجنة يُثير جوانب قانونيّة، منها "الاهتمام والعناية بمبادئ السيادة والمجاملة الدولية".[254] ردّا على ذلك، قالت اللجنة إنّ الإيحاء بأن الأدوار الحكوميّة للرميان تمنعه من "الإدلاء بشهادته عن الأنشطة التجارية للصندوق هو أمر يبعث على القلق الشديد ولا يستقيم من الناحية القانونية"، وأنّ الشهادة والسجلات التي تسعى إليها اللجنة تتعلق "بالنشاط التجاري الحالي والمستقبلي للصندوق في الولايات المتحدة، وهو ما يتنزّل ضمن الاستثناء المحدّد بشكل جيّد للحصانة السيادية، ولا يثير قلقا كبيرا بشأن المجاملة الدوليّة أو السريّة".[255]

في سبتمبر/أيلول 2023، أصدر رئيس اللجنة بلومنثال استدعاءً إلى "شركة يو إس إس إيه إنترناشيونال" (USSA International LLC) المملوكة بالكامل للصندوق في الولايات المتحدة للحصول على وثائق تتعلق باستحواذ الصندوق على شركة "أمريكان غولف" (American golf) والاستثمارات ذات الصلة في كل أنحاء الولايات المتحدة" لأنّ الصندوق ومحافظه ياسر الرميان رفضا بشكل متكرّر التعاون بشكل طوعي مع التحقيق.[256] حتى وقت كتابة هذا التقرير، لم يكن قد امتثل الصندوق لهذا الاستدعاء.

كما طلبت اللجنة الفرعيّة من أربع شركات استشارات مقرها الولايات المتحدةبوسطن كونسالتنغ غروب، وماكنزي، وإم كلاين وشركاؤه، وتينيوتقديم شهادات ووثائق إلى التحقيق. وبعد رفض طلبات الحضور الطوعيّة، أصدرت اللجنة استدعاءات للشركات في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.[257] ردّا على ذلك، رفع الصندوق دعاوى ضدّ الشركات الأربع لدى المحكمة الإدارية السعوديّة، زاعما أن السجلات التي تسعى اللجنة إلى الحصول عليها "مصنّفة سريّةً" وبالتالي قد "تُضرّ بالأمن القومي أو مصالح أو سياسات أو حقوق المملكة" وتشكّل "تهديدا وشيكا لسيادتها".[258] استند الأمر القضائي المؤقت الذي طلبه الصندوق، ووافقت على منحه المحكمة السعوديّة، على المادة 5 من نظام العقوبات الخاص بنشر المعلومات والوثائق السرية وإفشائها، التي تنص على أنّه "يُعاقب بالسجن مدّة لا تزيد على عشرين سنة أو بغرامة لا تزيد على مليون ريال أو بهما معا".[259]

في 4 سبتمبر/أيلول، ردت شركة ماكنزي على هيومن رايتس ووتش قائلة: "نحن نحترم سلطة اللجنة الفرعية الدائمة للتحقيقات (اللجنة الفرعية) وعملنا على نطاق واسع للامتثال لاستدعائها. بعد وقت قصير من تلقي استدعاء اللجنة الفرعية، أصدرت محكمة سعودية أمرا قضائيا يحظر على ماكنزي الكشف عن مواد تتعلق بعملنا لصالح صندوق الاستثمارات العامة. وقد وضع هذا ماكنزي في موقف صعب، وقد عارضنا الأمر القضائي واستأنفنا إصداره".[260]

وفي 4 سبتمبر/أيلول أيضا، ردت شركة تينيو على هيومن رايتس ووتش قائلة: "التزمت تينيو بشدة بالتعاون مع اللجنة الفرعية الدائمة للتحقيقات في مجلس الشيوخ الأمريكي (اللجنة الفرعية) منذ البداية، وقد خصصنا موارد واسعة النطاق لتحديد وتوفير المواد المستجيبة للاستدعاء من اللجنة الفرعية الذي تلقيناه العام الماضي. وسنواصل العمل بشكل تعاوني وبحسن نية مع اللجنة الفرعية".[261]

اللجنة الفرعيّة الدائمة للتحقيقات هي اللجنة الدائمة الوحيدة في الكونغرس الأمريكي التي لديها سلطة إرسال أوامر استدعاء كجزء من تحقيقاتها.[262] أنشئت هذه اللجنة في 1948، ولديها تفويض واسع، وأجرت تحقيقات في الفساد وغسيل الأموال وقضايا حماية المستهلك وإساءة استخدام البرامج الحكومية، من بين قضايا أخرى.[263] رغم هذه العقود من التحقيقات في مواضيع تهم الجمهور، أشار رئيس اللجنة بلومنثال أثناء جلسة في فبراير/شباط 2024 إلى أنّ اللجنة "لم تنصَع قط لمطالب عامة وشاملة تتعلق بالحصانة السياديّة في الوثائق التجاريّة" وأنّ محاولات الصندوق المتكرّرة لعرقلة التحقيق "غير مسبوقة".[264]

في 2022 و2023، قبل الإعلان عن الاتفاق الإطار، رفض الصندوق وياسر الرميان أيضا تقديم وثائق والحضور للإدلاء بشهادات تتعلق بإجراءات قانونية بين رابطة بي جي إيه وليف غولف، بحجة أنه لا توجد محكمة في الولايات المتحدة لديها ولاية قضائية عليهم بسبب الحصانة السياديّة.[265] في فبراير/شباط 2023، رفضت محكمة فدرالية هذه الحجة، وخلُصت إلى أنّ "سلوك الصندوق يندرج ضمن استثناء النشاط التجاري في قانون "الحصانة السيادية الأجنبية"".[266] وفقا للمحكمة، لا يُمكن اعتبار "أنشطة المستثمرين الاعتيادية" معلومات سريّة من شأنها أن تؤثر على السعودية، وأنّ أي اعتبارات سياديّة تقلّصت بسبب "نية الصندوق الاستفادة من سوق الولايات المتحدة".[267]

في الولايات المتحدة، لا توجد آليات كثيرة يُمكن من خلالها مراجعة استثمارات الصندوق أو استثمارات صناديق الثروة السيادية الأخرى. لا تستدعي استثمارات الصندوق الآن مراجعة من قبل "لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة"، وهي لجنة أمريكيّة تراجع الاستثمارات الأجنبيّة التي قد تُشكّل تهديدا للأمن القومي. لم يتضمّن "قانون تحديث مراجعة مخاطر الاستثمار الأجنبي" لعام 2018، الذي "يعزّز ويحدّث لجنة الاستثمار الأجنبي"، اعتبارات حقوقية ضمن عمليات المراجعة التي تقوم بها اللجنة.[268]

جهود الصندوق لخلق انطباع زائف بأنّه ليس جهة حكوميّة سعودية

في أوقات أخرى، استخدم الصندوق موارده الكبيرة لمحاولة خلق تمايز زائف بينه وبين الحكومة السعوديّة. بعد وقت قصير من اغتيال جمال خاشقجي، استأجر الصندوق شركة علاقات عامة في نيويورك ليخلق مسافة بينه وبين الحكومة.[269] وفقا لملفات مقدّمة إلى وزارة العدل الأمريكية، وقع الصندوق عقدا بقيمة 120 ألف دولار شهريا مع شركة "كارف للتواصل" في نيويورك يوم 16 فبراير/شباط 2019 لتعزيز صورته وخلق "تمايز واضح" بينه وبين القيادة السياسيّة للمملكة. تم تكليف كارف بـ "تعزيز صورة وسمعة" الصندوق وكبار المسؤولين التنفيذيين فيه، مع "التأكيد على الغرض والتركيز التجاري البحت" للصندوق.[270] وقال متحدث باسم الصندوق لصحيفة فاينانشال تايمز إن شركة كارف قدمت "استشارات تواصل استراتيجية لضمان فهم أصحاب المصلحة العالميين، وخاصة مجتمع الأعمال الأمريكي، لاستراتيجية الاستثمار طويلة الأجل المحددة بوضوح وأطر الحوكمة للصندوق بينما يواصل صندوق الاستثمارات العامة تطوير محفظته المحلية والدولية".[271] وردا على الأسئلة التي أرسلتها هيومن رايتس ووتش، قال أندرو فرانك إن "شركة كارف كوميونيكيشنز عملت مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي من يناير/كانون الثاني 2019 إلى يونيو/حزيران 2021" وأن "ملفات الشركة موثقة وتُظهر تواصلنا مع وسائل الإعلام وأطراف ثالثة أخرى".[272]

استثمر الصندوق بشكل كبير في روسيا أيضا. في 2015، دخل الصندوق في شراكة استثمارية في صندوق الثروة السيادية الروسي، "صندوق الاستثمار المباشر".[273] هذه "الشراكة الاستراتيجية طويلة المدى" ستستثمر أساسا في مشاريع على الأراضي الروسية. في سبتمبر/أيلول 2017، وفقا للصندوق، "كجزء من المفاوضات الروسية-السعوديّة أثناء زيارة سموّ الأمير محمد بن سلمان، نائب ولي العهد ورئيس مجلس الشؤون الاقتصاديّة والتنمية وصندوق الاستثمارات العامة"، وقع صندوق الاستثمار المباشر الروسي وصندوق الاستثمارات العامة السعودي مذكرة تفاهم لاستكشاف فرص تعزيز التعاون، بما في ذلك انضمام الصندوق السعودي إلى مجموعة المستثمرين الذين يطورون "مطار توشينو" السابق في موسكو.[274] وبعد شهر، في أكتوبر/تشرين الأول 2017، أعلن الصندوق الروسي أنه سيستثمر عدة مليارات من الدولارات في نيوم، وسيشارك في بناء نيوم مع شركات التكنولوجيا الفائقة الروسية.[275] وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2017، قال وزير الطاقة الروسي إنّ الصندوقين يدرسان استثمارات في أكثر من 20 مشروعا في العقارات والبنية التحتية والزراعة والنفط والغاز بقيمة تزيد عن 10 مليارات دولار.[276] وفي 2021، نقلت صحيفة "عرب نيوز" عن الرئيس التنفيذي للصندوق الروسي قوله إنّ الصندوق سيستمر في "شراكته الاستراتيجية في العديد من المجالات" مع الصندوق السعودي، بسبل تشمل الاستثمار في المبادرات الخضراء السعودية.[277]

في 2022، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على الصندوق الروسي. قال "مكتب مراقبة الأصول الأجنبيّة" التابع لوزارة الخزانة الأمريكيّة إنّ العقوبات الأمريكية على الصندوق الروسي فُرضت للحدّ من قدرة روسيا على "استخدام الأصول لتمويل" انتهاكات القانون الدولي، كردّ على غزو روسيا لأوكرانيا. وفقا لمكتب مراقبة الأصول الأجنبيّة، فإنّ القرار نابع من إدراك أنّ "صندوق الاستثمار المباشر الروسي يُعتبر على نطاق واسع صندوقا سريا للرئيس فلادمير بوتين، وهو رمز لحكم اللصوص الأوسع في روسيا". أصدر مكتب مراقبة الأصول الأجنبية عقوبات على الصندوق الروسي عملا بـ"الأمر التنفيذي رقم 14024"، الذي يُجيز فرض عقوبات على روسيا بسبب أنشطتها الخارجيّة الضارّة.[278]

وسيلة لتلميع السمعة والغسل الرياضي

على مدى السنوات العديدة الماضية، استخدمت الحكومة السعوديّة تكتيكات مختلفة في محاولة لإعادة تأهيل صورتها وصرف الانتباه عن التصوّر العالمي للسعودية كمنتهكة شديدة ومستمرّة لحقوق الإنسان، وخاصة خلال فترة ولاية وليّ العهد محمد بن سلمان.

أعدّت هيومن رايتس ووتش تقارير عن حملة الحكومة التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات لاستضافة أحداث ترفيهيّة وثقافيّة ورياضيّة لكسب تأييد الجمهور، بما في ذلك استضافة مجموعة من مشاهير الإعلام، وبطولات الغولف، ومباريات في الملاكمة والمصارعة، وسباق الجائزة الكبرى "فورمولا 1".[279] يبدو أنّ الحكومة السعوديّة أدركت أنّ استضافة مشاهير عالميين واستضافة أحداث وشركات ترفيهيّة ورياضيّة كبرى هي وسيلة قوية لتلميع سمعتها وإقناع المستثمرين الدوليين بالاستثمار في المملكة رغم تفشي انتهاكات حقوق الإنسان.

ويعمل "الغسيل الرياضي" على تلميع سمعة الحكومة من خلال استضافة أحداث رياضية كبرى تجتذب اهتماما إعلاميا إيجابيا واسع النطاق، في حين يتم صرف الانتباه بعيدا عن انتهاكات الدولة المضيفة.

الصندوق عنصر أساسي في رؤية 2030، التي تؤكد صراحة على دور الرياضة في تعزيز صورة المملكة في الخارج. أحد البرامج الـ13 التي تم تطويرها للمساعدة على تحقيق رؤية 2030 يسرد مبادرات عدة للاستجمام والترفيه، تشمل أهدافها خلق "صورة إيجابيّة للمملكة على الصعيد الدولي". كما تشير خطة التنفيذ إلى "تعزيز صورة المملكة باستخدام الديبلوماسية الرياضيّة".[280] قدّمت السعوديّة عروضا واستضافت ودعمت بعض الأحداث الرياضيّة الكبرى في العالم، مثل مباريات "المصارعة الترفيهية العالمية" (WWE)،[281] والجائزة الكبرى للفورمولا 1 في السعودية،[282] وكأس العالم للأندية "فيفا 2023"،[283] ونهائيات بطولة التنس ATP للجيل القادم 2024-2027،[284]  و"الألعاب الشتوية الآسيوية" 2029،[285]  و"الألعاب الآسيوية" 2034،[286] و"كأس العالم فيفا" لكرة العالم للرجال 2034.[287]

بدءا من يناير/كانون الثاني 2020، شرع الصندوق في محاولة شراء نادي "نيوكاسل يونايتد
 في "الدوري الإنغليزي الممتاز". في البداية، تعثر العرض ورفضه الدوري الإنغليزي الممتاز. دعت هيومن رايتس ووتش الدوري الإنغليزي الممتاز إلى أخذ حقوق الإنسان في الاعتبار عند تقييم العرض، واعتماد سياسة شاملة لحقوق الإنسان.[288] لكن، في 2021، عقد الصندوق صفقة لشراء نادي نيوكاسل بمبلغ 300 مليون جنيه إسترليني (387 مليون دولار أمريكي).[289] وافق الدوري على بيع نيوكاسل لمجموعة من الشركات التي يقودها الصندوق بطريقة غامضة ودون أي سياسة حقوقية. يمتلك الصندوق اليوم 80% من نادي كرة القدم الإنغليزي.[290] دعت هيومن رايتس ووتش ومنظمات حقوقيّة أخرى الدوري الممتاز إلى إعادة النظر في موافقته على بيع نيوكاسل.

البيان الصادر في أكتوبر/تشرين الأول 2021 عن الدوري الممتاز الذي أعلن فيه عن عملية البيع ذكر أنّه "تلقى تأكيدات ملزمة قانونا بأنّ السعوديّة لن تستحوذ على نادي نيوكاسل".[291] لم يكشف الدوري عن ماهيّة هذه التأكيدات، ولم يشرح كيف أنها ملزمة قانونا.[292] وبدلا من ذلك، قبل الدوري الإنغليزي على ما يبدو بالملاحظة التي تقول إنّ الصندوق منفصل عن الدولة السعوديّة، رغم أنه من الملحوظ والواضح أنّ الصندوق جهاز تابع للدولة، رئيسه هو الحاكم الفعلي للسعودية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وأعضاء مجلس إدارته جميعهم تقريبا وزراء ومسؤولون كبار آخرون حاليون، وهو صندوق سيادي للثروة يقدم تقاريره إلى مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الحكومي.[293]

كتبت هيومن رايتس ووتش إلى الرئيس التنفيذي للدوري الإنغليزي الممتاز ريتشارد ماسترز في مارس/آذار 2022 للتعبير عن مخاوف بشأن قرار نيوكاسل يونايتد ولإثارة المخاوف بشأن ضلوع صندوق الاستثمار العام السعودي في تسهيل انتهاكات حقوق الإنسان. وردّ ماسترز نيابة عن الدوري الإنغليزي الممتاز في مارس/آذار 2022 قائلا إن "الدوري الإنغليزي الممتاز تلقى تأكيدات ملزمة قانونًا بأن المملكة العربية السعودية لن تسيطر على نادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم".[294] كما كتبت هيومن رايتس ووتش إلى الدوري الإنغليزي الممتاز في يونيو/حزيران 2020، موضحة الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها السلطات السعودية بعد أن أطاح محمد بن سلمان بمنافسه محمد بن نايف في عام 2017.

دليل الدوري الإنغليزي لا يشمل حقوق الإنسان ضمن "اختبار المالكين والمديرين" الخاص به، رغم أن امتلاك نوادي كرة القدم الكبرى من قبل كيانات تابعة للدولة أو أفراد مقرّبين من قادة الدول يتصاعد في أوروبا.[295] وقد سمحت هذه الثغرة للسعوديّة باستخدام استراتيجية "الغسيل الرياضي" في الدوري الإنغليزي الممتاز.[296] دعت هيومن رايتس ووتش الدوري الإنغليزي بشكل متكرر إلى اعتماد وتنفيذ سياسات حقوقيّة من شأنها أن تمنع الحكومات المتورّطة في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان من شراء حصص في أندية الدوري الممتاز لغسل سمعتها، وكذلك الكيانات الحكوميّة التي تسيطر عليها.[297]

حتى يناير/كانون الثاني 2023، كان الصندوق يملك حصّة بقيمة 93 % من ليف غولف، ما يُشير إلى مخاوف جديّة من الدور الذي قد تلعبه الرابطة في تلميع صورة السعودية واستخدام "الغسيل الرياضي" للانتهاكات المستمرة التي ترتكبها السلطات السعودية. راسلت هيومن رايتس ووتش ليف غولف في أغسطس/آب 2022، وحثتها على وضع استراتيجيّة للتخفيف من مخاطر غسل سمعة الحكومة السعوديّة. لم تردّ ليف غولف على رسالة هيومن رايتس ووتش، ولم تحدد ما إذا كانت تسعى إلى وضع مثل هذه الاستراتيجيّة.

في 6 يونيو/حزيران 2023، أعلنت رابطة بي جي إيه عن اتفاق يجمع بين شركات الصندوق التجاريّة المتصلة بالغولف والحقوق، بما في ذلك ليف غولف، مع جولة بي جي إيه و"جولة موانئ دبي العالمية" لإنشاء "كيان جديد مملوك بشكل جماعي وهادف للربح". من شأن هذا الدمج أن يضع الحكومة السعوديّة في مرتبة غير مسبوقة من حيث الملكية والتأثير والسيطرة على دوري رياضي محترف بالكامل، ما قد يمكّنها فعليا من غسل سجلّها الحقوقي الفظيع.[298] في وقت النشر، لم يكن قد تم التوصل إلى اتفاق نهائي بين ليف غولف وبي جي إيه تور. ووفقا لبلومبرغ، التقى ممثلو الصندوق مع مسؤولي بي جي إيه تور في سبتمبر/أيلول 2024، لكن التقدم نحو التوصل إلى اتفاق "كان بطيئًا".[299]

حثت هيومن رايتس ووتش مجلس سياسات رابطة بي جي إيه على تبني سياسة واضحة لحقوق الإنسان ووضع استراتيجية للتخفيف من خطر غسل سمعة الحكومة السعوديّة ووليّ العهد.[300] حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2024، لم تتلق هيومن رايتس ووتش ردّا من مجلس سياسات رابطة بي جي إيه، ولا توجد مؤشرات على أنّ الرابطة سعت إلى وضع استراتيجية لحقوق الإنسان.

في أكتوبر/تشرين الأول 2023، أكّدت الفيفا أنّ السعوديّة هي البلد الوحيد الذي طلب استضافة كأس العالم لكرة القدم للرجال في 2034، وهي واحدة من مبادرات عدة تؤشر على أن العقد القادم سيكون حافلا بالغسيل الرياضي السعودي.[301] في تطوّرات أخرى مماثلة، استضافت السعوديّة في ديسمبر/كانون الأول 2023 نهائيات كأس العالم للرجال دون 21 عاما.[302] وفي فبراير/شباط 2024، أعلنت "رابطة لاعبي التنس المحترفين" والصندوق عن "شراكة استراتيجية لعدّة سنوات".[303] كما أعلنت "رابطة لاعبات التنس المحترفات" في أبريل/نيسان 2024 أنّ أدوارها النهائية الثلاثة القادمة، من 2024 إلى 2026، ستستضيفها الرياض، بعد اتفاق مع "الاتحاد السعودي للتنس".[304]

استضافة كأس العالم للرجال تثير مخاوف خاصّة. تُظهر وثائق عرض استضافة بطولة الفيفا أنّه يتعيّن إجراء عمليات بناء كبيرة لكي تستضيف السعودية البطولة التي تضمّ 48 فريقا، منها 10 ملاعب جديدة على الأقل، وفنادق، ووسائل نقل وبنية أساسيّة ضروريّة أخرى. في 15 يناير/كانون الثاني 2020، كشفت "شركة القديّة للاستثمار"، وهي شركة يملكها الصندوق بالكامل،[305] عن تصميم "استاد الأمير محمد بن سلمان" الجديد، وهو ملعب بتقنية عالية لكأس العالم.[306] وفي 1 فبراير/شباط 2023، أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم عن خطط لبناء ثلاثة ملاعب جديدة في الرياض، والقدية، والدمام، وتجديد أربعة ملاعب قائمة، وتوسيع ثلاثة ملاعب أخرى. تحظر البلاد النقابات العمالية والإضرابات والاحتجاجات، ولا توجد أشكال حماية تُذكر لحقوق الإنسان لحوالي 13.4 مليون عامل مهاجر يعملون في مجال البناء أو وظائف أخرى منخفضة الدخل في قطاع الخدمات.

الغسيل الأخضر

تشمل الجهود الرئيسية الأخيرة للسعودية في مجال الاستثمار عبر الصندوق تسليط الضوء على الاستثمارات البارزة في تقنيات الطاقة النظيفة.[307] لكن هذا النوع من استثمارات الصندوق يظلّ نسبة ضئيلة من استثماراته في الوقود الأحفوري، وبالتالي لا تزيد عن كونها عمليّة غسيل أخضر. رغم زعمه أنّ الأموال المتأتية من صادرات الوقود الأحفوري ستُستخدم في زيادة الاستثمارات في مصادر الطاقة المتجددة في الداخل، إلاّ أنه في 2021 لم تغطِّ مصادر الطاقة المتجددة سوى 0.3% من إجمالي توليد الطاقة في البلاد.[308] في نفس الوقت الذي استثمر فيه الصندوق بشكل محدود في الطاقة النظيفة، استحوذ أيضا على أصول جديدة كبيرة في الوقود الأحفوري. كما كان الصندوق أداةً لصرف الانتباه عن مساهمة السعودية المتزايدة في أزمة المناخ، ودورها في قيادة الجهود الرامية إلى تقويض الاتفاقات الدوليّة وغيرها من الجهود الهادفة إلى معالجة أزمة المناخ.[309]

استثمارات الصندوق في التكنولوجيا النظيفة متأخرة كثيرا عن استثماراته المستمرّة في الوقود الأحفوري. يعتمد الصندوق على الثروة النفطيّة ويظلّ مستثمرا رئيسيا في الوقود الأحفوري. في فبراير/شباط 2022، استحوذ الصندوق على حصّة بقيمة 80 مليار دولار في شركة أرامكو السعوديّة.[310] أعلنت أرامكو في 2021 عن خططها لزيادة إنتاج النفط الخام من 12 إلى 13 مليون برميل يوميا في أفق 2027، وهي خطوة قالت "الجزيرة" بشأنها إنّ "علماء وخبراء في الطاقة ونشطاء قالوا إنها تتعارض بشكل مباشر مع ما هو مطلوب لتجنب آثار أكثر كارثيّة على التغيّر المناخي".[311] والصندوق مستثمر أساسي أيضا في الوقود الأحفوري خارج السعوديّة. وفقا لتقرير أصدره "المجلس الأطلسي"، فإن البتروكيميائيات لا تزال تُشكّل %39 من استثمارات الصندوق في الشركات السعوديّة والاقليميّة، وهي غالبية استثماراته.[312] في مايو/أيار 2020، استحوذ الصندوق على 2 مليار دولار من أسهم شركات النفط الكبرى،[313] بما في ذلك استثمار بقيمة 827.7 مليون دولار في شركة النفط البريطانية "بريتيش بتروليوم".[314] جاء ذلك بعد استثمار بقيمة مليار دولار في أربع شركات نفط أوروبية كبرى في أبريل/نيسان 2020.[315]

يتعارض استمرار الصندوق في الاستثمار في الوقود الأحفوري وتمويل المزيد من عمليات الاستخراج مع التزامات السعوديّة في مجال المناخ. تقع على عاتق المملكة التزامات محدّدة لحماية حقوق الإنسان من الأضرار البيئيّة، منها اتخاذ خطوات ملموسة للوفاء بالتزاماتها وزيادتها بشأن الحدّ من انبعاثات الغازات المسببة الاحتباس الحراري بموجب "اتفاقية باريس بشأن التغير المناخي" لعام 2015.[316] في 2021، حدّثت السعوديّة تعهدّها المتعلق بالانبعاثات في إطار اتفاقية باريس، حيث التزمت بخفض الانبعاثات بـ278 مليون طنّ بحلول 2030،[317] لكنها لم تقدّم أي خطّ أساس لتقييم هذا التعهد. وجد "مرصد العمل المناخي" (The Climate Action Tracker) أنّ التخفيض المبرمج كان "غير كاف إلى حد كبير" مقارنة بـ"الحصة السعودية المنصفة من العمل المناخي" وأنّ التعهد كان "متسقا مع ارتفاع درجة الحرارة بأكثر من أربع درجات مئوية"،[318] ما سيكون له آثار كارثية على الأرض.[319]

تأتي الاستثمارات الخضراء للصندوق بالتوازي مع تقارير تفيد بأنّ الحكومة السعوديّة كانت تمارس ضغوطا لإزالة أجزاء من تقرير "الهيئة الحكومية الدوليّة المعنيّة بتغيّر المناخ" حول آثار التغير المناخي دعت إلى التخلّص التدريجي من الوقود الأحفوري و"الحاجة إلى إجراءات تخفيف عاجلة ومتسارعة على جميع النطاقات".[320] يعارض المسؤولون السعوديون باستمرار المحتوى المتعلق بالجهود الدولية حول المناخ التي تدعو إلى "التحوّل" أو تنصّ على أنّ "تركيز جهود إزالة الكربون في قطاع الأنظمة الطاقيّة يجب أن يتحوّل بسرعة إلى مصادر خالية من الكربون والتخلص التدريجي النشط من جميع أنواع الوقود الأحفوري".[321]

في يونيو/حزيران 2023، كتبت مجموعة من خبراء الأمم المتحدة إلى أرامكو السعودية للتعبير عن قلقهم بشأن الأنشطة التجاريّة للشركة، بما في ذلك تمويلها من قبل الصندوق، زاعمين أن هذه الأنشطة "تبدو مخالفة للأهداف والالتزامات بموجب اتفاقية باريس بشأن تغيّر المناخ، والتي تؤثر سلبا على تعزيز وحماية حقوق الإنسان في سياق تغير المناخ".[322] أشارت الرسالة إلى خطط أرامكو لتوسيع إنتاج النفط الخام، فضلا عن خططها لاستكشاف المزيد من احتياطيات النفط والغاز لزيادة الطاقة الانتاجيّة. كتب الخبراء أنّ "رفض أرامكو خفض إنتاجها من النفط والغازواستمرار التنقيبيساهم في خطر تجاوز ميزانية الكربون البالغة 1.5 درجة مئوية، مع ما يترتب عن ذلك من تفاقم كبير للآثار الحقوقيّة المتعلقة بتغيّر المناخ".[323]

بالإضافة إلى ذلك، أثار الخبراء مخاوف بشأن سوء التأويل المزعوم من جانب أرامكو، وحجب المعلومات الرئيسيّة. وأشاروا إلى مزاعم مفادها أنّ أرامكو "تقدّم معلومات مضلّلة، بما في ذلك فرضيّة أنّ الاستدامة تشكل مصدر قلق أساسي لاستراتيجيتها التجاريّة، من خلال التسويق والإعلانات على نطاق واسع".[324] ووجدوا أنّ "اعتماد استراتيجية تسويقية غير دقيقة بشأن انبعاثات أرامكو الإجماليّة وكثافة الكربون في إنتاجها من النفط الخام، وهو ما يُشار إليه غالبا بـ'الغسيل البيئي'، قد يكون ضارا بحقوق الإنسان". لاحظ الخبراء أنه مع تحول أرامكو مؤخرا نحو الدعم المالي الخاص، فإنّ "الشركات التي ساعدت في تمويل أنشطة أرامكو تساهم في الآثار الحقوقية المتعلقة بتغير المناخ، fخلاف مسؤولياتها الحقوقية". وسمّى الخبراء الصندوق باعتباره إحدى هذه المؤسسات الماليّة.

لعقود من الزمن، لعبت السعوديّة دورا رئيسيا في عرقلة التقدّم في مفاوضات المناخ العالميّة، سواء من خلال أعمالها أو بصفتها قائدة تتبعها دول أخرى بطاعة.[325] في ديسمبر/كانون الأول 2023، كانت السعوديّة أكبر عقبة أمام التوصل إلى اتفاق في قمة المناخ "كوب 28" في الإمارات من خلال معارضتها الشديدة لأي محتوى قد يذكر الوقود الأحفوري صراحة. كما عارضت السعوديّة بندا يهدف إلى "مضاعفة قدرة الطاقة المتجددة ثلاث مرات على المستوى العالمي بحلول 2030".[326]


 

المعايير الدولية لحقوق الإنسان

التزامات الحكومة السعودية في مجال حقوق الإنسان

صندوق الاستثمارات العامة هو أحد أجهزة الدولة السعوديّة. وقد أنشئ بمرسوم ملكي لإدارة أصول الدولة . يُشرف على الصندوق مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، وهو هيئة حكوميّة تُشرف على الشؤون الداخليّة للمملكة. ومجلس إدارته معيّن من محمد بن سلمان بصفته رئيس للوزراء، وهو الذي يرأس هذا المجلس.

وبالتالي فإن الصندوق ملزم باحترام التزامات السعوديّة في مجال حقوق الإنسان.[327] وقد صادقت السعوديّة على "اتفاقيّة مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة"، و"اتفاقية حقوق الطفل"، و"الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري"، و"اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضدّ المرأة". رغم أن السعودية لم تصادق على "العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية" و"العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية"، إلا أنّ العديد من الأحكام الأساسية لهذين العهدين تعكس معايير القانون الدولي العرفي. كما انضمّت السعوديّة إلى "الميثاق العربي لحقوق الإنسان".

حظر الاحتجاز التعسفي

احتجزت السلطات السعوديّة المعتقلين في أماكن احتجاز غير رسميّة، تشمل فندق ريتز كارلتون بين نوفمبر/تشرين الثاني 2017 وفبراير/شباط 2018، دون الاتصال بمحام أو بقاض لأكثر من 16 شهرا وبدون أساس قانوني واضح.[328] في يناير/كانون الثاني 2018، قال متحدث باسم سلسلة "ماريوت"، التي تملك علامة ريتز كارلتون: "الفندق يعمل بموجب توجيهات السلطات المحليّة وليس كفندق تقليدي في الوقت الحالي".[329]

حظر الاحتجاز التعسفي معترف به في العديد من المعاهدات الدولية والإقليمية لحقوق الإنسان، بما في ذلك الميثاق العربي لحقوق الإنسان،[330] وهو قاعدة من قواعد القانون الدولي العرفي.[331] وعلى نحو مماثل، تنص المادة 36 من "النظام الأساسي للحكم" في السعودية على أنه "لا يجوز تقييد تصرفات أحد أو توقيفه أو حبسه إلاّ بموجب أحكام النظام".[332]

يرى فريق الأمم المتحدة العامل المعني بالاحتجاز التعسفي أن الاحتجاز يكون تعسفيا عندما لا تحترم السلطة القائمة بالاحتجاز، بشكل كلي أو جزئي، المعايير المتصلة بالحق في سلامة الإجراءات، بما في ذلك عقد جلسة سريعا أمام قاض بعد الاحتجاز الأولي.[333]

أماكن الاحتجاز غير الرسميّة لا تتوفر فيها الضمانات التي تدعو إليها المعايير الدوليّة، بما في ذلك نظام لإدارة ملفات السجون، وعمليات تفتيش منتظمة، وموظفين مناسبين، وتدريب، ومراقبة.[334] يثير استخدامها مخاوف كبيرة من الاحتجاز التعسفي، والتعذيب، وغيره من ضروب سوء المعاملة، وانتهاك الحقوق المتعلقة بالمحاكمة العادلة. لهذه الأسباب، نصّت "لجنة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان" في تعليقها العام على المادة 7 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنيّة والسياسيّة على "اتخاذ ترتيبات لوضعهم [المحتجزين] في أماكن معترف بها رسميا كأماكن احتجاز، ولحفظ أسمائهم وأماكن احتجازهم، فضلا عن أسماء الأشخاص المسؤولين عن احتجازهم، في سجل يتاح وييسر الاطلاع عليه للمعنيين، بما في ذلك الأقرباء والأصدقاء".[335]

الحظر المطلق للتعذيب

يُحظر التعذيب في جميع الظروف والأوقات.[336] ينصّ الميثاق العربي لحقوق الإنسان على أن "تحمي كلّ دولة طرف كل شخص خاضع لولايتها من التعذيب النفسي أو البدني أو معاملته معاملة قاسية أو لاإنسانية أو مهينة" وأن "تتخذ التدابير الفعالة لمنع ذلك".[337] كما تحظر اتفاقية مناهضة التعذيب بشكل صريح استخدام أي أقوال يتم الحصول عليها تحت التعذيب كدليل أثناء الإجراءات، إلا إذا كانت ضدّ الشخص المتهم بالتعذيب.[338]

الإنفاق الحكومي وحقوق الإنسان

تقع على الدول التزامات دوليّة باحترام حقوق الإنسان وحمايتها وإعمالها، بسبل تشمل توفير موارد ضرورية معقولة لهذا الغرض. تقييم طريقة تصرّف الحكومة بالموارد المتاحة لها أساسي لتقييم جهودها في تحقيق التزاماتها الحقوقية.[339]

يتمتع الناس بالحق في الوصول إلى المعلومات والمشاركة في الشؤون العامة، بما في ذلك ما يتصل بميزانية الحكومة.[340] كما شرحت "المفوضية السامية لحقوق الإنسان" التابعة للأمم المتحدة و"الشراكة الدولية للميزانية" في تقرير مشترك سنة 2017، هناك "علاقة وثيقة بين ميزانيات الحكومات وحقوق الإنسان"، علاقة وثيقة "تم الاعتراف بها بشكل متزايد" من قبل هيئات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، واللجنة المعنيّة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ولجنة حقوق الطفل، والمقررين الخاصين.[341] علاقة حقوق الإنسان بعملية وضع الميزانية "مباشرة نسبيا"، بما في ذلك الحق في المشاركة في إدارة الشؤون العامة، والحق في الوصول إلى المعلومات، و"مبدأ المساءلة، بحيث تكون الحكومات مسؤولة أمام شعوبها عن أعمالها في تحقيق حقوق الإنسان".[342]

أثارت المفوضية السامية لحقوق الإنسان والشراكة الدولية للميزانية مخاوف محددة بشأن الآثار المترتبة على "الإنفاق خارج الميزانيّة"، بما فيه الإنفاق من خلال "مصادر الدخل المتأتية من استخراج الموارد الطبيعيّة" للحكومات التي تسعى إلى الوفاء بالتزاماتها الحقوقية. وقد أنشأ عدد متزايد من الحكومات صناديق ثروة سيادية خارج الميزانية، مثل صندوق الاستثمار العام، حيث تودع فيها عائدات الحكومة والفوائض التجارية وعائدات الموارد الطبيعيّة، مثل النفط والغاز. العديد من هذه الصناديق تتحكم في أجزاء كبيرة ومتزايدة من الثروة، وتستثمر بعضها محليا، في مشاريع التنمية مثلا، أو في الخارج. عادة ما تصف صناديق الثروة السياديّة الغرض من استثماراتها على أنها زيادة قيمة هذه الصناديق لصالح الأشخاص الذين يعيشون في المجال الوطني.

كثيرا ما تعاني صناديق الثروة السياديّة من فجوات كبيرة في الشفافيّة والحوكمة والمساءلة. أشارت المفوضية السامية لحقوق الإنسان والشراكة الدوليّة للميزانية إلى أنّه "عندما يحدث الإنفاق خارج الميزانية، وغالبا بطريقة غير شفافة، فإنّ قدرة الحكومة على مراقبته والسيطرة عليه قد تتعطل بشكل كبير". هناك تحديات كبيرة في تحديد "ما يتم إنفاقه وعلى ماذا"، وفي ضمان "توافق الإنفاق الحكومي من مختلف المصادر، عندما تُجمَع، مع التزامات الحكومة في مجال حقوق الإنسان".[343]

لا يوجد تعريف متفق عليه دوليا للفساد.[344] "منظمة الشفافية الدوليّة"، وهي حركة عالميّة تعمل في أكثر من 100 دولة ضدّ الفساد، تُعرّف الفساد بأنه "إساءة استخدام السلطة لتحقيق مكاسب خاصة"، مشيرة إلى أنّ الفساد "يؤدي إلى تآكل الثقة، ويُضعف الديمقراطية، ويعرقل التنمية الاقتصادية، ويُفاقم عدم المساواة والفقر والانقسام الاجتماعي والأزمة البيئية".[345]

قد يتسبب الفساد الذي يؤثر على قدرة الدولة على إعمال الحقوق تدريجيا في انتهاك التزاماتها باحترام هذه الحقوق وحمايتها وإعمالها.[346] على سبيل المثال، أوضحت اللجنة المعنية بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية أنه يتعين على الدول استخدام "أقصى قدر من الموارد المتاحة" لإعمال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وعدم كبح الفساد يعني أن الدول لا تستخدم أقصى قدر من الموارد المتاحة لها لإعمال الحقوق.[347] والشيء نفسه ينطبق على عدم منع الإنفاق الحكومي المسرف أو معالجته، مثل الإنفاق أكثر من اللازم على السلع والخدمات أو الإنفاق الذي لا يستند إلى أدلّة سليمة.[348]

في 2017، بعد زيارة إلى السعوديّة، خلُص المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بمسألة الفقر المدقع وحقوق الإنسان إلى أنّ نهج السعودية في القضاء على الفقر يتسم "بانعدام الكفاءة، وانعدام الاستدامة، وضعف التنسيق، وقبل كل شيء التقاعس عن توفير الحماية الاجتماعية الشاملة إلى من هم أمسّ الحاجة إليها".[349] وفقا للخبير الأممي، هناك "أربعة مجالات رئيسيّة يتعيّن فيها على الحكومة تنفيذ إصلاح مستدام إن أرادت بلوغ أهداف رؤية 2030، مع القضاء على الفقر وضمان الحماية الاجتماعية وتشجيع احترام حقوق الإنسان في الوقت نفسه".[350] وشملت هذه المجالات اتخاذ قرارات قائمة على الأدلّة والمشاركة العامة في الاستراتيجيات الرامية إلى تلبية الحقوق الاقتصاديّة للناس.[351]

مسؤوليات الشركات في مجال حقوق الإنسان

في حين يقع على عاتق الحكومات الواجب الأساسي المتمثل في احترام حقوق الإنسان وحمايتها وإعمالها وفقا للقانون الدولي، فإنّ الشركات تتحمل أيضا مسؤوليات معترف بها دوليا فيما يتعلق بحقوق الإنسان، منها مسؤولية تجنب التسبب في انتهاكات حقوقية أو المساهمة فيها.

المبادئ التوجيهية للأمم المتحدة بشأن الأعمال التجاريّة وحقوق الإنسان، التي أقرّها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في 2011، مقبولة على نطاق واسع باعتبارها صياغة مشروعة للمسؤوليات الحقوقية للشركات. وقد تم تدعيمها بمجموعة متنوعة من الأدلة التفسيريّة والبيانات الصادرة عن مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان. الشركات، بما فيها الاتحادات الرياضية مثل الفيفا، وفورمولا 1، ورابطة بي جي إيه، واتحاد التنس النسائي، جميعها كيانات مشمولة بالمبادئ التوجيهية، وعليها احترام حقوق الإنسان في جميع عملياتها. تماشيا مع هذه المبادئ، على الاتحادات الرياضية اعتماد سياسات محددة وتوخي العناية الواجبة لتحديد أي مخاطر تسهم في الإضرار بحقوق الإنسان.

الآثار الضارة بحقوق الإنسان المرتبطة مباشرة بالشركات من خلال علاقاتها التجارية

وفقا للمبادئ التوجيهية، تتحمل الشركات مسؤولية "تجنب التسبب في الآثار الضارة بحقوق الإنسان أو المساهمة فيها من خلال الأنشطة التي تضطلع بها"، وكذلك "السعي إلى منع الآثار الضارة بحقوق الإنسان التي ترتبط ارتباطا مباشرا بعملياتها أو منتجاتها أو خدماتها في إطار علاقاتها التجارية، حتى عندما لا تسهم هي في تلك الآثار".

بموجب المبادئ التوجيهيّة، تتحمل الشركات مسؤولية انتهاكات حقوق الإنسان سواء عندما تكون متورطة بشكل مباشر في الانتهاك أو من خلال علاقاتها التجارية.[352] تُفهم العلاقات التجارية على أنها "تشمل العلاقات مع الشركاء التجاريين، والكيانات في سلسلة القيمة، وأي كيان آخر تابع أو غير تابع للدولة ومرتبط بشكل مباشر بعمليات [الشركة] أو منتجاتها أو خدماتها".[353] يُشير التعليق على المبادئ التوجيهيّة إلى أنّه "قد تُثار أسئلة تتعلق بالتواطؤ عندما تسهم مؤسسة تجارية في آثار ضارة بحقوق الإنسان، أو يُنظر إليها على أنها تُسهم في تلك الآثار، التي تسببها أطراف أخرى".[354]

يشمل مفهوم "العلاقة التجارية" العلاقات بين المستثمر المشارك وصندوق الثروة السياديّة الذي يتشارك معه في مشاريع استثماريّة،[355] والعلاقة بين الشركة والصندوق السيادي الذي يستثمر فيها،[356] والعلاقة بين هيئة لتنظيم الشركات الخاصة والصندوق السيادي الذي تتشارك معه في سياق ممارسة سلطتها التنظيميّة (بما في ذلك عندما يسعى الصندوق السيادي إلى الاستثمار في شركة تحت سلطته).[357] الشركات مسؤولة عن تخفيف الآثار الحقوقية السلبية المرتبطة بأي من هذه العلاقات التجارية.

مسؤوليات الشركات في اعتماد العناية الواجبة بحقوق الإنسان

تُنصّ المبادئ التوجيهيّة على أن تمارس الشركات العناية الواجبة بحقوق الإنسان لتحديد المخاطر الحقوقية المرتبطة بعملياتها، واتخاذ تدابير فعّالة لمنع تلك المخاطر أو تخفيف آثارها، وضمان حصول ضحايا أي ّ انتهاكات على سبل انتصاف.[358]

لا بدّ للعناية الواجبة بحقوق الإنسان، من بين أمور أخرى، "أن تغطي الآثار الضارة بحقوق الإنسان التي تتسبب فيها المؤسسات أو تسهم فيها... وقد ترتبط ارتباطا مباشرا بعملياتها أو منتجاتها أو خدماتها في إطار علاقاتها التجارية".[359] ولا بدّ أن تشمل عمليات العناية الواجبة بحقوق الإنسان التي تقوم بها الشركات مخاطر التواطؤ في غسل سمعة حكومات أو شركات أو أفراد متورطين في انتهاكات خطيرة مستمرة أو حديثة لحقوق الإنسان.[360] يُمكن لعمليات العناية الواجبة الجديرة بالثقة أن تحدّد ما إذا كان الكيان الذي تدخل الشركة في علاقة معه قد انخرط في أنشطة منتهِكة، وتقييم مخاطر غسيل الانتهاكات في العلاقة التجارية، ووضع خطة لتخفيف آثارها.

تحسين السُمعة هو نشاط تجاري هام. تبيع شركات العلاقات العامّة وعودا صريحة بتحسين السمعة، ولكن العديد من العلاقات التجاريّة الأخرى، وخاصة تلك التي تشمل فنانين ورياضيين وسياسيين وشركات بارزة، تقدّم أيضا مزايا جمّة فيما يتعلق بالسمعة. ورغم أنه يُمكن استخدام القوّة الناعمة لتكوين تصورات عن السياسات الحكومية لأغراض مفيدة، مثل دعم السياحة أو المنتجات المحليّة، إلا أن القادة قد يلجؤون إلى تلميع صورتهم وغسل سجلاتهم الحقوقية السيئة، ما قد يصرف عنهم الجهود الرامية إلى مساءلتهم على هذه الانتهاكات. قد تأخذ عمليّة تلميع السمعة أشكالا عديدة، منها حالات تنطوي فيها علاقة العمل على مخاطر كبيرة للتغطية على انتهاكات محدّدة أو تبريرها أو إنكارها، أو تقويض الجهود الرامية إلى المساءلة. وإذا كانت العلاقة التجارية جزءًا من جهد متعمد لصرف الانتباه عن انتهاكات محددة لحقوق الإنسان، فقد يعتبر ذلك غسيلا للسمعة.

تماشيا مع مسؤولياتها الحقوقية بموجب المبادئ التوجيهيّة، على الشركات ألا تدخل عمدا في علاقة تجاريّة يكون غرضها الوحيد أو الأساسي إنكار انتهاكات حقوق الإنسان أو التغطية عليها. عندما تخدم العلاقة التجارية غرضا آخر بشكل أساسي، لكن يوجد خطر كبير يتمثل في أن تتسبب هذه العلاقة في تبييض السمعة، يتعيّن على الشركة أن تسعى إلى التخفيف من هذا التأثير. يُمكن تحقيق ذلك من خلال التحدث علنا عن تلك الانتهاكات التي قد تساعد العلاقات التجارية على إخفائها.

على الشركات أيضا الامتناع عن الأنشطة التي من شأنها تعزيز سمعة كيانات حكومية أو مسؤولين متهمين بشكل موثوق بارتكاب انتهاكات مؤخرا. أخيرا، ينبغي للشركات عدم الموافقة على أيّ شروط تعاقديّة صريحة أو ضمنيّة تقيّد قدرتها على التحدث علنا أو سرّا عن هذه الانتهاكات، بما يخالف متطلبات السرية النموذجيّة.

يمكن للشركات "تحديد المجالات العامة التي يكون فيه خطر تعرض حقوق الإنسان لآثار ضارة هو الأكبر، سواء كان ذلك بسبب سياق عمل بعض المزودين أو العملاء، أو بسبب العمليات أو المنتجات أو الخدمات الخاصة المعنية، أو بسبب اعتبارات أخرى ذات صلة، وأن تصنف هذه المجالات حسب الأولوية لبذل العناية الواجبة بحقوق الإنسان".[361] نظرا للمخاطر الكبيرة المحتملة، يتعين على الشركات، في الحدّ الأدنى، إعطاء الأولوية للعناية الواجبة بحقوق الإنسان قبل التعامل مع صندوق الثروة السياديّة المرتبط بحكومة مسيئة. هذه الواجبات تنشأ قبل الدخول في علاقة تجارية جديدة وطالما ظلّت قائمة.

الخطوة الأولى التي يجب على أي مؤسسة تجارية أن تتخذها هي "تحديد وتقييم طبيعة الآثار الفعليّة والمحتملة الضارة بحقوق الإنسان التي قد تكون للمؤسسة التجارية يد فيها".[362] وهذا يعني تحديد المخاطر المحتملة المرتبطة بعلاقة تجاريّة معيّنة، والأفراد والمجموعات المختلفة التي قد تتأثر بها، ومعايير حقوق الإنسان ذات الصلة، والتأثير الدقيق للعلاقة التجارية على كل من تم تحديدهم. ينبغي تكرار هذه الخطوة على فترات منتظمة طوال العلاقة التجاريّة، لأنّ أوضاع حقوق الإنسان متغيرة.[363] ويجب بعدها دمج نتائج عملية التحديد والتقييم هذه في نهج المؤسسة.[364]

تنصّ المبادئ التوجيهيّة على أن تقدّم الشركات تقارير رسميّة عن تدابير العناية الواجبة بحقوق الإنسان كمسألة تتعلق بالشفافية والمساءلة. وينبغي أن يكون الإبلاغ ذا "شكل وتواتر يعكسان حجم الآثار الضارة التي تلحقها المؤسسة بحقوق الإنسان ويسهل وصول الجمهور المستهدف إليها"، و"أن توفر معلومات كافية لتقييم مدى كفاية إجراءات تصدّي المؤسسة للأثر المعيّن الضار بحقوق الإنسان".[365]


 

شكر وتقدير

أجرت أبحاث هذا التقرير كل من جوي شيا، باحثة السعودية في قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش، وكريستين بيكرلي، باحثة أولى سابقة في قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

راجع التقرير وحرّره مايكل بيْج، نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كما راجعت التقرير باحثةٌ في قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ وليلى سعد، مساعدة الأبحاث للخليج في قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ وآدم كوغل، نائب مديرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كما راجع التقرير أرفيند غانيسان، مدير قسم العدالة الاقتصادية والحقوق؛ وسارة سعدون، باحثة أولى ومناصرة في مجال الفقر وعدم المساواة؛ وسيلفان أوبري، نائب مدير شؤون الفقر وعدم المساواة؛ ومينكي ووردن، مديرة المبادرات العالمية؛ ونيكول ويدرشايم، نائبة مديرة مكتب واشنطن؛ وسارة ياغر، مديرة واشنطن؛ وأنطونيا جوهاش، باحثة أولى سابقة في مجال الوقود الأحفوري؛ وأماندا ألامبي، مديرة الحملات والمشاركة العامة. قدّمت مسؤولة في قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مساعدة في البحث والتحرير والإخراج.

قدّم كل من مايكل بوتشينيك، المستشار القانوني الأول، وطوم بورتيوس، نائب مديرة البرامج، مراجعة قانونية وبرمجيّة. قدّم مسؤول المنشورات ترافيس كار مساعدة في الإنتاج.

نحن ممتنون لأعضاء في "عيادة لوونستاين الدولية لحقوق الإنسان كلينيك" في كلية الحقوق في ˝جامعة يال˝ كتبوا مذكرة بحثية شكلت الأساس الأول لهذا التقرير.


 

[1]  تصف مبادئ سنتياغو صناديق الثروة السياديّة بأنها "صناديق أو ترتيبات استثماريّة ذات أغراض خاصة، مملوكة للحكومة العامة. وتتولى صناديق الثروة السيادية، التي تنشئها الحكومة العامة لأغراض الاقتصاد الكلّي، الاحتفاظ بالأصول أو إدارتها لتحقيق الأهداف الماليّة، وتوظيف مجموعة من استراتيجيات الاستثمار التي تشمل الاستثمار في الأصول الماليّة الأجنبيّة. وعادة ما يتمّ إنشاء صناديق الثروة السياديّة من فوائض ميزان المدفوعات، والعمليات الرسمية بالعملة الأجنبيّة، وعائدات الخصخصة، والفوائض الماليّة، و/أو الإيصالات الناتجة عن صادرات السلع الأساسيّة". “Sovereign Wealth Funds: Generally Accepted Principles and Practices ‘Santiago Principles’,” October 2008, p. 3, https://www.ifswf.org/santiago-principles-landing/santiago-principles (تم الاطلاع في 12 أغسطس/آب 2022). للاطلاع على تعريف أشمل لصناديق الثروة السياديّة، أنظر الهامش التالي والملحق 1.

[2]  السابق، ص 1. السعوديّة مراقب دائم في فريق العمل الدولي لصناديق الثروة السياديّة. السابق، الملحق 2.

[3] “How to Become a Member,” International Forum of Sovereign Wealth Funds, https://www.ifswf.org/how-become-member-ifswf (تم الاطلاع في 2 سبتمبر/أيلول 2022).

 “Our Members,” International Forum of Sovereign Wealth Funds, https://www.ifswf.org/our-members [4]

[5]  “Sovereign Wealth Fund”, Investopedia, https://www.investopedia.com/terms/s/sovereign_wealth_fund.asp

 (تم الاطلاع في 12 أغسطس/آب 2022).  Alex Katsomitros, “Sovereign wealth funds continue to grow in power and inf

luence”, World Finance  January 29, 2019, https://www.worldfinance.com/markets/state-run-sovereign-wealth-funds-continue-to-grow-in-power-and-influence (تم الاطلاع في 12 أغسطس/آب 2022).

[6]  Julien Maire, Adnan Mazarei and Edwin M. Turman, “Sovereign Wealth Funds Are Growing More Slowly, and Governance Issues Remain”, Peterson Institute for International Economics ,February 2021, p. 1 , https://www.piie.com/sites/default/files/documents/pb21-3.pdf (تم الاطلاع في 12 أغسطس/آب 2022).

[7]  “Sovereign Wealth Fund,” Investopedia

[8]  Katsomitros, “Sovereign wealth funds continue to grow in power and influence,”; Maire, Mazarei and Turman, “Sovereign Wealth Funds Are Growing More Slowly, and Governance Issues Remain,” Peterson Institute for International Economics, February 2021, https://www.piie.com/publications/policy-briefs/sovereign-wealth-funds-are-growing-more-slowly-and-governance-issues.

[9]  السابق.

[10]  Maire, Mazarei and. Turman, “Sovereign Wealth Funds Are Growing More Slowly, and Governance Issues Remain,” p. 1.

[11]  Stephan Roll, “A Sovereign Wealth Fund for the Prince,” German Institute for International and Security Affairs, July 2019, https://www.swp-berlin.org/10.18449/2019RP08/ (تم الاطلاع في 12 أغسطس/آب 2022). انظر أيضا: “Our mission and core responsibilities,” Norges Bank, https://www.norges-bank.no/en/topics/about/Mission-core-responsibilities (تم الاطلاع في 16 أغسطس/آب 2022).

[12]  Kyle Hatton and Katharina Pistor, “Maximizing Autonomy in the Shadow of Great Powers: The Political Economy of Sovereign Wealth Funds”, Columbia Journal of Transnational Law 50, no. 1 (2012), p. 3.

[13]  Katsomitros, “Sovereign wealth funds continue to grow in power and influence”; Victorino J. Tejera, “The U.S. Law Regime of Sovereign Immunity and the Sovereign Wealth Funds,“ 25 U. Miami Bus. L. Rev. 1, 2016; Rabah Arezki, Adnan Mazarei & Ananthakrishnan Prasad, ”Sovereign Wealth Funds in the New Era of Oil,” IMFBlog,  October 26, 2015, https://blogs.imf.org/2015/10/26/sovereign-wealth-funds-in-the-new-era-of-oil/ (تم الاطلاع في 16 أغسطس/آب 2022)؛ Maire, Mazarei and  Turman, “Sovereign Wealth Funds Are Growing More Slowly, and Governance Issues Remain”, Februrary 2021, Peterson Institute for International Economics, , Appendix 1: Defining Sovereign Wealth Funds, https://www.piie.com/sites/default/files/documents/pb21-3.pdf, Appendix 1: Defining Sovereign Wealth Funds

[14]  Dennis M. Kelleher, Better Markets, “Goldman Sachs and the 1MDB Scandal,” Harvard Law School Forum on Corporate Governance, May 14, 2019,  https://corpgov.law.harvard.edu/2019/05/14/goldman-sachs-and-the-1mdb-scandal/ (تم الاطلاع في 16 أغسطس/آب 2022).

[15]  انظر مثلا، Human Rights Watch, Well Oiled: Oil and Human Rights in Equatorial Guinea, (New York: Human Rights Watch, 2009) https://www.hrw.org/report/2009/07/09/well-oiled/oil-and-human-rights-equatorial-guinea ; Human Rights Watch, Some Transparency, No Accountability: The Use of Oil Revenue in Angola and Its Impacts on Human Rights (New York, Human Rights Watch, 2004), https://www.hrw.org/report/2010/04/13/transparency-and-accountability-angola

[16]  تزداد حدّة هذه المشاكل بشكل خاص في الاقتصادات التي تعمد على صادرات النفط. إلى جانب المشاكل العامّة المرتبطة بالتعويل المفرط على الصادرات المتأتية من استخراج الموارد الطبيعيّة، وثق الباحثون أيضا مضار محددة مرتبطة بالنفط، تُسمى أحيانا بـ"لعنة النفط". وجدت تيري لين كارل، الأستاذة في جامعة ستانفورد، عواقب سلبيّة كبيرة على التنمية التي تعتمد إلى حدّ كبير على تصدير النفط. لاحظت أنّ "الآثار الضارة تشمل نموا اقتصاديا أبطأ من المتوقع، وضعف في التنوع الاقتصادي، ومؤشرات رفاه اجتماعي ضعيفة، ومستويات عالية من الفقر وعدم المساواة، وتأثيرات بيئيّة مدمّرة على المستوى المحلي، واستشراء الفسادـ وحكم سيء بشكل استثنائي، وارتفاع حالات الصراع والحرب". تحدثت الأستاذة كارل عن السعودية كمثال للعنة النفط. Terry L. Karl, “Oil-led Development: Social, Political, and Economic Consequences,” Center on Democracy, Development and the Rule of Law, January 1, 2007, https://cddrl.fsi.stanford.edu/publications/oilled_development_social_political_and_economic_consequences;https://cddrl.fsi.stanford.edu/publications/understanding_the_resource_curse (تم الاطلاع في 14 أبريل/نيسان 2024)؛ Jeff Colgan, “Oil and resource-backed aggression,” Energy Policy, 39(3), March 2011, 1669-1676,  https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S0301421510009420?via%3Dihub (تم الاطلاع في 14 أبريل/نيسان 2024).

[17]  Santiago Principles, p. 4. See also Maire, Mazarei and Turman, Sovereign Wealth Funds Are Growing More Slowly, and Governance Issues Remain, Peterson Institute for International Economics, p. 2,

[18]  Santiago Principles,” principles. 4.2.

[19]  السابق، principle. 16.

[20]  “Santiago Principles,” Principle 17

[21]  “Santiago Principles,” Principle 10

[22]  تشير مبادئ سنتياغو إلى أنّه يتعيّن على صناديق الثروة السياديّة العمل مع مراعاة الاعتبارات الماليّة والاقتصاديّة عند الاستثمار في الخارج، وليس الاعتبارات السياسيّة، وأن تقدّم المعلومات ولا تتصرّف بطرق تعطّل الأسواق بشكل غير متناسب، بما في ذلك من خلال المنافسة غير العادلة مع الكيانات الخاصة. على سبيل المثال، تدعو هذه المبادئ البلدان إلى الكشف علنا عن المعلومات الماليّة "بحيث تساهم في استقرار الأسواق الماليّة الدوليّة وتعزيز الثقة بين الشركات القابضة"، دون الإشارة إلى الأشخاص في البلدان التي تموّل فيها ثرواتهم هذه الصناديق. انظر مثلا Sovereign Wealth Funds: Generally Accepted Principles and Practices, “Santiago Principles,” October 2008, Principle 17, 20, available at: https://www.ifswf.org/sites/default/files/santiagoprinciples_0_0.pdf.

[23] UN Committee on Economic, Social and Cultural Rights, Concluding observations on the initial report of Qatar, U.N. Doc. E/C.12/QAT/CO/1 (2023), para. 12.

 [24] السابق.

[25] السابق.

[26] المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية تعترفان بحق الحصول على المعلومات. وينص التعليق العام رقم 34 للجنة حقوق الإنسان على أن المادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية "تتضمن الحق في الحصول على المعلومات التي تحتفظ بها الهيئات العامة". وينص التعليق كذلك على أنه "لإعمال الحق في الحصول على المعلومات، ينبغي للدول الأطراف أن تضع في المجال العام معلومات حكومية ذات أهمية عامة. وينبغي للدول الأطراف أن تبذل كل جهد ممكن لضمان الوصول السهل والسريع والفعال والعملي إلى هذه المعلومات. وينبغي للدول الأطراف أيضاً أن تضع الإجراءات اللازمة التي تمكن المرء من الحصول على المعلومات، مثل من خلال تشريعات حرية المعلومات". وتعترف المادة 25 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية بالحق في "المشاركة في إدارة الشؤون العامة، إما مباشرة أو من خلال ممثلين يتم اختيارهم بحرية". إن قرار الجمعية العامة رقم 55/96 لعام 2001 يدعو الدول إلى تعزيز "تطوير المؤسسات العامة الفعالة، بما في ذلك القضاء المستقل والسلطة التشريعية المسؤولة والخدمة العامة" مع تحسين "شفافية المؤسسات العامة وإجراءات صنع السياسات وتعزيز مساءلة المسؤولين العموميين"؛ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، المعتمد في 10 ديسمبر/كانون الأول 1948، قرار الجمعية العامة 217A (III)، وثيقة الأمم المتحدة A/810 في 71 (1948)، المادة 19؛ العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، المعتمد في 16 ديسمبر/كانون الأول 1966، قرار الجمعية العامة 2200A (XXI)، الملحق رقم 16 من جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة (رقم 16) في 52، وثيقة الأمم المتحدة A/6316 (1966)، 999 U.N.T.S. 171، دخلت حيز النفاذ في 23 مارس/آذار 1976، المادتان 19 و25؛ لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، التعليق العام رقم 34، المادة 19: حرية الرأي والتعبير، 2011، https://www2.ohchr.org/english/bodies/hrc/docs/gc34.pdf؛ الأمم المتحدة، الجمعية العامة، تعزيز الديمقراطية وتوطيدها، A/RES/55/96 (28 فبراير/شباط 2001).

[27]   Julien Maire, Adnan Mazarei and Edwin M. Turman, Sovereign Wealth Funds Are Growing More Slowly, and Governance Issues Remain, Feburary 2021, Peterson Institute for International Economics, https://www.piie.com/sites/default/files/documents/pb21-3.pdf, p.17

[28]  Julien Maire, Adnan Mazarei and Edwin M. Turman, Sovereign Wealth Funds Are Growing More Slowly, and Governance Issues Remain, Feburary 2021, Peterson Institute for International Economics, https://www.piie.com/sites/default/files/documents/pb21-3.pdf, p. 1, 4-6

[29]  لنقاش أطول للثمن الفادح للتغيير والقمع في ظل ولي العهد، انظر، هيومن رايتس ووتش، "الثمن الفادح للتغيير": تشديد القمع في عهد محمد بن سلمان يشوّه الإصلاحات، 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، https://www.hrw.org/ar/report/2019/11/04/335260.

[30]  Steffen Hertog, Princes, Brokers, and Bureaucrats: Oil and the State in Saudi Arabia (Ithaca, NY: Cornell University Press, 2010); Nabil Mouline, The Clerics of Islam: Religious Authority and Political Power in Saudi Arabia (New Haven, CT: Yale University Press, 2014).

[31]  آدم كوغل، "قضيّة عصام كوشك ستختبر "إصلاح" هيئة الادعاء السعوديّة"، تعليق، هيومن رايتس ووتش، 18 يوليو/تموز 2017، https://www.hrw.org/ar/news/2017/07/18/306776؛ “Saudi Arabia creates new security authority,” Saudi Gazette, July 20, 2017, http://saudigazette.com.sa/article/513421 (تم الاطلاع في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2024).

[32]  "السعوديّة: اعتقالات بتهم فساد تثير مخاوف حول الاجراءات القانونية"، بيان صحفي لـ هيومن رايتس ووتش، 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، https://www.hrw.org/ar/news/2017/11/08/311128.

[33]  "السعوديّة: اعتقال رجال دين بارزين"، بيان صحفي لـ هيومن رايتس ووتش، 15 سبتمبر/أيلول 2017، https://www.hrw.org/ar/news/2017/09/15/308981؛ “Saudi economist who criticized Aramco IPO charged with terrorism: activists,” Reuters, October 1, 2018, https://www.reuters.com/article/us-saudi-arrests/saudi-economist-who-criticized-aramco-ipo-charged-with-terrorism-activists-idUSKCN1MB3OI (تم الاطلاع في أغسطس/آب 2022).

[34]  Pesha Magid, Yousef Saba and Clauda Tanios, “Saudi Arabia doubles sovereign fund's stake in Aramco,” Reuters, March 7, 2024, https://www.reuters.com/markets/commodities/saudi-arabia-transfers-8-aramco-pif-portfolio-spa-reports-2024-03-07/ (تم الاطلاع في 27 مارس/آذار 2024).

[35]  لنقاش أطول حول الثمن الفادح للتغيير والقمع في ظلّ ولي العهد السعودي، انظر هيومن رايتس ووتش: الثمن الفادح للتغيير": تشديد القمع في عهد محمد بن سلمان يشوّه الإصلاحات.

[36]  ”The Report on Jamal Khashoggi’s Killing,” The New York Times, February 26, 2021, https://www.nytimes.com/interactive/2021/02/26/us/report-jamal-khashoggi-killing.html (تم الاطلاع في أغسطس/آب 2022).

[37]  أروى يوسف، "على الولايات المتحدة معاقبة وليّ العهد السعودي"، تعليق، هيومن رايتس ووتش، 3 مارس/آذار 2021، https://www.hrw.org/ar/news/2021/03/03/378062.

[38]  Stephanie Flanders, et al., “Saudi Crown Prince Discusses Trump, Aramco, Arrests: Transcript,” Bloomberg, October 5, 2018, https://www.bloomberg.com/news/articles/2018-10-05/saudi-crown-prince-discusses-trump-aramco-arrests-transcript (تم الاطلاع في 16 سبتمبر/أيلول 2019).

[39]  Roll, “A Sovereign Wealth Fund for the Prince,” German Institute for International and Security Affairs at 6, 10.

[40]  “Publishing of Royal Decrees,” Saudi Press Agency, January 29, 2015, https://www.spa.gov.sa/viewstory.php?newsid=1322265 (تم الاطلاع في أغسطس/آب 2022).

[41]  “Landing page,” Vision 2030 – Kingdom of Saudi Arabia, https://vision2030.gov.sa/en (تم الاطلاع في 22 أغسطس/آب 2019).

[42]  السابق. بموجب المرسوم الملكي الصادر في 2015، كان من المقرر أن يترأس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الأمير محمد بن سلمان، وأن يتألف من 20 مسؤولا آخرين، جميعهم أعضاء في مجلس الوزراء. في تحديد تركيبة المجلس في 2015، ذكر المرسوم عددا من المناصب الحكومية (مثلا وزير المالية)، وفي حالتين ذكر أفرادا محددين، كلاهما وزير دولة، منهما محمد آل شيخ، وهو عضو في مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة. وبعد 2015، تم تعيين أعضاء إضافيين في مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.

[43]  “Vision 2030,” Vision 2030 – Kingdom of Saudi Arabia, April 2016, https://www.vision2030.gov.sa/media/cofh1nmf/vision-2030-overview.pdf   (تم الاطلاع في 12 يونيو/حزيران 2024).

[44]  "النشأة والتطوير"، صندوق الاستثمارات العامة، https://www.pif.gov.sa/ar/who-we-are/our-history/ (تم الاطلاع في 11 يوليو/تموز 2022)؛

[45]  "معايير الحوكمة والقرارات الاستثماريّة"، صندوق الاستثمارات العامة، https://www.pif.gov.sa/ar/our-investments/governance-and-investment-decisions/ (تم الاطلاع في 11 يوليو/تموز 2022).

[46]  "برنامج صندوق الاستثمارات العامة 2021-2025"، صندوق الاستثمارات العامة، ص 9، https://www.pif.gov.sa/ar/strategy-and-impact/the-program/ (تم الاطلاع في 11 يوليو/تموز 2022).

[47]  Transparency International, February 12, 2020, Authoritarianism and corruption in Saudi Arabia, https://www.transparency.org/en/blog/authoritarianism-and-corruption-in-saudi-arabia (تم الاطلاع في 11 يوليو/تموز 2022).

[48]  Bradley Hope and Justin Scheck, Blood and Oil: Mohammed bin Salman's Ruthless Quest for Global Power (Hachette UK: 2020) p. 12

[49]  Alexis Montambault-Trudelle, “The Public Investment Fund and Salman’s State: The Political Drivers of Sovereign Wealth Management in Saudi Arabia,” Review of International Public Economy, 30, 2023, p. 754, https://www.tandfonline.com/doi/full/10.1080/09692290.2022.2069143 (تم الاطلاع في 23 مايو/أيار 2024).

[50]  السابق، ص 76.

[51]  Vivian Nereim, July 7, 2020, Bloomberg News, “The Making of Saudi Inc.: How MBS has presided over the sovereign wealth fund’s oil-powered takeover,”  https://www.bloomberg.com/news/articles/2022-07-07/making-saudi-inc-how-mbs-drove-the-sovereign-wealth-fund-s-oil-fueled-takeover?utm_medium=email&utm_source=newsletter&utm_term=220707&utm_campaign=author_18988252&sref=X4ZmK0oZ (تمّ الاطلاع في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2024).

[52]  Roll, “A Sovereign Wealth Fund for the Prince,” German Institute for International and Security Affairs, at 23.

[53]  "المحفظة الاستثماريّة"، صندوق الاستثمارات العامة، https://www.pif.gov.sa/ar/our-investments/ (تم الاطلاع في 11 يوليو/تموز 2022).

[54]  "من نحن"، صندوق الاستثمارات العامة، https://www.pif.gov.sa/ar/who-we-are/ (تم الاطلاع في 11 يوليو/تموز 2011).

[55]  "المحفظة الاستثماريّة"، صندوق الاستثمارات العامة.

[56]  Nereim, “The Making of Saudi Inc.: How MBS has presided over the sovereign wealth fund’s oil-powered takeover,”; Reema Al Othman, “Saudi Arabia Moves $80 Billion Aramco Stake to Wealth Fund,” Bloomberg  News; February 13, 2022, https://www.bloomberg.com/news/articles/2022-02-13/saudi-arabia-transfers-4-of-aramco-stake-to-state-wealth-fund (تم الاطلاع في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2024). "صفقة أرامكو، التي تتمثل أساسا في تحويل الأصول من جيب حكومي إلى آخر، هي أحدث خطوة اتُخذت لتعزيز أصول الصندوق. وقد حصل صندوق الاستثمارات العامة، الذي نال أول تصنيف ائتماني هذا الشهر قبل بيع سندات محتمل، على مليارات الدولارات من احتياطيات البنك المركزي، وعلى أرض مجانية لتطوير مشاريع".

[57]  Tim Callen, “Going Big: Assessing the Growth Ambitions of the Saudi Public Investment Fund,” The Arab Gulf States Institute in Washington, December 12, 2023, https://agsiw.org/going-big-assessing-the-growth-ambitions-of-the-saudi-public-investment-fund/ (تم الاطلاع في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2024).

[58]  Dmitry Zhdannikov, “Aramco IPO proceeds to fund Saudi industry, including defense: finance minister,” Reuters, January 21, 2020, https://www.reuters.com/article/us-davos-meeting-saudi-idUSKBN1ZK1RC/ (تم الاطلاع في 14 يوليو/تموز 2022).

[59]  السابق.

[60] "سمو ولي العهد يُعلن نقل (4%) من أسهم شركة أرامكو السعوديّة إلى صندوق الاستثمارات العامة"، وكالة الأنباء السعوديّة، 13 فبراير/شباط 2022، https://www.spa.gov.sa/2328927 (تم الاطلاع في 17 يوليو/تموز 2022).

[61]  "سمو ولي العهد يعلن عن إتمام نقل (4%) من ملكية الدولة في شركة أرامكو السعودية إلى شركة سنابل للاستثمار المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة"، وكالة الأنباء السعودية، 16 أبريل/نيسان 2023، https://www.spa.gov.sa/w1889380 (تم الاطلاع في 3 مايو/أيار 2023).

[62]  "سمو ولي العهد يُعلن إتمام نقل (8%) من إجمالي أسهم شركة أرامكو السعوديّة إلى محافظ شركات مملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة"، وكالة الأنباء السعوديّة، 7 مارس/آذار 2024، https://www.spa.gov.sa/en/N2060837 (تم الاطلاع في 8 مارس/آذار 2024).

[63]  في الوقت الحالي، أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم تملكها النرويج، والصين، والكويت، وأبوظبي، وهونغ كونغ، والسعودية. “Top 100 Largest Sovereign Wealth Fund Rankings by Total Assets,” Sovereign Wealth Fund Institute, https://www.swfinstitute.org/fund-rankings/sovereign-wealth-fund (تم الاطلاع في 18 مارس/آذار 2022).

[64]  الموقع الرسمي لرؤية 2030، https://www.vision2030.gov.sa/ar/ (تم الاطلاع في 29 أغسطس/آب 2019).

[65]  "رؤية 2030"، المملكة العربية السعودية، أبريل/نيسان 2016، https://www.vision2030.gov.sa/media/5ptbkbxn/saudi_vision2030_ar.pdf (تم الاطلاع في 11 يوليو/تموز 2022).

[66]  في أبريل/نيسان 2016، وفقا لبيان صحفي صادر عن الصندوق: "أعلن الأمير محمد بن سلمان آل سعود وليّ العهد في المملكة العربية السعودية عن إطلاق "رؤية السعودية 2030"، وهي خطة إصلاحية شاملة مكونة من 84 صفحة، تهدف لتحرير اقتصاد المملكة العربية السعودية من الاعتماد على الصادرات النفطية... ومن أهم الجهود التي تبذلها المملكة لتنويع مصادر العائدات بعيدا عن النفط، خطة المملكة لتوسعة صندوق الثروة السيادية لديها، وهو صندوق الاستثمارات العامة، وذلك من خلال خصخصة أقل من 5 في المائة من أسهم شركة أرامكو السعوديّة، وتحويلها إلى صندوق الاستثمارات العامة. وسيصبح صندوق الاستثمارات العامة أكبر صندوق سيادي في العالم، حيث ستصل قيمة الأصول التي يمتلكها إلى نحو ثلاثة تريليونات دولار أمريكي، إلى جانب الفرص الاقتصادية الجديدة التي سيتيحها، ودوره في تحويل المملكة العربية السعودية إلى قوة استثمارية عالمية". وجد تقرير صادر عن "المجلس الأطلسي" حول رؤية 2030 أنّ "تمويل العديد من مشاريع رؤية 2030 وأكثرها طموحا جعل الحكومة تعتمد على صندوق الاستثمارات العامة الذي أعيد إحياؤه". كما خلص نفس التقرير إلى أنّ الصندوق "تجاوز الصناديق الأخرى في المنطقة من حيث العدوانية التي تميّز استراتيجيته الاستثمارية المحليّة والدوليّة".

"المملكة العربية السعودية تعلن عن رؤية السعودية 2030 الإصلاحية"، صندوق الاستثمارات العامة، 25 أبريل/نيسان 2016، https://www.pif.gov.sa/ar/news-and-insights/press-releases/2016/vision-2030-reform-plan-announced/ (تم الاطلاع في 16 يوليو/تموز 2022)؛

 Stephen Grand & Katherine Wolff, “Assessing Saudi Vision 2030: A 2020 Review,” Atlantic Council, June 17,2020, at 36, https://www.atlanticcouncil.org/in-depth-research-reports/report/assessing-saudi-vision-2030-a-2020-review/https://www.atlanticcouncil.org/in-depth-research-reports/report/assessing-saudi-vision-2030-a-2020-review/ (تم الاطلاع في 18 يوليو/تموز 2022).

[67]  Randy Diamond, “MBS Wants Saudi Arabia Fund to Reach $2 Trillion in Assets,” Chief Investment Officer , April 12, 2021, https://www.ai-cio.com/news/mbs-wants-saudi-arabia-fund-reach-2-trillion-assets/ (تم الاطلاع في 1 أغسطس/آب 2022).

[68] "المملكة العربية السعودية تعلن عن رؤية السعودية 2030 الإصلاحية"، صندوق الاستثمارات العامة، 25 أبريل/نيسان 2016، https://www.pif.gov.sa/ar/news-and-insights/press-releases/2016/vision-2030-reform-plan-announced/ (تم الاطلاع في 16 يوليو/تموز 2022).

[69]  "برنامج صندوق الاستثمارات العامة"، ص 29.

[70]  السابق، ص 33.

[71]  السابق، ص 15.

[72]  السابق، ص 10.

[73]  “Blackstone to Launch $40 Billion Infrastructure Investment Vehicle New Infrastructure Business,” Blackstone news release, May 20, 2017, https://www.blackstone.com/news/press/blackstone-to-launch-40-billion-infrastructure-investment-vehicle-and-new-infrastructure-business/ (تم الاطلاع في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2024)؛ With updates post Khashoggi: Bruno Alves and Zak Bentley, “Blackstone: ‘Permanent capital allows us to think like a strategic’,” Infrastructure Investor, September 1, 2021, https://www.infrastructureinvestor.com/how-permanent-capital-allows-blackstone-to-think-like-a-strategic/ (تم الاطلاع في 16 يوليو/تموز 2022).

[74]  Theodore Schleifer, ”Why Silicon Valley investors just can’t quit Saudi money,” Vox Recode, October 24, 2018, https://www.vox.com/2018/10/24/18020282/saudi-arabia-silicon-valley-investors-venture-capital-money (تم الاطلاع في 16 يوليو/تموز 2022).

[75]  Tim Culpan, “Here’s How Saudi Arabia Could Bring on the Global VC Crash,” Bloomberg Quint, October 24, 2018, https://www.bloombergquint.com/opinion/balking-at-saudi-cash-after-khashoggi-could-end-the-vc-party. (تم الاطلاع في 14 يوليو/تموز 2022).

[76]  Paul Abelsky and Farah Elbahrawy, “Saudi Wealth Fund Scoops Up Stock Caught in Archegos Blowup,” Bloomberg, February 15, 2022, https://www.bloomberg.com/news/articles/2022-02-15/one-of-archegos-stocks-is-saudi-wealth-fund-s-new-favorite-pick (تم الاطلاع في 14 يوليو/تموز 2022).

[77]  السابق.

[78]  Callen, “Going Big: Assessing the Growth Ambitions of the Saudi Public Investment Fund,” The Arab Gulf States Institute in Washington; US Senate, Permanent Subcommittee on Investigations, Majority Staff Memorandum to Members of The Subcommittee, Preliminary Information on Agreement Between PGA Tour and Saudi Arabian Public Investment Fund, July 10, 2023, https://www.hsgac.senate.gov/wp-content/uploads/2023-07-10-PSI-Majority-Staff-Memorandum-Regarding-Preliminary-Information-on-Agreement-Between-PGA-Tour-and-Saudi-Arabian-Public-Investment-Fund-with-Consolidated-Appendix.pdf (تم الاطلاع في 1 أغسطس/آب 2023).

[79]  Andrew England and Simeon Kerr, “How the Khashoggi Killing Threatens the Prince’s Project”, Financial Times, October 22, 2018, https://www.ft.com/content/227c99dc-d2b5- 11e8-a9f2-75074db66bcd5 (تم الاطلاع في 8 مايو/أيار 2018).

[80]  Rory Jones, Stephen Kalin, and Summer Said, “Saudi Crown Prince Tangles With Sovereign Wealth Fund Over How to Invest Oil Riches,” The Wall Street Journal, January 3, 2023, https://www.wsj.com/articles/saudi-arabia-mbs-mohammed-bin-salman-public-investment-fund-11672766494 (تم الاطلاع في 13 مارس/آذار 2023).

[81]  “Our History,” Public Investment Fund, citing Royal Decree No. (M/24) (تم الاطلاع في 11 يوليو/تموز 2022).

[82]  “Governance and Investment Decisions,” Public Investment Fund, https://www.pif.gov.sa/en/Pages/About-Governance.aspx; “PIF Program 2021-2025,” Public Investment Fund, p. 55-56. (تم الاطلاع في 11 يوليو/تموز 2022)؛ “PIF Program 2021-2025,” Public Investment Fund, p. 55-56.

[83]  “PIF Program 2021-2025,” Public Investment Fund, p. 56.

[84]  منشور وكالة الأنباء السعودية على موقع إكس،  @spagov، “#أمر_ملكي: أولاً: يكون صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيساً لمجلس الوزراء؛ استثناءً من حكم المادة لسادسة والخمسين من النظام الأساسي للحكم، ومن الأحكام ذوات الصلة الواردة في نظام مجلس الوزراء. #واس,”  ، 27 سبتمبر/أيلول 2022، https://twitter.com/spagov/status/1574809908444368896?s=20&t=_c6qREzG_9IcwOoK6c7PJA (تم الاطلاع في 1 أكتوبر/تشرين الأول 2022).

[85]  "نظام صندوق الاستثمارات العامة"، مرسوم ملكي رقم 92، 17 أبريل/نيسان 2019، https://laws.boe.gov.sa/BoeLaws/Laws/LawDetails/52da052e-9de3-4ead-abbf-aa3f00ef5083/1، المادة 4.

[86]  السابق، المادة 5.

[87]  "أعضاء مجلس الإدارة"، صندوق الاستثمارات العامة.

[88]  السابق.

[89]  Reem Shamseddine, “Saudi Aramco appoints chief of sovereign wealth fund to board,” Reuters, August 10, 2016 https://www.reuters.com/article/saudi-aramco-board-idUSL8N1AR4XZ/ (تم الاطلاع في 11 يوليو/تموز 2022).

[90]  "د. ماجد بن عبد الله القصبي"، وزارة التجارة، https://mc.gov.sa/ar/About/CVs-Ministry-officials/Pages/Minister.aspx (تم الاطلاع في 12 أغسطس/آب 2022)؛ "مجلس الإدارة"، أرامكو، https://www.aramco.com/ar/about-us/our-leadership/board-of-directors (تم الاطلاع في 18 يوليو/تموز 2024)؛ “PROFILE: Meet Mohammed al-Sheikh, the new head of Saudi Sports Authority,” Alarabiya News, last updated May 20, 2020, https://english.alarabiya.net/sports/2017/04/23/PROFILE-Meet-Mohammed-al-Sheikh-the-new-head-of-Saudi-Sports-Authority (تم الاطلاع في 18 يوليو/تموز 2024)؛ "عن الهيئة السعودية للسياحة"، الهيئة السعودية للسياحة، https://www.sta.gov.sa/ar/about (تم الاطلاع في 18 يوليو/تموز 2020)؛ "برنامج التحول الوطني"، رؤية 2030، https://www.vision2030.gov.sa/ar/explore/programs/national-transformation-program (تم الاطلاع في 18 يوليو/تموز 2024).

[91]  Roll, “A Sovereign Wealth Fund for the Prince,” German Institute for International and Security,  at 11.

[92]  Montambault-Trudelle, “The Public Investment Fund and Salman’s State: the political drivers of sovereign wealth management in Saudi Arabia,” Review of International Political Economy, p. 747.

[93]  David D. Kirkpatrick & Kate Kelly, ”Before Giving Billions to Jared Kushner, Saudi Investment Fund Had Big Doubts,“ The New York Times, April 10, 2022), https://www.nytimes.com/2022/04/10/us/jared-kushner-saudi-investment-fund.html (تم الاطلاع في 18 يوليو/تموز 2022)؛ David D. Kirkpatrick, “Surprising Saudi Rises as a Prince Among Princes,” The New York Times, June 6, 2015, https://www.nytimes.com/2015/06/07/world/middleeast/surprising-saudi-rises-as-a-prince-among-princes.html  (تم الاطلاع في 18 يوليو/تموز 2022).

[94]  Roll, “A Sovereign Wealth Fund for the Prince,” German Institute for International and Security Affairs, p. 6, 12.

[95] “Our Governance and Investment Decisions,” Public Investment Fund, https://www.pif.gov.sa/en/our-investments/governance-and-investment-decisions/  (تم الاطلاع في 4 سبتمبر/أيلول 2024).

[96]  رؤية 2030، المملكة العربية السعودية، أبريل/نيسان 2030، ص 7، https://www.vision2030.gov.sa/media/5ptbkbxn/saudi_vision2030_ar.pdf (تم الاطلاع في 12 يونيو/حزيران 2024).

[97]  السابق، ص 60.

[98]  السابق، ص 29 و37.

[99]  السابق، ص 61.

[100]  استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة 2015-2021،  https://www.pif.gov.sa/ar/strategy-and-impact/the-program/ (تم الاطلاع في 12 يونيو/حزيران 2024).

[101]. “Santiago Principles,” p. 4

[102]  “PIF Program 2021-2025,” Public Investment Fund.

[103]  وفقا لنيويورك تايمز، تضمنت هذه "الاعتراضات" "نقص خبرة إدارة صندوق أفينتي"؛ واحتمال أن تكون السعودية مسؤولة عن "الجزء الأكبر من الاستثمار والمخاطر"؛ والعناية الواجبة على عمليات الشركة الناشئة التي وجدتها "غير مرضية من جميع الجوانب"، ورسوم إدارة الأصول المقترحة "التي تبدو مفرطة"؛ ومخاطر العلاقات العامة" المرتبطة بالمنصب السابق كمستشار أول لوالد زوجته دونالد ترامب، وفقا لمحاضر جلسات الفريق في 30 يونيو/حزيران الماضي"؛ Kirkpatrick & Kelly, “Before Giving Billions to Jared Kushner, Saudi Investment Fund Had Big Doubts.” The New York Times.

[104]  Kirkpatrick & Kelly, “Before Giving Billions to Jared Kushner, Saudi Investment Fund Had Big Doubts.” The New York Times.

[105]  السابق.

[106]  عمر جريصي، "مع محافظ صندوق الاستثمارات العامة"، بودكاست سقراط، يوتيوب، 4 أكتوبر/تشرين الأول 2022، https://www.youtube.com/watch?v=HI7yJc0waTM (تم الاطلاع في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2023).

[107]  Rory Jones, Stephen Kalin, and Summer Said, “Saudi Crown Prince Tangles With Sovereign Wealth Fund Over How to Invest Oil Riches,” The Wall Street Journal

[108]  Roll, “A Sovereign Wealth Fund for the Prince,” German Institute for International and Security Affairs, p.11.

[109]  وثائق قضائيّة لدى هيومن رايتس ووتش نسخة منها.

[110] In Re Tesla Inc. Securities Litigation., United States District Court Northern District of California. Case No. 18-cv-04865-EMC, Document 387 (page 5).. وثيقة قضائية لدى هيومن رايتس ووتش نسخة منها.

[111] Mike Leonard and Andrew Ramonas, “Musk, Tesla Board Sued Over Tweeting in Violation of SEC Deal,” Bloomberg Law, March 12, 2021, https://news.bloomberglaw.com/securities-law/musk-tesla-board-sued-over-tweeting-in-violation-of-sec-deal (تم الاطلاع في 3 سبتمبر/أيلول 2024).

[112] Kalley Huang and Peter Eavis, “Jury Rules for Elon Musk and Tesla in Investor Lawsuit Over Tweets,” The New York Times, February 3, 2023, https://www.nytimes.com/2023/02/03/business/elon-musk-tesla-investor-trial.html, (تم الاطلاع في 3 سبتمبر/أيلول 2024).

[113]  Rory Jones, “Expats Flee Saudi Fund, Bemoan Crown Prince Control,” The Wall Street Journal (December 31, 2018) https://www.wsj.com/articles/expats-flee-saudi-fund-bemoan-crown-prince-control-11546257600 (تم الاطلاع في 20 يوليو/تموز 2022).

[114]  السابق.

[115]  السابق.

[116]  Callen, “Going Big: Assessing the Growth Ambitions of the Saudi Public Investment Fund,” The Arab Gulf States Institute in Washington

[117]  David D Kirkpatrick, “Saudi Crown Prince’s Mass Purge Upends a Longstanding System,” The New York Times, November 5, 2017, https://www.nytimes.com/2017/11/05/world/middleeast/saudi-crown-prince-purge.html (تم الاطلاع في 28 يوليو/تموز 2022)؛ "على السعودية توضيح وضع معتقلي "الفساد"، بيان صحفي لـ هيومن رايتس ووتش، 18 فبراير/شباط 2019، https://www.hrw.org/ar/news/2019/02/18/327553.

[118]  "صدور عدد من الأوامر الملكيّة"، وكالة الأنباء السعوديّة، 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، https://www.spa.gov.sa/1684243 (تم الاطلاع في 11 يوليو/تموز 2022).

[119]  انظر على سبيل المثال، Ben Hubbard, David D. Kirkpatrick, Kate Kelly & Mark Mazzetti, ”Saudis Said to Use Coercion and Abuse to Seize Billions,“ The New York Times, March 11, 2018, https://www.nytimes.com/2018/03/11/world/middleeast/saudi-arabia-corruption-mohammed-bin-salman.html (تم الاطلاع في 11 يوليو/تموز 2022).

[120]  Hubbard, Kirkpatrick,Kelly & Mark Mazzetti, “Saudis Said to Use Coercion and Abuse to Seize Billions,” The New York Times؛ "على السعودية توضيح وضع معتقلي "الفساد"، بيان صحفي لـ هيومن رايتس ووتش، 18 فبراير/شباط 2019، https://www.hrw.org/ar/news/2019/02/18/327553.

[121]  "السعودية: اعتقالات جماعيّة جديدة بتهم الفساد"، بيان صحفي لـ هيومن رايتس ووتش، 17 مارس/آذار 2020، https://www.hrw.org/ar/news/2020/03/17/339564.

[122]  Hubbard, Kirkpatrick,Kelly & Mark Mazzetti, “Saudis Said to Use Coercion and Abuse to Seize Billions,” The New York Times؛ "على السعودية توضيح وضع معتقلي "الفساد"، بيان صحفي لـ هيومن رايتس ووتش، 18 فبراير/شباط 2019، https://www.hrw.org/ar/news/2019/02/18/327553.

[123]  Sarah Dadouch and Katie Paul, “Saudi billionaire Prince Alwaleed released as corruption probe winds down,” Reuters, January 27, 2018, https://www.reuters.com/article/us-saudi-arrests-princealwaleed/saudi-billionaire-prince-alwaleed-released-as-corruption-probe-winds-down-idUSKBN1FG0DT/ (تم الاطلاع في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2024)؛ مقابلات هاتفية لـ هيومن رايتس ووتش مع مصادر مطلعة(تم إخفاء الأسماء)، فبراير/شباط 2019.

[124]  من بين المعتقلين ضباط عسكريون مباشرون ومتقاعدون ومسؤولون صحيون وضباط أمن تابعون لوزارة الداخليّة وقضاة. ذكر بيان رسمي أنّ أعمال الفساد بلغت 379 مليون ريال (101 مليون دولار). وفي 15 مارس/آذار 2020، أعلنت وكالة الأنباء الرسمية عن الاعتقالات الجديدة، وذكرت أنّ هيئة مكافحة الفساد في المملكة حققت جنائيا مع 674 موظفا وأمرت باحتجاز 298 منهم "في قضايا فساد مالي وإداري تمثلت في جرائم رشوة واختلاس وتبديد المال العام، واستغلال نفوذ وظيفي، وسوء استعمال إداري". "عام/هيئة الرقابة ومكافحة الفساد تباشر عددا من القضايا التأديبية والجنائية"، وكالة الأنباء السعودية، 12 فبراير/شباط 2020، https://www.spa.gov.sa/2033993 (تم الاطلاع في 10 يوليو/تموز 2022).

[125]   “Authoritarianism and corruption in Saudi Arabia,” Transparency International, February 12, 2020,

https://www.transparency.org/en/blog/authoritarianism-and-corruption-in-saudi-arabia (تم الاطلاع في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2024).

[126]  مقابلة هاتفية لـ هيومن رايتس ووتش (تم حجب الاسم)، 29 أكتوبر/تشرين الأول 2019.

[127]  مقابلة هيومن رايتس ووتش (تم حجب الاسم والمكان)، 15 يوليو/تموز 2022.

[128]   “Statement by the Kingdom of Saudi Arabia's Attorney General on the proceedings of the Supreme Anti-Corruption Committee,” The Embassy of the Kingdom of Saudi Arabia Washington DC, December 5, 2017 https://saudiembassy.net/news/statement-kingdom-saudi-arabias-attorney-general-proceedings-supreme-anti-corruption-committee (تم الاطلاع في 4 سبتمبر/أيلول 2024).

[129] السابق.

[130] “Statement by the Kingdom of Saudi Arabia's Attorney General on the proceedings of the Supreme Anti-Corruption Committee,” The Embassy of the Kingdom of Saudi Arabia Washington DC, December 5, 2017 https://saudiembassy.net/news/statement-kingdom-saudi-arabias-attorney-general-proceedings-supreme-anti-corruption-committee (تم الاطلاع في 4 سبتمبر/أيلول 2024).

[131]  السابق.

[132] ˝على السعودية توضيح وضع معتقلي "الفساد"˝، بيان صحفي لـ هيومن رايتس ووتش، 18 فبراير/شباط 2019، https://www.hrw.org/ar/news/2019/02/18/327553.

[133] ˝السعودية: قانون العقوبات المرتقب يجب أن يحمي الحقوق˝، بيان صحفي لـ هيومن رايتس ووتش، 29 أبريل/نيسان 2022، https://www.hrw.org/ar/news/2022/04/29/saudi-arabia-forthcoming-penal-code-should-protect-rights؛ ˝عالقون: معاملة الباكستانيين في النظام الجنائي السعودي˝، تقرير هيومن رايتس ووتش، 7 مارس/آذار 2018، https://www.hrw.org/ar/report/2018/03/07/315464.

[134] السابق.

[135]  وثائق محفوظ لدى هيومن رايتس ووتش.

[136]  مقابلة هيومن رايتس ووتش (تم حجب الاسم)، 15 يوليو/تموز 2022.

[137]  في مقابلة مع نيويورك تايمز في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2017، زعم محمد بن سلمان أنّ حوالي 1 بالمائة من المعتقلين تمكنوا من إثبات نظافتهم، وأنّ 4 بالمائة أرادوا الذهاب إلى المحاكم، وأنّ القية (95 بالمائة) وافقوا على التسوية. Thomas L. Friedman, “Opinion: Saudi Arabia’s Arab Spring, at Last,” The New York Times, November 23, 2017,  https://www.nytimes.com/2017/11/23/opinion/saudi-prince-mbs-arab-spring.html (تم الاطلاع في 10 يوليو/تموز 2022).

[138]  Simeon Kerr, “Saudi investors check out after hotel turned into luxury prison,” Financial Times, November 17 2017, https://www.ft.com/content/4cb6a472-caf5-11e7-ab18-7a9fb7d6163e (تم الاطلاع في 10 يوليو/تموز 2022). قال النائب العام السعودي إنّ 90 معتقلا أطلق سراحهم بعد إسقاط التهم عنهم، بينما قايض آخرون بالمال والعقارات وأصول أخرى مقابل حريتهم. في يناير/كانون الثاني 2018، بلغ إجمالي مدفوعات التسوية 100 مليار دولار، وفقا للنائب العام. “Attorney General: Total Number of Subpoenaed Individuals Reached 381,” Saudi Press Agency, January 30, 2018, https://www.spa.gov.sa/viewfullstory.php?lang=en&newsid=1714970 (تم الاطلاع في 10 يوليو/تموز 2022).

[139]  قال البيان إن من لم توجه إليهم اتهامات بالفساد تم الإفراج عنهم، ووافق 87 على التسويات، ورُفضت التسويات لـ 56 بسبب مواجهتهم لتهم جنائية أخرى، وأحيل ثمانية آخرين على النيابة العامة بعد رفض التسوية."الديوان الملكي: خادم الحرمين الشريفين يطلع على التقرير المقدم من سمو وليّ العهد المتضمن أنّ اللجنة العليا لقضايا الفساد العام أنهت أعمالها في قضايا استدعاء 381 شخصا"، وكالة الأنباء السعودية، 12 يناير/كانون الثاني 2019، https://www.spa.gov.sa/1880372 (تم الاطلاع في 10 يوليو/تموز 2022).

[140]  السابق.

[141]  السابق.

[142] “Cash settlements from Saudi Purge to continue in 2019,” Arabian Business, December 20, 2018, https://www.arabianbusiness.com/politics-economics/410040-cash-settlements-from-saudi-anti-corruption-purge-to-continue-in-2019 (تم الاطلاع في 11 يوليو/تموز 2022).

[143]  Stephanie Kirchgaessner, “Revealed: Newcastle chairman’s links to Saudi ‘anti-corruption’ drive,” The Guardian, October 16, 2021, https://www.theguardian.com/world/2021/oct/16/revealed-newcastle-chairmans-links-to-saudi-anti-corruption-drive (تم الاطلاع في 11 يوليو/تموز 2022).

[144] “Statement by the Attorney General of the Kingdom of Saudi Arabia on investigations by the Supreme Anti-corruption Committee,” Saudi Press Agency, November 9, 2017, https://www.spa.gov.sa/1686225 (تم الاطلاع في 4 سبتمبر/أيلول 2024).

[145]  Sakab et al. v. Jabri et al., Ontario Superior Court of Justice. Court File No. CV-21-00655418-00CL, Affidavit of Abdulaziz Alnowaiser (Exhibit 3) (وثيقة محفوظ لدى هيومن رايتس ووتش)؛ رسالة من محمد آل شيخ إلى ياسر الرميان.

[146]  عملا بنص المرسوم الملكي، لوليّ العهد سلطة إنشاء لجان فرعيّة وتفويض صلاحياته إلى آخرين.

[147]  Ahmed Al Omran and Andrew England, “Saudi crown prince’s inner circle vulnerable to shake-up,” Financial Times December 12, 2018, https://www.ft.com/content/718085ae-f8b0-11e8-8b7c-6fa24bd5409c;  Brian Baxter, “Latham Finance Partner Named to World Bank’s Executive Board,” The American Lawyer, September 24, 2012, https://www.law.com/americanlawyer/almID/1202572501115/ (تم الاطلاع في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2024).

[148]  رسالة موقعة من محمد آل الشيخ، 22 ديسمبر/كانون الأول 2017، محفوظة لدى هيومن رايتس ووتش. قدمت الرسالة ضمن إجراءات محكمة كندية. يمكن إيجاد تفاصيل الإجراءات لاحقا في هذا التقرير.

[149]  “Saudi Arabia: Senior Saudi Minister Mohammed bin Abdulmalek al-Sheikh Oversaw Ritz-Carlton Torture and Shakedowns,” DAWN press release, February 23, 2023, https://dawnmena.org/saudi-arabia-senior-saudi-minister-mohammed-bin-abdulmalek-al-sheikh-oversaw-ritz-carlton-torture-and-shakedowns/ (تم الاطلاع في4 سبتمبر/أيلول 2024).

[150]  Sakab et al. v. Jabri et al., Ontario Superior Court of Justice. Court File No. CV-21-00655418-00CL, Affidavit of Abdulaziz Alnowaiser (Exhibit 3) (محفوظ لدى هيومن رايتس ووتش)؛ رسالة من محمد آل شيخ إلى ياسر الرميان؛ Brian Baxter, “Latham Finance Partner Named to World Bank’s Executive Board,” The American Lawyer, Updated September 24, 2012؛ بحلول أواخر ديسمبر/كان الأول، كان الرجلان على علم بالاعتقالات التعسفية وسوء المعاملة الشديد الذي تعرض له المحتجزون في فندق ريتز كارلتون، فضلا عن إجبارهم على تسليم أصولهم. كان آل شيخ عضوا في لجنة الفساد، التي كان يرأسها وليّ العهد. قال مصدر مطلع إنّ آل شيخ كان في فندق ريتز بشكل شخصي، للمطالبة بتحويل أصول بعض المحتجزين. مقابلة هيومن رايتس ووتش مع مصدر مطلع (تم حجب الاسم)، 15 يوليو/تموز 2022.

[151] “Top Saudi official: Secretive corruption crackdown was "efficient",” CBC News, March 16, 2018, https://www.cbsnews.com/news/crown-prince-mohammed-bin-salman-top-adviser-mohammed-al-sheikh/ (تم الاطلاع في 4 سبتمبر/أيلول 2024). 

[152] السابق.

[153]  Sakab et al. v. Jabri et al., Ontario Superior Court of Justice. Court File No. CV-21-00655418-00CL, Affidavit of Abdulaziz Alnowaiser (Exhibit 3) (محفوظ لدى هيومن رايتس ووتش)؛ Exhibit 3 referred to in affidavit of Abdulaziz Alnowaiser, sworn on January 18, 2021 (محفوظ لدى هيومن رايتس ووتش).

[154]  Articles of Association of Tahakom Investment Company, in Affidavit of Neil David Hargreaves, pp. 214-219, and Registration Certificate of Tahakom Investment Company, Affidavit of Neil David Hargreaves, p. 269, Sakab et al. v. Jabri et al., Ontario Superior Court of Justice, Court File No. CV-21-00655418-00CL) (محفوظ لدى هيومن رايتس ووتش).

[155]  النظام الأساسي لشركة تحكم للاستثمار، Affidavit of Neil David Hargreaves, pp. 214-219, and Registration Certificate of Tahakom Investment Company, Affidavit of Neil David Hargreaves, p. 269, Sakab et al. v. Jabri et al., Ontario Superior Court of Justice, Court File No. CV-21-00655418-00CL, filed DATE) (محفوظ لدى هيومن رايتس ووتش).

وفقا لتقرير صادر عن "الاستقلال"، "في 3 يناير/كانون الثاني 2018، ضمّ الصندوق الذي يرأسه بن سلمان شركة تحكم بهدف السيطرة على الشركات المرتبطة سابقا بمحمد بن نايف، بما في ذلك "شركة السكب السعودية القابضة"، و"ألفا ستار لخدمات الطيران"، و"تيك كونترول"؛ “‘Tahakom’; Bin Nayef’s Group That Is Dominated Now by Saudi Crown Prince,” El-Estiklal, 2021,  https://www.alestiklal.net/en/view/9166/tahakom-bin-nayefs-group-that-is-dominated-now-by-saudi-crown-prince.

[156]  Sakab et al. v. Jabri et al., Ontario Superior Court of Justice, Court File No. CV-21-00655418-00CL, Affidavit of Neil David Hargreaves؛ النظام الأساسي لشركة تحكم؛ شهادة تسجيل شركة تحكم.

[157]  الشركات الـ 20 التي تقرر تحويلها إلى الصندوق تشمل:

شركة إنماء الأرض للاستثمار والتطوير العقاري

شركة بيتا مون المحدودة

الشركة السعودية للتحكم الأمن والتقني، والشركات التابعة لها

شركة سكاب السعودية القابضة   Sakab Saudi Holding Company

شركة ألفا ستار للخدمات المساندة

شركة ألفا ستار للسفر والسياحة

شركة الدعم الإداري Management Support Company

شركة إنفنتيInfinity Support Services Co

شركة درع الأمن للصناعات التحويلية

شركة ألفا ستار للخدمات الجوية

شركة تواري التقنية لتقنية المعلومات

شركة ألفا ستار القابضة

شركة الفجر الجديد للمقاولاتNew Dawn Contracting Company

شركة سكاي برايم للاستثمار المحدودة

شركة سكاي برايم للسفر والسياحة

شركة سكاي برايم للدعم الفني

شركة سكاي برايم للخدمات الجوية

شركة التحكم في التكنولوجيا Technology Control Company

شركة التحكم الأمني Security Control Company

شركة كفاءات حلول الأعمال

[158]  خلُص تقرير جنائي قدّمته شركة ديلويت ضمن إجراءات المحكمة في أونتاريو إلى أنّ الشركات كانت مرتبطة بمحمد بن نايف وتم تأسيسها بين عامي 2008 و2016 تحت إشراف ضابط المخابرات السعودي الأسبق سعد الجبري. والجبري هو المتهم الرئيسي في الاجراءات ومعارض بارز لولي العهد الأمير محمد بن سلمان. Sakab et al. v. Jabri et al., Ontario Superior Court of Justice, Court File No. CV-21-00655418-00CL,  Affidavit of Hissah Saad Almuzaini (Exhibit 3), para. 2.7, (محفوظ لدى هيومن رايتس ووتش).

[159] ˝على السعودية توضيح وضع ولي العهد السابق˝، بيان صحفي لـ هيومن رايتس ووتش، 27 يوليو/تموز 2017، https://www.hrw.org/ar/news/2017/07/27/307174.

[160] ˝السعودية: معتقلون بارزون محتجزون بمعزل عن العالم الخارجي˝، بيان صحفي لـ هيومن رايتس ووتش، 27 يوليو/تموز 2017،

https://www.hrw.org/ar/news/2020/09/06/376290.

[161]  مقابلة مع مصدر (تم حجب الاسم)، 15 يوليو/تموز 2022.

[162]  Affidavit of Hissah Saad Almuzaini (Exhibit 3), para. 2.9, Sakab et al. v. Jabri et al., No. CV-21-00655418-00CL (Ontario Superior Court of Justice (محفوظ لدى هيومن رايتس ووتش).

[163] تم تقديم المستندات كجزء من إجراءات المحكمة الكندية. يمكن العثور على تفاصيل هذه الإجراءات في الصفحة 48.

[164] UN Working Group on Arbitrary Detention, Opinion No. 29/2022 concerning Omar Aljabri, Sarah Aljabri and Salem Almuzaini (United Arab Emirates and Saudi Arabia), May 12, 2022, UN Doc. A/HRC/WGAD/2022/29 https://www.ohchr.org/sites/default/files/2022-06/A-HRC-WGAD-2022-29-ARE-SAU-AEV.pdf (تم الاطلاع في 4 سبتمبر/أيلول 2024).

[165] السابق.

[166] Andrew England and Simeon Kerr, “Saudi Arabia: $3.5bn fraud case set to define crown prince’s anti-graft campaign,” Financial Times, March 28, 2021, https://www.ft.com/content/df95eab7-5dce-48fc-943d-889efe74fd6b (تم الاطلاع في 11 يوليو/تموز 2024).

[167] Adam Crafton, “Newcastle chairman Al-Rumayyan faces $74m lawsuit for ‘carrying out’ malicious instructions of Bin Salman,” The Athletic, January 16, 2024, https://www.nytimes.com/athletic/5197880/2024/01/16/newcastle-united-al-rumayyan-pif/ (تم الاطلاع في 5 سبتمبر/أيلول 2024).

[168] Reuters, “U.N. calls on Saudi Arabia to free relatives of former spy chief,” Reuters, June 10, 2022 https://www.reuters.com/world/middle-east/un-calls-saudi-arabia-free-relatives-former-spy-chief-2022-06-10/ (تم الاطلاع في 12 يونيو/حزيران 2024)؛

˝السعودية: عقاب جماعي لولدَي مسؤول سابق˝، بيان صحفي لـ هيومن رايتس ووتش، 25 يوليو/تموز 2021، https://www.hrw.org/ar/news/2021/07/25/saudi-arabia-collective-punishment-ex-officials-children.

[169]  Office of the High Commissioner on Human Rights, UN Special Rapporteur, Annex to the Report on Investigation into the unlawful death of Mr. Jamal Khashoggi,  A/HRC/41/CRP.1, 19 June 2019,

https://www.ohchr.org/EN/HRBodies/HRC/RegularSessions/Session41/Documents/A_HRC_41_CRP.1.docx (تم الاطلاع في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2024).

[170]  السابق، الفقرة 86.

[171]  السابق، ص 17.

[172]  “Publication for harmonized Rules for OAT under IFR inside controlled Airspace of the ECAC Area,” EUROCONTROL,  December 14, 2021, https://www.eurocontrol.int/publication/eurocontrol-publication-harmonized-rules-oat-under-ifr-inside-controlled-airspace-ecac (تم الاطلاع في 13 يوليو/تموز 2022).

[173]  Türkiye Aeronautical Information Publication, Directorate General of Civil Aviation, April 2, 2015, rule 1.16. https://web.shgm.gov.tr/documents/sivilhavacilik/files/pdf/haberler/AIP_GEN_1_2.pdf (تم الاطلاع في 13 يوليو/تموز 2022).

[174]  وفقا للمقررة الخاصة للأمم المتحدة، فإنّ المسؤولين التسعة الذين كانوا على متن طائرة سكاي برايم HZ-SK2 هم: فهد البلوي، وثائر الحربي، ومصطفى المدني، وبدر العتيبي، وتركي الشهري، ووليد الشهري، وسيف القحطاني، وماهر مترب، ود. صالح الطبيجي. كان هذا الأخير الطبيب الشرعي الذي استخدم المنشار لتقطيع أوصال خاشقجي، وفقا لـ"منظمة المخابرات الوطنية التركية". OHCHR, UN Special Rapporteur, Annex to the Report on Investigation into the unlawful death of Mr. Jamal Khashoggi,  A/HRC/41/CRP.1, 19 June 2019, para. 96,, para. 96

[175]  السابق، الفقرة 202.

[176]  السابق، الجدول أ.

[177]  السابق، الجدول ج.

[178]  Mamdooh Mokhtar, previously Vice President of Operations at Alpha Star, was appointed successor of Almuzaini as CEO of Sky Prime . ”Mamdooh Mokhtar,” ZoomInfo, https://www.zoominfo.com/p/Mamdooh-Mokhtar/3000482476 (تم الاطلاع في 20 يوليو/تموز 2022) و”Sky Prime secures Part 151 license for ground handling services,” Aviation Business ME, June 24, 2018, https://www.aviationbusinessme.com/private-aviation/17200-sky-prime-secures-part-151-license-for-ground-handling-services (تم الاطلاع في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2024). في ديسمبر/كانون الأول 2018، بعد أشهر من نقل الملكية إلى الصندوق، فصل الصندوق الشركتين، بحيث تخدم شركة ألفا ستار القطاع الحكومي وشركة سكاي برايم القطاع التجاري. قال [الرئيس التنفيذي ممدوح مختار]: "اختار الصندوق فصل الشركتين. ستخدم ألفا ستار القطاع الحكومي، بينما ستركز سكاي برايم على الجانب التجاري، ودعم صناعة الطيران. ولذا، فإنّ هذا هو التركيز الأساسي وراء التنظيم الجديد، وأعتقد أنّه سيخدم مصالح الشركتين بشكل أفضل من ضمّهما معا، لأنهما بخلاف ذلك سيواجهان عددا من تضارب المصالح التجاريّة"؛ Peter Shaw-Smith, “Sky Prime Goes It Alone in Saudi Market,” Aviation International News, December 12, 2018, https://www.ainonline.com/aviation-news/business-aviation/2018-12-12/sky-prime-goes-it-alone-saudi-market (تم الاطلاع في 20 يوليو/تموز 2022).

[179]  "نيوم"، https://www.neom.com/ar-sa (تم الاطلاع في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2024)؛ Ruth Michaelson, “’It’s being built on our blood’: the true cost of Saudi Arabia’s $500bn megacity,” The Guardian, May 4, 2020, https://www.theguardian.com/global-development/2020/may/04/its-being-built-on-our-blood-the-true-cost-of-saudi-arabia-5bn-mega-city-neom; Faisal Assegaf, “Bin Salman disconnected Huwaitat tribe from the world because they refused Neom project,” AlBalad, May 6, 2021 https://albalad.co/wawancara/2021A10974/bin-salman-disconnected-huwaitat-tribe-from-the-world-because-they-refused-neom-project/. (تم الاطلاع في 17 يناير/كانون الثاني 2024).

[180]  منظمة القسط، "الجانب المظلم من مشروع نيوم: مصادرة أراضي سكان المنطقة وتهجيرهم ومتابعتهم قضائيا"، فبراير/شباط 2023، https://alqst.org/uploads/the-dark-side-of-neom-expropriation-expulsion-and-prosecution-ar.pdf.

[181]  Vivian Nereim, ”MBS’s $500 Billion Desert Dream Just Keeps Getting Weirder,” Bloomberg Businessweek, July 14, 2022, https://www.bloomberg.com/features/2022-mbs-neom-saudi-arabia/ (تم الاطلاع في 2 أغسطس/آب 2022).

[182]  السابق، "استشهاد عبد الرحيم الحويطي في السعودي"، مقطع فيديو، يوتيوب، 14 أبريل/نيسان 2020، https://www.youtube.com/watch?v=f8Mp_CKbjdE&t=2s (تم الاطلاع في 7 مارس/آذار 2024).

[183]  السابق.

[184] منشور على إكس، @n_alharbi112، “بيت #شهيد_نيوم .. كمية الطلقات وحجم القوه المستخدمة ينعكس مدى خوف سلطات #السعودية من رجل حر!”،  https://x.com/n_alharbi112/status/1250733137149267971 (تم الاطلاع في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2024).

[185]  "السعودية: مقتل المطلوب عبد الرحيم الحويطي في تبوك"، الشرق الأوسط، 16 أبريل/نيسان 2020، https://aawsat.com/home/article/2236381/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%82%D8%AA%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%84%D9%88%D8%A8-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D9%8A%D8%B7%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D8%A8%D9%88%D9%83 (تم الاطلاع في 11 يونيو/حزيران 2024).

[186]  Assegaf, “Bin Salman disconnected Huwaitat tribe from the world because they refused Neom project,” AlBalad; Frank Gardner, “Saudi tribe challenges crown prince’s plans for tech city,” BBC, April 23, 2020, https://www.bbc.com/news/world-middle-east-52375343 (تم الاطلاع في 18 يناير/كانون الثاني 2024).

[187]  القسط، الجانب المظلم من مشروع نيوم: مصادرة أراضي سكان المنطقة وتهجيرهم ومتابعتهم قضائيا.

[188]  السابق.

[189]   مقابلات هيومن رايتس ووتش مع (تم حجب الاسم)، وادي روم، الأردن، 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.

[190]  Borzou Daragahi and Bel Trew, ”Neom: Ancient Saudi tribe in danger of ‘disappearing off face of the earth’ to make way for vanity project,” Independent October 5, 2020,https://www.independent.co.uk/news/world/middle-east/neom-saudi-arabia-city-mbs-huwaitat-b809153.html (تم الاطلاع في 17 يوليو/تموز 2022)؛ Assegaf, “Bin Salman disconnected Huwaitat tribe from the world because they refused Neom project,” AlBalad

[191]  “Bin Salman imposes a tightening siege on the Al-Hawaitat tribe, forcing them to leave homes,” Saudi Leaks,  January 13, 2021, https://saudileaks.org/en/al-huwaitat/ (تم الاطلاع في 17 يوليو/تموز 2022).

[192]  Sarah Leah Whitson and Abdullah Alaoudh, ”Mohammed bin Salman’s Bloody Dream City of Neom,” Foreign Policy  April 27, 2020 https://foreignpolicy.com/2020/04/27/mohammed-bin-salman-neom-saudi-arabia/ (تم الاطلاع في 17 يوليو/تموز 2022)؛ Vivian Nereim, ”Hope Turns to Doubt, Then Gunfire, as Saudi Megacity Emerges,” Bloomberg April 24, 2020, https://www.bloomberg.com/news/articles/2020-04-24/hope-turns-to-doubt-then-gunfire-as-new-saudi-megacity-emerges (تم الاطلاع في 17 يوليو/تموز 2022)؛ Ruth Michaelson, ‘It’s being built on our blood’: the true cost of Saudi Arabia’s $500bn megacity, The Guardian, May 4, 2020, https://www.theguardian.com/global-development/2020/may/04/its-being-built-on-our-blood-the-true-cost-of-saudi-arabia-5bn-mega-city-neom.

[193]  Nereim, ”MBS’s $500 Billion Desert Dream Just Keeps Getting Weirder,” Bloomberg Businessweek,

[194]  السابق.

[195]  العربية، "استمرار تطوير أحياء جدة العشوائية"، مقطع فيديو،  يوتيوب، 23 يناير/كانون الثاني 2022، https://www.youtube.com/watch?v=vBn55fx6Zrs (تم الاطلاع في 20 يناير/كانون الثاني 2024)؛ عبد الله الراجحي، "بالصور... سبق ترصد إزالة عشوائيات جدة.. القضاء على بؤر الجريمة والمخدرات وتأهيلها حضاريا"، صحيفة سبق الالكترونية، https://sabq.org/saudia/ylw53t ، 24 يناير/كانون الثاني 2022، (تم الاطلاع في 20 يناير/كانون الثاني 2024)؛

Rawan Radwan, “How Jeddah redevelopment project aims to clean up urban environment, improve quality of life,” Arab News, April 13, 2022, https://www.arabnews.com/node/2062821/saudi-arabia#:~:text=%E2%80%9CThe%20conditions%20in%20these%20areas,These%20are%20all%20facts.%E2%80%9D (تم الاطلاع في 19 سبتمبر/أيلول 2024).

[196]  “ALQST survey documents the devastating impacts of Jeddah evictions and home demolitions,” ALQST, news release, April 20, 2022, https://www.alqst.org/ar/posts/698 (تم الاطلاع في 20 يناير/كانون الثاني 2024).

[197]  "هدد جدّة: عمليات التهجير القسري وتدمير الأحياء تعرّض أكير من مليون من السكان للخطر"، بيان صحفي لـ دون، 17 أكتوبر/تشرين الأول 2022، https://dawnmena.org/ar/%d9%87%d8%af%d8%af-%d8%ac%d8%af%d8%a9-%d8%b9%d9%85%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%87%d8%ac%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b3%d8%b1%d9%8a-%d9%88%d8%aa%d8%af%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%a7/ (تم الاطلاع في 28 يناير/كانون الثاني 2024).

[198]  "المملكة العربية السعودية: عمليات هدم جماعية وإخلاء قسرية مشوبة بالانتهاكات والتمييز"، بيان صحفي للعفو الدوليّة، 22 يونيو/حزيران 2022، https://www.amnesty.org/ar/latest/news/2022/06/saudi-arabia-mass-demolitions-and-forced-evictions-marred-by-violations-and-discrimination/ (تم الاطلاع في 28 يناير/كانون الثاني 2024).

[199]  Roll, “A Sovereign Wealth Fund for the Prince,” German Institute for International and Security Affairs,  at 10. See also  “Our mission and core responsibilities”, Norges Bank

[200]  Kyle Hatton and Katharina Pistor, “Maximizing Autonomy in the Shadow of Great Powers: The Political Economy of Sovereign Wealth Funds”, Columbia Journal of Transnational Law 50, 1,2012, p. 3.

[201]  تعمل لوحة النتائج على تقييم الصناديق على أساس هيكليتها (مثلا، ما إذا كان استخدام أرباح الصندوق مذكورا) والحوكمة (مثلا هل يتخذ المديرون قرارات) والشفافية والمساءلة (مثلا، هل يكشف الصندوق عن عوائد الاستثمارات وينشر تقارير ربع سنوية) والسلوك (مثلا، هل يفصح الصندوق عن سياسة تعديل المحافظ الاستثمارية).   Maire, Mazarei and Turman, “Sovereign Wealth Funds Are Growing More Slowly, and Governance Issues Remain,” Peterson Institute for International Economics, p. 4-6

[202]  Maire,  Mazarei and . Turman, ”Sovereign Wealth Funds Are Growing More Slowly, and Governance Issues Remain,”  Peterson Institute for International Economics,  p. 1

[203]  Jones, Kalin, and Said, “Saudi Crown Prince Tangles With Sovereign Wealth Fund Over How to Invest Oil Riches,” The Wall Street Journal, https://www.wsj.com/articles/saudi-arabia-mbs-mohammed-bin-salman-public-investment-fund-11672766494   (تم الاطلاع في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2024).

[204]  السابق.

[205] "سياسات حوكمة البيانات الوطنيّة"، مكتب إدارة البيانات الوطنيّة، النسخة 1، 1 يونيو/حزيران 2020، https://sdaia.gov.sa/ndmo/Files/PoliciesAr.pdf (تم الاطلاع في 22 أغسطس/آب 2024).

[206]  السابق.

[207]  "سياسة الحصول على المعلومات العامة"، وزارة العدل، https://www.moj.gov.sa/ar/Ministry/Pages/Info-Rights.aspx (تم الاطلاع في 22 أغسطس/آب 2024)؛ "سياسة حق الحصول على المعلومة"، وزارة المالية، https://www.mof.gov.sa/Portal/Pages/Data_Sharing_Regulations.aspx (تم الاطلاع في 22 أغسطس/آب 2024).

[208]  "سياسات حوكمة البيانات الوطنيّة"، مكتب إدارة البيانات الوطنيّة.

[209]  نظام عقوبات نشر الوثائق والمعلومات السرية وافشائها، مرسوم ملكي رقم م/35، 12 أبريل/نيسان 2011، https://laws.boe.gov.sa/BoeLaws/Laws/LawDetails/77d77bae-afbb-4481-a1cd-a9a700f1744b/1#:~:text=%D9%85%D8%B9%20%D8%B9%D8%AF%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%84%20%D8%A8%D8%A3%D9%8A%20%D8%B9%D9%82%D9%88%D8%A8%D8%A9,%D8%B9%D9%84%D9%89%20%D9%88%D8%AB%D8%A7%D8%A6%D9%82%20%D8%A3%D9%88%20%D9%85%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%AA%20%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9. (تم الاطلاع في 2 فبراير/شباط 2024).

[210]  Stephen Foley, "US consulting firms accused of withholding information on Saudi ties,” Financial Times, February 1, 2024, https://www.ft.com/content/f2938a10-39bb-4040-a786-00bc98e03061 (تم الاطلاع في 4 فبراير/شباط 2024).

[211]  Memorandum from Chairman Richard Blumenthal to Members of the Permanent Subcommittee on Investigations on the Status of Responses to Subpoenas Issued to U.S. Consultants for the Saudi Arabian Public Investment Fund, February 1, 2024 https://www.hsgac.senate.gov/wp-content/uploads/2024-2-1-Memorandum-from-Chairman-Blumenthal-to-Members-of-PSI.pdf (تم الاطلاع في 8 فبراير/شباط 2024).

[212]  السابق.

[213]  السابق.

[214]  Testimony of Michael S. Klein, M. Klein & Company, Hearing Before the United States Senate Permanent Subcommittee on Investigations, Committee on Homeland Security and Governmental Affairs, February 6, 2024, https://www.hsgac.senate.gov/wp-content/uploads/Testimony-Klein-02-06-24.pdf (تم الاطلاع في 8 فبراير/شباط 2024).

[215]  نظام عقوبات نشر الوثائق والمعلومات السرية وافشائها.

[216]  النظام الأساسي للحكم رقم أ/90، 1 مارس/آذار 1992، https://laws.boe.gov.sa/BoeLaws/Laws/LawDetails/16b97fcb-4833-4f66-8531-a9a700f161b6/1 (تم الاطلاع في 4 فبراير/شباط 2024).

[217]  "السعوديّة: قانون مكافحة الإرهاب يُسهّل الانتهاكات"، بيان صحفي لـ هيومن رايتس ووتش، 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، https://www.hrw.org/ar/news/2017/11/23/311733.

[218]  "السعودية: الحكم بسجن امرأة 34 عاما بسبب تغريدات"، بيان صحفي لـ هيومن رايتس ووتش، 19 أغسطس/آب 2022، https://www.hrw.org/ar/news/2022/08/19/saudi-arabia-woman-sentenced-34-years-tweets؛ "السعودية: الحكم على رجل بالإعدام بسبب تغريدات"، بيان صحفي لـ هيومن رايتس ووتش، 29 أغسطس/آب 2023، https://www.hrw.org/ar/news/2023/08/29/saudi-arabia-man-sentenced-death-tweets.

[219]  وفقا لإيداعات مقدّمة إلى وزارة العدل الأمريكيّة، سيتم استثمار الـ 500 مليار دولار من قبل الصندوق ومستثمرين محليين آخرين: "سيتم دعم نيوم بأكثر من 500 مليار دولار على امتداد السنوات القادمة من قبل صندوق الاستثمارات العامة السعودي، وكذلك مستثمرين محليين ودوليين". Neom and Ruder Finn Contract, Exhibit A to Registration Statement Pursuant to the Foreign Agents Registration Act, US Department of Justice (22 June 2020) (محفوظ لدى هيومن رايتس ووتش)، ص 6؛ ”Saudi NEOM set up as joint stock company run by state fund,” Reuters January 29, 2019, https://www.reuters.com/article/saudi-neom-idAFL5N1ZT4C9 (تم الاطلاع في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2024)؛ انظر أيضا، NEOM Established as a Closed Joint-Stock Company Owned by Saudi Sovereign Wealth Fund,” The Embassy of the Kingdom of Saudi Arabia,  January 29, 2019, https://www.saudiembassy.net/news/neom-established-closed-joint-stock-company-owned-saudi-sovereign-wealth-fund (تم الاطلاع في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2024)؛ ”Saudi NEOM set up as joint stock company run by state fund,” CNBC, January 29, 2019, https://www.cnbc.com/2019/01/29/saudi-neom-set-up-as-joint-stock-company-run-by-state-fund.html (تم الاطلاع في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2024).

[220]  Nereim, “MBS’s $500 Billion Desert Dream Just Keeps Getting Weirder,” Bloomberg Businessweek

[221]  السابق.

[222]  السابق.

[223]  السابق. من بين الأمثلة الملموسة العديدة، ذكرت بلومبرغ أنّ أمريكيا عُرضت عليه مبالغ كبيرة من المال لإيجاد "جماليات الأعمال الرائدة في مجال الخيال العلمي، مثل "بليد رانر" (Blade Runner) لمشروع محمد بن سلمان نيوم، وأنّ كتالوغ نيوم تضمّن "مصاعد تطير بطريقة ما عبر السماء، وميناء فضائي حضري، ومباني على شكل حلزون مزدوج، وأجنحة صقر ممدودة، وزهرة متفتحة". Nereim, “MBS’s $500 Billion Desert Dream Just Keeps Getting Weirder,” Bloomberg.

[224]  السابق.

[225]  السابق.

[226]  Ahmed Walid, “PIF to take control of Saudi Arabia’s four biggest clubs as part of major shake-up in Pro League,” The Athletic, June 5, 2023, https://theathletic.com/4581869/2023/06/05/saudi-arabia-pif-pro-league/?redirected=1&source=googlesearch&access_token=15407003 (تم الاطلاع في 4 فبراير/شباط 2024).

[227]  Julien Laurens, “Karim Benzema considers Real Madrid future amid mega Saudi bid – source,” ESPN, May 30, 2023, https://www.espn.com/soccer/story/_/id/37759346/source-benzema-mulls-real-madrid-future-amid-saudi-bid (تم الاطلاع في 4 فبراير/شباط 2024).

[228]  Rory Smith, Tariq Panja, and Ahmed Al Omran, “Inside the Saudi Gold Rush,” The New York Times, July 13, 2023, https://www.nytimes.com/2023/07/13/sports/soccer/saudi-soccer.html (تم الاطلاع في 9 فبراير/شباط 2024).

[229]  مجلس حقوق الإنسان، "تقرير المقرر الخاص المعني بمسألة الفقر المدقع وحقوق الإنسان عن زيارته إلى المملكة العربيّة السعوديّة"، A/HRC/35/26/Add.3، 16 أبريل/نيسان 2017، https://documents.un.org/doc/undoc/gen/g17/102/75/pdf/g1710275.pdf (تم الاطلاع في 9 فبراير/شباط 2024).

[230]  السابق.

[231]  الأسكوا، "3.3 مليون مواطن في بلدان مجلس التعاون الخليجي في براثن الفقر"، مايو/أيار 2023، https://www.unescwa.org/ar/publications/%D8%A5%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%A7%D8%AA-%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D9%84-%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB%D8%A9-%D9%85%D9%84%D8%A7%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B7%D9%86-%D8%A8%D9%84%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%B3-%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%86-%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%AC%D9%8A-%D9%81%D9%82%D8%B1 (تم الاطلاع في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2024).

[232]  السابق.

[233] العهد الدولي الخاص بالحقوق الاجتماعية والثقافية، تم اعتماده  في 16 كانون الأول/ديسمبر 1966، قرار الجمعية العامة 2200A (XXI)، الملحق رقم 16 من جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة (رقم 49)، وثيقة الأمم المتحدة A/6316 (1966)، 993 U.N.T.S. 3، دخل حيز النفاذ في 3 كانون الثاني/يناير 1976.

[234]  Riley Hamel, “A complete timeline of LIV Golf, leading up to PGA Tour merger,” Golfweek, June 6, 2023, https://golfweek.usatoday.com/lists/liv-golf-history-pga-tour-merger/ (تم الاطلاع في 8 يونيو/حزيران 2023).

[235] منشور على إكس، @ChrisMurphyCT، "إنه لأمر غريب للغاية. كان مسؤولون من رابطة لاعبي الجولف في مكتبي قبل بضعة أشهر يتحدثون عن سجل حقوق الإنسان السعودي الذي قد يمنعهم من المشاركة في رياضة أمريكية كبرى. أعتقد أن مخاوفهم ربما لم تكن تتعلق بحقوق الإنسان حقًا؟"، 6 يونيو/حزيران 2023، https://twitter.com/ChrisMurphyCT/status/1666111578242990080 (تم الاطلاع في 2 سبتمبر/أيلول 2023).

[236] Gabby Herzig, “PGA Tour, PIF working without deadline for agreement,” The Athletic, August 28, 2024, https://www.nytimes.com/athletic/5729181/2024/08/28/pga-tour-pif-liv-golf-agreement-monahan/ (تم الاطلاع في 5 سبتمبر/أيلول 2023).

[237]  Karim Zidan and Tariq Panja, “Lionel Messi, Saudi Arabia and the Deal That Paid Off for Both Sides,” The New York Times, June 18, 2023, https://www.nytimes.com/2023/06/18/sports/soccer/lionel-messi-saudi-arabia.html (تم الاطلاع في 8 فبراير/شباط 2024).

[238]  السابق.

[239]  Nikita Muzrov, “Vice Pulled a Documentary Critical of Saudi Arabia. But Here It Is.” The Intercept, September 9, 2023, https://theintercept.com/2023/09/09/vice-deleted-documentary-saudi-arabia/ (تم الاطلاع في 17 سبتمبر/أيلول 2023).

[240]  السابق.

[241] Jim Waterson, “Vice blocked news stories that could offend Saudi Arabia, insiders say,” The Guardian, August 15, 2023, https://www.theguardian.com/media/2023/aug/15/vice-blocked-news-stories-that-could-offend-saudi-arabia-insiders-say (تم الاطلاع في 17 سبتمبر/أيلول 2023).

[242]  السابق.

[243] السابق.

[244]  “Blumenthal Opens Probe Into PGA Tour & LIV Golf Agreement,” Richard Blumenthal news release, June 12, 2023 https://www.blumenthal.senate.gov/newsroom/press/release/blumenthal-opens-probe-into-pga-tour-and-liv-golf-agreement (تمّ الاطلاع في 11 يونيو/حزيران 2024).

[245]  Testimony of Ben Freeman, Permanent Subcommittee on Investigations of the Committee on Homeland Security and Governmental Affairs of the United States Senate, Hearing on “The PGA Tour-LIV Deal: Examining the Saudi Arabian Public Investment Fund’s Investments in the United States, September 13, 2023, https://www.hsgac.senate.gov/wp-content/uploads/Freeman-Testimony.pdf (تم الاطلاع في 17 سبتمبر/أيلول 2023).

[246]  Opening Statement of Chairman Richard Blumental, U.S. Senate Permanent Subcommittee on Investigations, February 6, 2024, https://www.hsgac.senate.gov/wp-content/uploads/2024-02-06-Chair-Blumenthal-Opening-Statement-1.pdf (تم الاطلاع في 9 فبراير/شباط 2024).

[247]  Blumenthal Opens Probe Into PGA Tour & LIV Golf Agreement,” Richard Blumenthal news release, June 12, 2023, https://www.blumenthal.senate.gov/newsroom/press/release/blumenthal-opens-probe-into-pga-tour-and-liv-golf-agreement  (تم الاطلاع في 11 يونيو/حزيران 2024).

[248]  Letter to Mr. Jay Monahan, , United States Senate Committee on Homeland Security and Governmental Affairs , June 12, 2023, https://www.hsgac.senate.gov/wp-content/uploads/2023-06-12-Blumenthal-Request-to-PGA-re-Agreement_Redacted.pdf (تم الاطلاع في 9 فبراير/شباط 2024)؛ Letter to Mr. Gregory Norman, United States Senate Committee on Homeland Security and Governmental Affairs, June 12, 2023, https://www.hsgac.senate.gov/wp-content/uploads/2023-06-12-Blumenthal-Request-to-LIV-Golf-re-Agreement_Redacted.pdf (تم الاطلاع في 9 فبراير/شباط 2024).

[249]  “Permanent Subcommittee on Investigations will Continue its Inquiry into Saudi Public Investment Fund,” Richard Blumenthal news release, January 30, 2024, https://www.blumenthal.senate.gov/newsroom/press/release/permanent-subcommittee-on-investigations-will-continue-its-inquiry-into-saudi-public-investment-fund (تم الاطلاع في 9 فبراير/شباط 2024).

[250]  Letter to Mr. Yasir al-Rumayyan, United States Senate Committee on Homeland Security and Governmental Affairs, June 21, 2023, https://www.hsgac.senate.gov/wp-content/uploads/2023-06-21-Blumenthal-and-Johnson-Hearing-Invitation-to-al-Rumayyan_Redacted.pdf (تم الاطلاع في 9 فبراير/شباط 2024).

[251]  “Blumenthal, Johnson Announce Witnesses to Appear at July 11 Hearing on Proposed PGA Tour-LIV Gold Agreement,” Richard Blumenthal news release, Jule 3, 2023, https://www.blumenthal.senate.gov/newsroom/press/release/blumenthal-johnson-announce-witnesses-to-appear-at-july-11-hearing-on-proposed-pga-tour-liv-golf-agreement (تم الاطلاع في 9 فبراير/شباط 2024).

[252]  Letter to PIF Governor Yasir al-Rumayyan, United States Senate Committee on Homeland Security and Governmental Affairs, July 27, 2023, https://www.hsgac.senate.gov/wp-content/uploads/2023-07-27-Blumenthal-Request-to-PIF_Redacted.pdf (تم الاطلاع في 9 فبراير/شباط 2024).

[253]  Letter to PIF Governor Yasir al-Rumayyan, United States Senate Committee on Homeland Security and Governmental Affairs, August 16, 2023, (attachment A) https://www.hsgac.senate.gov/wp-content/uploads/2023-08-16-Blumenthal-Letter-to-PIF-re-Response-Letter_Redacted.pdf (تم الاطلاع في 9 فبراير/شباط 2024).

[254]  السابق.

[255]  السابق.

[256]  Memorandum from Chairman Richard Blumenthal to Members of the Permanent Subcommittee on Investigations on the Issuance of Subpoena to Saudi Arabian Public Investment Fund’s United States Subsidiary, September 13, 2023, https://www.hsgac.senate.gov/wp-content/uploads/2023-09-13-Chair-Blumenthal-Memo-to-PSI-Members-Regarding-USSA-Subpoena-with-Subpoena-Attachment_Redacted.pdf (تم الاطلاع في 16 فبراير/شباط 2024).

[257]  “Permanent Subcommittee on Investigations will Continue its Inquiry into Saudi Public Investment Fund,” Richard Blumenthal news release

[258]  Memorandum from Chairman Richard Blumenthal to Members of the Permanent Subcommittee on Investigations on the Status of Responses to Subpoenas Issued to U.S. Consultants for the Saudi Arabian Public Investment Fund, February 1, 2024, https://www.hsgac.senate.gov/wp-content/uploads/2024-2-1-Memorandum-from-Chairman-Blumenthal-to-Members-of-PSI.pdf (تم الاطلاع في 16 فبراير/شباط 2024).

[259]  نظام عقوبات نشر الوثائق والمعلومات السرية وإفشائها.

[260] دانييل بور، شريكة ورئيسة الشؤون العامة العالمية في شركة ماكنزي آند كومباني، رسالة إلكترونية إلى هيومن رايتس ووتش، 4 سبتمبر/أيلول 2024. للاطلاع على الرسالة كاملة: https://www.hrw.org/sites/default/files/media_2024/11/202411mena_PIF_mckinsey.pdf.

[261] لورانس ف. كارنيفال، المستشار العام لشركة تينيو، رسالة إلكتروني إلى هيومن رايتس ووتش، 4 سبتمبر/أيلول 2024. للاطلاع على الرسالة كاملة: https://www.hrw.org/sites/default/files/media_2024/11/202411mena_PIF_teneo.pdf.

[262]  Rules of Procedure, Senate Permanent Subcommittee on Investigations of the Committee on Homeland Security and Governmental Affairs, United States Senate, March 2023 https://www.congress.gov/118/cprt/SPRT51199/CPRT-118SPRT51199.pdf (تم الاطلاع في 30 يوليو/تموز 2024).

[263]  Senate Permanent Subcommittee on Investigations Historical Background, Committee on Homeland Security and Governmental Affairs, United States Senate, March 24, 2023 https://www.hsgac.senate.gov/media/reps/permanent-subcommittee-on-investigations-historical-background (تم الاطلاع في 30 يوليو/تموز 2024).

[264]  Opening Statement of Chairman Richard Blumenthal “Foreign Influence in the United States: Reviewing Boston Consulting Group, McKinsey & Company, M. Klein and Company, and Teneo’s Compliance With Congressional Subpoenas”, February 6, 2024 https://www.hsgac.senate.gov/wp-content/uploads/2024-02-06-Chair-Blumenthal-Opening-Statement-1.pdf

[265]  Andrew Beaton and Louise Radnofsky, “PGA Tour Accuses LIV Golf’s Saudi Benefactors of Claiming Immunity From U.S. Courts,” The Wall Street Journal, November 5, 2022, https://www.wsj.com/articles/liv-golf-pga-tour-lawsuit-saudi-arabia-immunity-11667658780?mod=article_inline (تم الاطلاع في 17 سبتمبر/أيلول 2023).

[266]  السابق. انظر أيضا: Jones v. PGA Tour, Inc., No. 22-cv-04486-BLF (N.D. Cal. Apr. 3, 2023).

[267]  Letter to PIF Governor Yasir al-Rumayyan, United States Senate Committee on Homeland Security and Governmental Affairs, August 16, 2023

[268]  The Committee on Foreign Investment in the United States (CFIUS), US Department of the Treasury, https://home.treasury.gov/policy-issues/international/the-committee-on-foreign-investment-in-the-united-states-cfius (تم الاطلاع في 29 يوليو/تموز 2024).

[269]  Andrew England, “Saudi Arabia fund hires PR firm in the wake of Khashoggi murder,” Financial Times, March 19, 2019, https://www.ft.com/content/f3dbfb18-4a5a-11e9-8b7f-d49067e0f50d (تم الاطلاع في 11 يوليو/تموز 2022).

[270]  تمّ تحديد الأهداف في العقد، حيث تشير عبارة 'الطرف الأول' إلى الصندوق: "خلق تمايز واضح بين الطرف الأول (ومهمته القائمة على الاستثمار) والقيادة السياسية في السعودية". "تعزيز سمعة وصورة الطرف الأول وكبار المسؤولين التنفيذيين فيه مع التأكيد على الغرض التجاري البحت من الأول والتركيز على انجازاته"؛ "بناء الثقة وتحسين العلاقات مع الأطراف الدولية الرئيسية، مثل المستثمرين الحاليين والمحتملين وشركات المحافظ، وقادة الأعمال والأطراف الثالثة المؤثرة الأخرى، والإعلام، إلخ"؛ "ضمان حسن استعداد الطرف الأوّل لأي تطورات سلبيّة محتملة وأي تدقيق مستقبلي خارجي قد يواجهه"؛ PIF and Karv Communications Contract, Exhibit A to Registration Statement Pursuant to the Foreign Agents Registration Act, US Department of Justice (25 February 2019) (محفوظ لدى هيومن رايتس ووتش)، ص 21. من غير الواضح ما هي النتائج المباشرة لعمل كارف، لكن الرسائل التي كان كارف يدفعها بدأت تظهر في أماكن بارزة. من أهداف كارف في مرحلة التنفيذ، وفقا للعقد مع الصندوق، هو "رفع مكانة كبار المسؤولين التنفيذيين للطرف الأول"؛ PIF and Karv Communications Contract, Exhibit A to Registration Statement Pursuant to the Foreign Agents Registration Act, US Department of Justice (25 February 2019) (محفوظ لدى هيومن رايتس ووتش)، ص 21. في مارس/آذار 2020، نشرت بلومبرغ نبذة عن محافظ الصندوق ياسر الرميان. وفي مقابلة مع "ذي أثليتك" بتاريخ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2021، قالت أماندا ستافيليف، عضو مجلس إدارة فريق نيوكاسل يونايتد: "نحن نأخذ حقوق الإنسان بجديّة بالغة، لكن حليفنا هو الصندوق، وليس الدولة السعودية. لقد تمّ الحسم في الانفصال، إنها ليست مسألة تبييض رياضي، إنه استثمار"، George Caulkin, “Amanda Staveley interview: ‘Why do Keegan and Shearer get so little recognition from our club?,” The Athletic, October 8, 2021, https://theathletic.com/2875873/2021/10/08/amanda-staveley-interview-why-do-keegan-and-shearer-get-so-little-recognition-from-our-club/ (تم الاطلاع في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2024)؛ انتهى العقد بين الصندوق وكارف في يونيو/حزيران 2021.

Julian Pecquet, “NY’s Karv Communications ends work for MBS’ Saudi investment fund,” Foreign Lobby Report, October 12, 2021  https://www.foreignlobby.com/2021/10/12/two-ex-lawmakers-join-ethiopia-accounts-anti-turkey-coalition-unites-against-f-16-sale-nys-karv-communications-ends-work-for-mbs-saudi-investment-fund/ (تم الاطلاع في 11 يوليو/تموز 2022).

[271] Andrew England, “Saudi Arabia fund hires PR firm in the wake of Khashoggi murder,” Financial Times, March 19, 2019, https://www.ft.com/content/f3dbfb18-4a5a-11e9-8b7f-d49067e0f50d  (تم الاطلاع في 11 يوليو/تموز 2022).

[272] رسالة إلكترونية من أندرو إنغلند إلى هيومن رايتس ووتش، 29 أغسطس/آب 2024.

[273]  “Russia’s RDIF enhances investment in KSA with support of green initiatives,” Arab News, April 1, 2021, https://www.arabnews.com/node/1835666/saudi-arabia#:~:text=JEDDAH%3A%20Russia%E2%80%99s%20Direct%20Investment%20Fund%20%28RDIF%29%2C%20the%20country%E2%80%99s,Initiative%2C%20announced%20by%20Crown%20Prince%20Mohammed%20bin%20Salman (تم الاطلاع في 11 يوليو/تموز 2022).

[274]  "بلاك روك توقع اتفاقية مع صندوق الاستثمارات العامة لتأسيس منصة إدارة استثمارات متعددة الأصول في مدينة الرياض تعزز من تطور أسواق المال المحليّة"، بيان صحفي لـ صندوق الاستثمارات العامة، 30 أبريل/نيسان 2024، https://www.pif.gov.sa/ar/news-and-insights/press-releases/2024/blackrock-signs-agreement-with-pif-to-accelerate-growth-of-capital-markets-in-saudi-arabia-by-launching-a-riyadh-based-multi-asset-investment-management-platform/  (تم الاطلاع في 11 يوليو/تموز 2022).

[275]  Ali Dogan, “Saudi Arabia’s Neom Diplomacy,” Carnegie, March 3, 2021, https://carnegieendowment.org/sada/83975 (تم الاطلاع في 11 يوليو/تموز 2022) ; Abdul Hadi Habtoor, “Russia’s Investment Fund to Participate in NEOM Project,” Asharq Al-Awsat , October 27, 2017, https://english.aawsat.com//home/article/1065331/russia%e2%80%99s-investment-fund-participate-neom-project (تم الاطلاع في 11 يوليو/تموز 2022).

[276]  “Saudi sovereign fund, Russian Direct Investment Fund eyeing new investment projects,” TASS, November 2, 2017, https://tass.com/economy/973823 (تم الاطلاع في 11 يوليو/تموز 2022).

[277]  انظر أيضا، "بلاك روك توقع اتفاقية مع صندوق الاستثمارات العامة لتأسيس منصة إدارة استثمارات متعددة الأصول في مدينة الرياض تعزز من تطور أسواق المال المحليّة"، بيان صحفي لـ صندوق الاستثمارات العامة. 

[278]  “Treasury Prohibits Transactions with Central Bank of Russia and Imposes Sanctions on Key Sources of Russia’s Wealth,” U.S. Department of the Treasury Press Release, February 28, 2022, https://home.treasury.gov/news/press-releases/jy0612 (تم الاطلاع في 11 يوليو/تموز 2022).

[279]  "السعودية: تلميح الصورة يخفي الانتهاكات"، بيان صحفي لـ هيومن رايتس ووتش، 2 أكتوبر/تشرين الأول 2020، https://www.hrw.org/ar/news/2020/10/02/376566.

[280]  "السعودية: تلميع الصورة لا يخفي الانتهاكات"، بيان صحفي لـ هيومن رايتس ووتش.

[281]  “WWE AND THE SAUDI GENERAL ENTERTAINMENT AUTHORITY EXPAND EVENT PARTNERSHIP,” WWE news release, November 4, 2019, https://corporate.wwe.com/news/company-news/2019/04-11-2019 (تم الاطلاع في 20 يناير/كانون الثاني 2024).

[282]  “Saudi Arabia 2023,” Formula 1, https://www.formula1.com/en/racing/2023/Saudi_Arabia.html (تم الاطلاع في 20 يناير/كانون الثاني 2024).

[283]  “Tournament Review,” FIFA Club World Cup Saudi Arabia 2023, https://www.fifa.com/fifaplus/en/tournaments/mens/fifa-club-world-cup/saudi-arabia-2023 (تم الاطلاع في 20 يناير/كانون الثاني 2020).

[284]  “Next Gen ATP Finals Presented by PIF,” ATP Tour, https://www.atptour.com/en/tournaments/next-gen-atp-finals/7696/overview (تم الاطلاع في 20 يناير/كانون الثاني 2024).

[285]  “The 41st OCA General Assembly Names Saudi Arabian Trojena as the Official Host of the 9th Asian Winter Games,” Association of National Olympic Committees news release, October 4, 2022, https://www.anocolympic.org/olympic-movement/the-41st-oca-general-assembly-names-saudi-arabian-trojena-as-the-official-host-of-the-9th-asian-winter-games/ (تم الاطلاع في 20 يناير/كانون الثاني 2024).

[286]  Samrat Chakraborty, “Doha to host 2030 Asian Games; Riyadh gets 2034 edition,” Olympics, December 16, 2020, https://olympics.com/en/news/doha-to-host-2030-asian-games-riyadh-gets-2034-edition (تم الاطلاع في 20 يناير/كانون الثاني 2024).

[287]  “Saudi Arabia launches formal bid to host 2034 World Cup in FIFA contest effectively already won,” Associated Press, March 1, 2024, https://apnews.com/article/saudi-arabia-fifa-2034-world-cup-bid-2bd8212c2f9568dafee762ad3492d81d (تم الاطلاع في 8 أبريل/نيسان 2024).

[288]  "الدوري الإنغليزي الممتاز: اعتمدوا سياسة لحقوق الإنسان"، بيان صحفي لـ هيومن رايتس ووتش، 21 يوليو/تموز 2020، https://www.hrw.org/ar/news/2020/07/21/375844.

[289]  Rick Kelsey, “Newcastle United takeover: What is PIF, the main owner of the club?” BBC News, October 10, 2021, https://www.bbc.com/news/newsbeat-58842557 (تم الاطلاع في 20 يناير/كانون الثاني 2024).

[290]  Al Sayegh and Azhar, “Focus: The Saudi investment king who no longer rules alone,” Reuters.

[291]  “League, Newcastle and St James Holdings settle dispute over takeover of club, which has been sold,” Premier League news release, October 7, 2021 (تم الاطلاع في 14 مايو/أيار 2022).

[292]  للاطلاع على بيان الدوري الممتاز، انظر: Premier league statement, Premier League Football News, Fixtures, Scores & Results (Oct. 7, 2021), https://www.premierleague.com/news/2283712 (تم الاطلاع آخر مرة في 14 مايو/أيار 2022).

[293] "الدوري الإنغليزي الممتاز: اعتمدوا فورا سياسة لحقوق الإنسان"، بيان صحفي لـ هيومن رايتس ووتش، 23 مارس/آذار 2022، https://www.hrw.org/ar/news/2022/03/23/english-premier-league-urgently-adopt-human-rights-policy.

[294] رسالة من ريتشارد ماسترز، رئيس رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز، إلى هيومن رايتس ووتش، 29 مارس/آذار 2022.

[295]  Matthew Amlot, “Why the Gulf invests in football,” Alarabiya news, July 12, 2019, https://english.alarabiya.net/sports/2019/07/12/Why-the-Gulf-invests-in-football (تم الاطلاع في 11 يوليو/تموز 2022).

[296]  مينكي ووردن، "السعودية تحاول غسل انتهاكاتها بالرياضة"، رأي، هيومن رايتس ووتش، 6 ديسمبر/كانون الأول 2019، https://www.hrw.org/ar/news/2019/12/05/336378.

[297]  "الدوري الإنغليزي الممتاز: اعتمدوا فورا سياسة لحقوق الإنسان"، بيان صحفي لـ هيومن رايتس ووتش، 23 مارس/آذار 2022، https://www.hrw.org/ar/news/2022/03/23/english-premier-league-urgently-adopt-human-rights-policy.

[298] "السعوديّة: دمج بطولتي غولف يعزّز غسل الانتهاكات"، بيان صحفي لـ هيومن رايتس ووتش، 7 يونيو/حزيران 2023، https://www.hrw.org/ar/news/2023/06/08/saudi-arabia-pro-golf-merger-sportswashes-abuses.

[299]  Giles Turner, Malathi Nayak, David Hellier, “PGA Tour’s Saudi Deal Drags On With Players Arguing Over Pay,” Bloomberg, September 17, 2024, https://www.bloomberg.com/news/articles/2024-10-17/israel-says-hamas-chief-may-have-been-killed-in-gaza-attacks?sref=ja7qlgHN (تم الاطلاع في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2024).

[300] رسالة من هيومن رايتس ووتش إلى مجلس سياسات بي جي إيه تور، 22 يونيو/حزيران 2023؛

  “Testimony to the Senate Subcommittee on Investigations,” Human Rights Watch, September 13, 2023,

 https://www.hrw.org/news/2023/09/13/testimony-senate-subcommittee-investigations

[301]  “FIFA receives declarations of interest in hosting FIFA World Cup edition in 2030 and 2034,” Inside FIFA, October 31, 2023, https://inside.fifa.com/about-fifa/organisation/media-releases/fifa-receives-declarations-of-interest-in-hosting-fifa-world-cup-tm-editions-in-2030-and-2034 (تم الاطلاع في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2024).

[302]  Russell Fuller, “Saudi Arabia ‘in fifth gear’ but is it ‘right’ for women’s tennis to go there?” BBC, December 1, 2023, https://www.bbc.com/sport/tennis/67585844 (تم الاطلاع في 8 يناير/كانون الثاني 2024).

[303]  “ATP & PIF announce multi-year strategic partnership to accelerate the growth of global tennis,” ATP Tour press release, February 28, 2024, https://www.atptour.com/en/news/atp-pif-strategic-partnership-february-2024 (تم الاطلاع في 4 مارس/آذار 2024).

[304]  “Riyadh selected as the host of WTA Finals from 2024-2026,” WTA Tour press release, April 4, 2024, https://www.wtatennis.com/news/3952623/riyadh-selected-as-the-host-of-wta-finals-from-2024-2026 (تم الاطلاع في 15 مايو/أيار 2024).

[305]  “Our Investments,” Public Investment Fund.

[306]  "الإعلان عن إطلاق استاد الأمير محمد بن سلمان بمدينة القدية بتصميم مستقبلي مبتكر وغير مسبوق عالميا"، بيان صحفي لـ القدية، 15 يناير/كانون الثاني 2023، https://qiddiya.com/ar/press-room/qiddiya-announces-pioneering-sports-entertainment-and-culture-stadium-in-qiddiya-city/ (تم الاطلاع في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2024).

[307]  “What You Need to Know About the PIF,” video clip, Public Investment Fund, YouTube, September 9, 2019, https://www.youtube.com/watch?v=j8zsHz-rWuk   (تم الاطلاع في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2024).

[308]  “Saudi Arabia,” International Energy Agency, https://www.iea.org/countries/saudi-arabia   (تم الاطلاع في 24 أبريل/نيسان 2024).

[309]  انظر القسم أعلاه. Antonia Juhasz, “Suicidal Tendencies: How Saudi Arabia Could Kill the COP21 Negotiations in Paris,” Newsweek, Updated May 6, 2016, https://www.newsweek.com/saudi-arabia-cop21-paris-climate-change-negotiations-402992 (تم الاطلاع في 24 أبريل/نيسان 2024)؛ Lisa Friedman, Brad Plumer, and Vivian Nereim, “Saudi Arabia Is Trying to Block a Global Deal to End Fossil Fuels, Negotiators Say,” The New York Times, December 10, 2023, https://www.nytimes.com/2023/12/10/climate/saudi-arabia-cop28-fossil-fuels.html (تم الاطلاع في 24 أبريل/نيسان 2024)؛ Hiroko Tabuchi, “Inside The Saudi Strategy to Keep The World Hooked on Oil,” The New York Times, November 21, 2022, https://www.nytimes.com/2022/11/21/climate/saudi-arabia-aramco-oil-solar-climate.html?pgtype=Article&action=click&module=RelatedLinks (تم الاطلاع في 24 أبريل/نيسان 2024).

[310]  Anthony Di Paola & Matthew Martin, “Saudi wealth fund’s green credentials take hit with Aramco stake,” Al Jazeera, February 14, 2022, https://www.aljazeera.com/economy/2022/2/14/saudi-wealth-funds-green-credentials-take-hit-with-aramco-stake (تم الاطلاع في 24 أبريل/نيسان 2024).

[311]  Robert Kennedy, ”Dangerous and delusional’: Critics denounce Saudi climate plan,” Al Jazeera,  October 26, 2021, https://www.aljazeera.com/news/2021/10/26/green-or-greenwashing-saudi-arabias-climate-change-pledges (تم الاطلاع في 24 أبريل/نيسان 2024).

[312]  Grand & Wolff, “Assessing Saudi Vision 2030: A 2020 Review,” Atlantic Council, p. 36,

[313]  Gaurav Sharma, “How to Interpret Saudi Wealth Fund’s $2 Billion Splurge on Big Oil Stocks,” Forbes, May 20, 2020, https://www.forbes.com/sites/gauravsharma/2020/05/20/how-to-interpret-saudi-wealth-funds-2-billion-splurge-on-big-oil-stocks/?sh=4114713c72dc (تم الاطلاع في 24 أبريل/نيسان 2024).

[314]  Deena Kamel, “Saudi Arabia’s Public Investment Fund invests billions of dollars in Boeing, Disney and Facebook shares,” N Business , May 16, 2020, https://www.thenationalnews.com/business/saudi-arabia-s-public-investment-fund-invests-billions-of-dollars-in-boeing-disney-and-facebook-shares-1.1020204 (تم الاطلاع في 10 يوليو/تموز 2022).

[315]  Ron Bousso, “Saudi Arabia buys stakes in four big European oil firms: source,” Reuters April 8, 2020, https://www.reuters.com/article/us-health-coronavirus-saudi-oil/saudi-arabia-buys-stakes-in-four-big-european-oil-firms-source-idUSKCN21R01W (تم الاطلاع في 10 يوليو/تموز 2022).

[316] الجمعية العامة للأمم المتحدة، تقرير المقرر الخاص حول مسألة التزامات حقوق الإنسان المتعلقة بالتمتع ببيئة آمنة ونظيفة وصحية ومستدامة، A/74/161، 15 يوليو/تموز 2019، https://digitallibrary.un.org/record/3814570?ln=ar&v=pdf#files (تم الاطلاع في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2024)؛ مجلس حقوق الإنسان، تقرير الخبير المستقل المعني بمسألة التزامات حقوق الإنسان المتعلقة ببيئة آمنة ونظيفة وصحية ومستدامة، جون هـ نوكس، A/HRC/25/53، 30 ديسمبر/كانون الأول 2013، https://digitallibrary.un.org/record/768955?ln=ar&v=pdf (تم الاطلاع في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2024)؛ اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (1992)؛ قالت اللجنة المعنية بحقوق الإنسان إنّ تنفيذ الالتزام باحترام وحماية الحق في الحياة يتطلب من الحكومات اتخاذ اجراءات "للحفاظ على البيئة وحمايتها من عوامل الضرر والتلوث وتغير المناخ...."، المفوضية السامية لحقوق الإنسان، التعليق العام رقم 36 على المادة 6 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنيّة والسياسيّة: الحق في الحياة، CPR/C/GC/36 (2018)، https://docstore.ohchr.org/SelfServices/FilesHandler.ashx?enc=6QkG1d%2FPPRiCAqhKb7yhsrdB0H1l5979OVGGB%2BWPAXhNI9e0rX3cJImWwe%2FGBLmVZRyplDLNzc3aUmfAgO1A1UPAvtnbL063cxAUgOJXu46hWOzR9FdFjB2Oh%2Bf6pFre#:~:text=2%2D%20%D9%88%D8%AA%D8%B9%D8%AA%D8%B1%D9%81%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%AF%D8%A9%206%20%D9%85%D9%86,%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%A9%20%D8%AD%D8%A7%D8%B3%D9%85%D8%A9%20%D9%84%D9%84%D8%A3%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%AF%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9%20%D9%83%D9%83%D9%84%20. (تم الاطلاع في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2024)، الفقرة 61.

[317]  Kingdom of Saudi Arabia submission to UN Framework Convention on Climate Change, “Updated First Nationally Determined Contribution,” 2021, https://unfccc.int/sites/default/files/resource/202203111154---KSA%20NDC%202021.pdf (تم الاطلاع في 10 يوليو/تموز 2022).

[318]  “Saudi Arabia,” Climate Action Tracker, https://climateactiontracker.org/countries/saudi-arabia/ (تم الاطلاع في 8 أغسطس/آب 2022).

[319]  انظر مثلا: Intergovernmental Panel on Climate Chance, Summary for Policymakers, (2022) https://www.ipcc.ch/report/ar6/wg2/downloads/report/IPCC_AR6_WGII_SummaryForPolicymakers.pdf

[320]  Lawrence Carter & Crispin Dowler, “Leaked documents reveal the fossil fuel and meat producing countries lobbying against climate action,” Unearthed, October 21, 2021, https://unearthed.greenpeace.org/2021/10/21/leaked-climate-lobbying-ipcc-glasgow/. (تم الاطلاع في 10 يوليو/تموز 2022).

[321]  السابق.

[322]  OHCHR, “Letter to Saudi Arabian Oil Co.,” AL OTH 53/2023, June 26, 2023, https://spcommreports.ohchr.org/TMResultsBase/DownLoadPublicCommunicationFile?gId=28094 (تم الاطلاع في 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2023).

[323]  السابق.

[324]  السابق.

[325]  Antonia Juhasz, “Suicidal Tendencies: How Saudi Arabia Could Kill the COP21 Negotiations in Paris,” Newsweek

[326]  Lisa Friedman, Brad Plumer, and Vivian Nereim, “Saudi Arabia Is Trying to Block a Global Deal to End Fossil Fuels, Negotiators Say,” The New York Times, December 10, 2023, https://www.nytimes.com/2023/12/10/climate/saudi-arabia-cop28-fossil-fuels.html (تم الاطلاع 24 أبريل/نيسان 2024).

[327]  بموجب المواد المتعلقة بمسؤولية الدولة، يُعتبر سلوك أي جهاز من أجهزة الدولة بمثابة فعل من أفعال تلك الدولة وفقا للقانون الدولي. ويشمل كيان الدولة أي جهاز يتمتع بهذه الصفة بموجب القانون المحلي للدولة. UN International Law Commission, “Responsibility of States for Internationally Wrongful Acts,” 2001, https://legal.un.org/ilc/texts/instruments/english/draft_articles/9_6_2001.pdf (تم الاطلاع في 8 أغسطس/آب 2022).

وقد زعم الصندوق ذلك، بينما تنصلت الشركات التي تدخل في شراكة معه في علاقات تجارية من ذلك. مثلا، في القضايا التي تطالب بتعويضات عن الأضرار الناجمة عن هجمات 11 سبتمبر/أيلول الممولة جزئيا من خلال كيانات يسيطر عليها الصندوق، طالب الصندوق بالحصانة السياديّة. انظر: re Terrorist Attacks on September 11, United States District Court, S.D. New York, 349 F.Supp.2d 765, (S.D.N.Y. 2005) 789-792. مثلا، انظر الملف التالي بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب حول التعاملات التعاقديّة بين الصندوق وشركة العلاقات العامة كارف في نيويورك، والذي يشير إلى أنّ الصندوق يخضع إلى إشراف حكومة أجنبية، وهي التي تمتلكه وتديره وتسيطر عليه وتموله وتدعمه، US Department of Justice, “Exhibit A to Registration Statement Pursuant to the Foreign Agens Registration Act of 1938, as amended,” February 25, 2019, https://efile.fara.gov/docs/6162-Exhibit-AB-20190225-3.pdf (تم الاطلاع في 8 أغسطس/آب 2022). ما إذا كانت هذه الصناديق تستحق حصانة سيادية ومدى تحميل الدولة التي يتبعها عن التزامات الصندوق هي قضايا قانونية مثيرة للجدل؛ Anne-Catherine Hahn, State Immunity and Veil Piercing in the Age of Sovereign Wealth Funds, Baker McKenzie SZW/RSDA 2012, p. 106.

[328]  "السعوديّة: اعتقالات بتهم فساد تثير مخاوف حول الاجراءات القانونية"، بيان صحفي لـ هيومن رايتس ووتش، 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، https://www.hrw.org/ar/news/2017/11/08/311128؛ "الثمن الفادح للتغيير: تشديد القمع في عهد محمد بن سلمان يشوّه الإصلاحات (نيويورك، هيومن رايتس ووتش، 2019).

[329]  “Saudi hotel to reopen after being used as prison in corruption purge,” Reuters, January 15, 2018, https://af.reuters.com/article/worldNews/idAFKBN1F41MF (تم الاطلاع في 31 أغسطس/آب 2019).

[330] "الميثاق العربي لحقوق الإنسان"، المادة 14.  دخل حيز التنفيذ في 15 مارس/آذار 2008. صادقت السعودية على الميثاق العربي لحقوق الإنسان في 2009.

[331] Working Group on Arbitrary Detention, Deliberation No. 9 Concerning the Definition and Scope of Arbitrary Deprivation of Liberty Under Customary International Law, in Report of the Working Group on Arbitrary Detention, U.N. Doc. A/HRC/22/44 (December 24, 2012).

[332] Kingdom of Saudi Arabia, Basic Law of Governance, 1992, art. 36 https://www.saudiembassy.net/basic-law-governance (تم الاطلاع في 6 سبتمبر/أيلول 2024).

[333]  الفريق العامل المعني بمسألة الاحتجاز التعسفي، "صحيفة الوقائع رقم 26"، https://www.ohchr.org/sites/default/files/Documents/Publications/FactSheet26ar.pdf (تم الاطلاع في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2024).

[334]  انظر مثلا، "القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء" (قواعد نلسون مانديلا)، G. A. Res. A/RES/70/175, annex (8 يناير/كانون الثاني 2016).

[335]  اللجنة المعنية بحقوق الإنسان، التعليق العام رقم 20: حظر التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة (المادة 7)، HRI/GEN/1/Rev.1, p.  30, (1992) (الفقرة 11).

[336]  اتفاقيّة مناهضة التعذيب، المادة 2(2). انظر أيضا اللجنة المعنية بمناهضة التعذيب، التعليق العام رقم 2: تنفيذ الدول الأطراف للمادة 2، U.N. Doc. CAT/C/GC/2  (24 يناير/كانون الثاني 2008)، الفقرات 1، 5.

[337]  جامعة الدول العربيّة، الميثاق العربي لحقوق الإنسان، 2004، المادة 8 أ وب.

[338]  اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، اعتُمدت في 10 ديسمبر/كانون الأول 1984، قرار الجمعية العامة رقم 39/46، دخلت حيز النفاذ في 26 يونيو/حزيران 1987، المادة 15.

بموجب اتفاقية مناهضة التعذيب، التي صادقت عليها السعوديّة، فإنّ التعذيب هو فعل يتم التحريض عليه أو بموافقة أو رضوخ مسؤول أو شخص يتصرف بصفة رسمية "أي عمل ينتج عنه ألم أو عذاب شديد، جسديا كان أم عقليا، يُلحق عمدا بشخص ما" بقصد الحصول على معلومات أو اعتراف من ذلك الشخص أو تخويفه أو إكراهه. اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، اعتُمدت في 10 ديسمبر/كانون الأول 1984، قرار الجمعية العامة رقم 39/46، دخلت حيز النفاذ في 26 يونيو/حزيران 1987، المادة 1.1.

[339]  OHCHR and International Budget Partnership, Realizing Human Rights Through Government Budgets, (New York and Geneva, 2017) https://www.ohchr.org/sites/default/files/Documents/Publications/RealizingHRThroughGovernmentBudgets.pdf (تم الاطلاع في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2024)، ص 7.

[340]  العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، اعتُمد في 19 ديسمبر/كانون الأول 1996، قرار الجمعية العامة رقم 14668، المواد 19 و25. OHCHR and International Budget Partnership, Realizing Human Rights Through Government Budgets, p.12-14

[341]  OHCHR and International Budget Partnership, Realizing Human Rights Through Government Budgets, p. 12

[342]  السابق، ص 17.

[343]  السابق، ص 115.

[344]  Organization for Economic Co-Operation and Development, Corruption: A Glossary of International Criminal Standards, (OECD, 2007), https://www.oecd.org/corruption/anti-bribery/39532693.pdf (تم الاطلاع في 8 أغسطس/آب 2022).

[345]  “What Is Corruption?” Transparency International, https://www.transparency.org/en/what-is-corruption (تم الاطلاع في 8 أغسطس/آب 2022).

[346]  تنصّ "مبادئ ليمبورغ"، التي وضعتها مجموعة متميزة من خبراء القانون الدولي عام 1986 لتوجيه تنفيذ العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على أنّه "عند تحديد ما إذا كان قد تمّ اتخاذ التدابير المناسبة لإعمال الحقوق المعترف بها في العهد، يجب الانتباه إلى الاستخدام المنصف والفعال للموارد المتاحة وسبل الوصول إليها"، الأمم المتحدة، مبادئ ليمبورغ بشأن تنفيذ العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، UN Doc. E/CN.4/1987/17، 8 يناير/كانون الثاني 1978، المادة 27، http://hrlibrary.umn.edu/arabic/LimburgguidelinesAR.html (تم الاطلاع في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2024).

[347]  التعليق العام رقم 3 للجنة المعنية بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية (1990)؛ انظر أيضا OHCHR and International Budget Partnership, Realizing Human Rights Through Government Budgets, p. 29-30, p. 99

[348]  OHCHR and International Budget Partnership, Realizing Human Rights Through Government Budgets, p. 127

[349]  “End of mission statement: Special Rapporteur on extreme poverty and human rights, Professor Philip Alston on his visit to Saudi Arabia,” OHCHRE press release, January 19, 2017, https://www.ohchr.org/en/statements/2017/01/end-mission-statement-special-rapporteur-extreme-poverty-and-human-rights?LangID=E&NewsID=21094  (تم الاطلاع في 8 أغسطس/آب 2022).

[350]  السابق.

[351]  السابق.

[352]  مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، مبادئ توجيهية بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان (الأمم المتحدة، نيويورك وجنيف، 2011)، المبدأ التوجيهي 13: قد تكون للمؤسسات التجارية يد في الآثار الضارة بحقوق الإنسان سواء من خلال أنشطتها أو نتيجة لعلاقاتها التجارية مع أطراف أخرى. انظر مثلا: OHCHR, “Response to the Request from the Chair of the OECD Working Party on Responsible Business Conduct relating to the financial sector,” 27 November 2013, para. 30 https://www.ohchr.org/sites/default/files/Documents/Issues/Business/LetterOECD.pdf (تم الاطلاع في 8 أغسطس/آب 2022).

[353]  مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، مبادئ توجيهية بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان، التعليق تحت المبدأ 13. انظر أيضا: OHCHR, Frequently Asked Questions about the United Nations Guiding Principles on Business and Human Rights, 2014, p. 31-32, Question no. 32.

[354]  مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، مبادئ توجيهية بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان، التعليق تحت المبدأ 17.أ.

[355]  يتعامل العديد من المستثمرين مع صناديق ثروة سياديّة في مشاريع استثمارية مشتركة؛ على سبيل المثال، عندما يسيطرون معا على كيان مشترك، مثل ناد لكرة القدم أو شركة ناشئة. من المعترف به أنّ مبادئ الأمم المتحدة بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان تنطبق على الجهات المالية الفاعلة والمستثمرين من القطاع الخاص، إلى جانب الشركات التقليدية، مثل شركات صناعة الملابس. وقد لاحظت المفوضية السامية لحقوق الإنسان أنّ "رابطا مباشرا بين منتجات أو خدمات أو عمليات أي مؤسسة مالية والآثار السلبية على حقوق الإنسان قد ينشأ من خلال علاقاتها التجارية مع الشركات المستثمرة، وشركاء المشروع، والعملاء والكيانات الأخرى. يجب قراءة مصطلح "علاقة العمل" على نطاق واسع ويشمل علاقة المؤسسة المالية بكل هذه الأنواع من الكيانات". تتضمّن المادة 1.5 من أحدث مسودة لـ "معاهدة الأعمال التجارية وحقوق الإنسان" "الشراكات" و"المشاريع المشتركة" في مفهوم علاقة العمل. وهذا يتماشى مع الصياغة واسعة النطاق للمبدأ رقم 14 من المبادئ التوجيهية بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان: "تنطبق مسؤولية المؤسسات التجارية عن احترام حقوق الإنسان على جميع المؤسسات بغض النظر عن حجمها أو قطاعها، وسياق عملياتها، وملكيتها، وهيكلها". لا يوجد شيء في المبادئ التوجيهيّة، والوثائق الداعمة لها، أو الممارسات الناشئة عنها يشير إلى أنّ العلاقة بين مستثمريْن في سياق مشروع استثماري مشترك يجب استبعادها من نطلق هذا التعريف. Open-ended intergovernmental working group,  Legally Binding Instrument to Regulate, In International Human Rights Law, The Activities of Transnational Corporations and Other Business Enterprises, Third Revised Draft, August 17, 2021, https://www.ohchr.org/sites/default/files/Documents/HRBodies/HRCouncil/WGTransCorp/Session6/LBI3rdDRAFT.pdf

[356]  بالإضافة إلى العلاقات الأفقيّة بين المستثمرين، فإنّ الشركات التي يستثمر فيها صندوق سيادي تعتبر داخلة في استثمار مع هذا الصندوق. يغطي مفهوم "العلاقة التجارية" بموجب المبادئ الأساسيّة العلاقة العموديّة بين الشركات والصناديق السيادية التي استثمرت فيها. وقد ثبت بشكل متكرر أنّ المبادئ التوجيهية تنطبق على العلاقة بين المستثمر والشركة المستثمر فيها. ولأن العلاقة التجارية متبادلة بالضرورة، فمن الطبيعي أن توجد علاقة تجارية من منظور الشركة المستثمر فيها.

[357]  تدخل الجهات التنظيميّة للأعمال التجارية الخاصة أيضا في "علاقة تجارية" بالمعنى المقصود في المبادئ التوجيهيّة عندما تتفاعل مع صندوق سيادي في سياق ممارسة سلطتها التنظيميّة.

[358]  مجلس حقوق الإنسان: مبادئ توجيهية بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان: تنفيذ إطار الأمم المتحدة المعنون 'الحماية والاحترام والانتصاف'. أقرّ مجلس حقوق الإنسان المبادئ التوجيهية في القرار 17/4 المؤرخ في 16 يونيو/حزيران 2011: UN Human Rights Council, “Human Rights and Transnational Corporations and Other Business Enterprises,” Resolution 17/4, A/HRC/17/L.17/Rev.1; UN Human Rights Council, “Mandate of the Special Representative of the Secretary General on the Issue of Human Rights and Transnational Corporations and Other Business Enterprises,” Resolution 8/7, A/HRC/RES/8/7.

[359]  المفوضية السامية لحقوق الإنسان، المبادئ التوجيهية بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان، المبدأ التوجيهي 17.

[360]  "السعودية: تلميع الصورة يخفي الانتهاكات"، بيان صحفي لـ هيومن رايتس ووتش.

[361]  المفوضية السامية لحقوق الإنسان، المبادئ التوجيهية بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان، التعليق تحت المبدأ التوجيهي 17.

[362]  السابق، التعليق تحت المبدأ التوجيهي 18.

[363]  السابق، التعليق تحت المبدأ التوجيهي 18.

[364]  يتعين على المؤسسة أن تتخذ "الخطوات اللازمة" لمنع وتخفيف ومعالجة حقوق الإنسان التي ترتبط بشكل مباشر بعلاقاتها التجارية. يعتمد نوع الاجراءات على طبيعة المخاطر. وتتعلق تدابير الوقاية والتخفيف بالتأثيرات السلبيّة المحتملة والمستقبلية على حقوق الإنسان؛ وتنطبق المعالجة على التأثيرات الماضية والحالية. المفوضية السامية لحقوق الإنسان، المبادئ التوجيهية بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان، التعليق تحت المبدأ التوجيهي 19.

[365]  السابق، المبدأ التوجيهي 21.