Skip to main content
تبرعوا الآن
Dana Dabour, 12, sits in an apartment in Doha, Qatar

مقابلة: مشقّات الأطفال ذوي الإعاقة في غزة

آلاف متضررون من الأعمال العدائية وانعدام الرعاية الصحية

دانا دبور (12 عاما) تجلس في شقة في الدوحة، قطر، بعد إجلائها لتلقي العلاج الطبي في أعقاب هجوم عسكري إسرائيلي على سيارة عائلتها أثناء محاولتهم إخلاء مدينة غزة. قُتل والد دانا وشقيقها، وأصبح لديها إعاقة نتيجة الإصابات التي تعرضت لها.© 2024 أحمد اللولو لـ هيومن رايتس ووتش

حصار الجيش الإسرائيلي وقصفه غزة منذ عام تقريبا ردا على هجمات "حماس" في إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 كان كارثيا، وخاصة بالنسبة للأطفال. قبل الأعمال العدائية، كان حوالي 100 ألف طفل في غزة لديهم إعاقة. منذ ذلك الحين، تعرّض الآلاف لإصابات وأصبحت لديهم إعاقة دائمة. 

لا يوجد مكان آمن في غزة، لكن بالنسبة للعديد من الأطفال ذوي الإعاقة وأسرهم، يعتبر الفرار من الهجمات أمرا صعبا للغاية أو ليس خيارا. يواجه الكثيرون عوائق خطيرة في الحصول على الخدمات الأساسية لصحتهم وبقائهم، منها الغذاء والمياه والأجهزة المساعدة والعلاج والرعاية الصحية التي يحتاجونها بشدة. تحدّث منتج الويب بول أوفيرو مع إمينا تشريموفتش، المديرة المشاركة لقسم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في هيومن رايتس ووتش، حول تقريرها الجديد الذي يركز على أثر هجمات الجيش الإسرائيلي على الأطفال الفلسطينيين ذوي الإعاقة وأسرهم في غزة، ولماذا من المهم جدا حمايتهم.

ماذا يواجه الأطفال ذوو الإعاقة في غزة؟

يخلص تقريرنا الجديد، "دمروا ما في داخلنا: الأطفال ذوو الإعاقة في ظل الهجمات الإسرائيلية على غزة"، إلى أن استخدام إسرائيل للأسلحة المتفجرة في مختلف أنحاء غزة يتسبب بإصابات جماعية بين الأطفال، منها إصابات خطيرة وإعاقات دائمة. قدّرت "منظمة أنقذوا الأطفال" في يناير/كانون الثاني أن أكثر من عشرة أطفال في غزة يفقدون على الأقل أحد أطرافهم كل يوم. أصبح عشرات الآلاف من الأطفال الآخرين أيتاما أو منفصلين عمن يقدم إليهم الرعاية.

يفتقر العديد من الأطفال ذوي الإعاقة أو فقدوا إمكانية الحصول على الأجهزة المساعِدة، مثل الكراسي المتحركة والأطراف الاصطناعية، ما يؤثر على قدرتهم على الحركة والنمو، وحتى قدرتهم على الفرار من الهجمات.

خلّفت هجمات الجيش الإسرائيلي على المستشفيات خسائر فادحة في نظام الرعاية الصحية في غزة. لم يتبق الآن سوى 17 مستشفى شبه عامل في قطاع غزة بأكمله. قال الأهالي والأطباء الذين قابلتُهم إن الأطفال الذين أصيبوا واكتسبوا إعاقة لم يتمكنوا من الحصول على العلاج المناسب، وإن الأطفال الذي كانت لديهم إعاقة قبل الهجوم الإسرائيلي توقفوا عن تلقي الرعاية المستمرة أو الأدوية الأساسية، فضلا عن العلاج الطبيعي لأن الدمار الذي لحق بالبنية الأساسية للرعاية الصحية كان شديدا للغاية. منذ ديسمبر/كانون الأول، كنت على اتصال بوسام، الذي لدى ابن أخيه (5 أعوام) شلل دماغي، وأخبرني أن العثور على الأدوية المضادة للتشنجات والصرع التي يحتاجها ابن أخيه مستحيل. كما فقد الصبي والده، الذي كان ممرضا وكان يعرف أفضل طريقة لتلبية احتياجات ابنه، في هجوم سابق هذا العام.

ساهمت الهجمات على البنية التحتية المدنية أيضا في نقص الصرف الصحي والحصول على المياه النظيفة في غزة، ما جعل بعض الأطفال ذوي الإعاقة، مثل الذين لديهم شلل دماغي، أكثر عرضة للإصابة بالأمراض. كما تسبب استخدام الحكومة الإسرائيلية للتجويع كوسيلة حرب، وحصارها الشامل، والقيود المفروضة على المساعدات الإنسانية، والتي ترقى إلى العقاب الجماعي، في معاناة غير ضرورية في غزة. بعض الأطفال الذين ماتوا من الجوع أو يعانون من سوء التغذية هم من ذوي الإعاقة أو لديهم حالات صحية مزمنة. الأطفال ذوو الإعاقة أكثر عرضة بشكل عام لسوء التغذية. فقد عثمان (16 عاما)، وهو صبي لديه إعاقة ويستخدم أنبوب تغذية مَعدي، سبعة كيلوغرام قبل فرار عائلته من غزة في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني لعدم تمكنهم من الحصول على الغذاء المحدد الذي يحتاجه.

يعود تجاهل السلطات الإسرائيلية لحقوق واحتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة إلى ما قبل الأعمال العدائية التي اندلعت بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول. في 2020، أفدنا بأن إغلاق الحكومة الإسرائيلية لقطاع غزة والأعمال العدائية المتقطعة قوضت قدرة ذوي الإعاقة من الأطفال والبالغين على الحصول على الرعاية الصحية والتعليم، فضلا عن الأجهزة المساعِدة. لم يتمكن الأشخاص الذين تحدثنا معهم من الحصول على الكهرباء لتشغيل أجهزتهم المساعِدة، مثل الكراسي المتحركة الكهربائية.

لكن الأشخاص الذين قابلتُهم من أجل هذا التقرير، والذين عاش العديد منهم جولات من الأعمال العدائية على مر السنين، أخبروني أن الوضع الحالي لا يُقارن بأي شيء عاشوه من قبل. نزحوا جميعا عدة مرات في الأشهر القليلة الماضية ولم يتمكن أي منهم من الحصول بانتظام على أبسط الخدمات الاجتماعية. فقد بعضهم أفرادا من أسرهم - فقدت نور (14 عاما)، وهي فتاة لديها متلازمة داون، والديها وشقيقتها وشقيقها في هجوم ضرب منزلهم. بالنسبة لجميع الأطفال وأسرهم، لا يوجد مكان آمن.

أصيب آلاف الأطفال بإعاقة منذ بدء الهجوم في أكتوبر/تشرين الأول. ما الذي وثقتموه؟

أدى استخدام إسرائيل للأسلحة المتفجرة في المناطق المكتظة بالسكان، والتي من المرجح جدا أن تقتل وتصيب المدنيين دون تمييز، إلى إصابات خطيرة بين الأطفال، ما تسبب في إعاقات دائمة وندوب مدى الحياة. قابلتُ العديد من أهالي الأطفال الذين وصفوا بدقة بتر أطراف أطفالهم المؤلم الذي شهدوه. مالك (13 عاما)، الذي فر مع عائلته من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، معتقدا أنه سيكون آمنا هناك، فقد ذراعه اليسرى بالكامل في هجوم على سوق ذهب إليه مع والدته للحصول على قسائم طعام. أخبرني الأطباء مرارا أنهم لم يروا مثل هذه الإصابات الشديدة من قبل، ونسبوا ذلك إلى الأسلحة المستخدمة. وصفوا الألم الذي شعروا به بسبب عدم القدرة على علاج الإصابات بشكل صحيح بسبب نقص القدرة والهجمات المتواصلة على البنية التحتية للرعاية الصحية. بُترت ساق فتاة (14 عاما) عقب إجلائها إلى مصر لأن الجرح أصيب بالغرغرينا قبل وصولها.

كيف يتمكن الأشخاص ذوو الإعاقة، وخاصة الأطفال، من الحصول على الأمان من الهجمات؟

الأشخاص ذوو الإعاقة أكثر عرضة للوفاة والإصابة أثناء النزاعات المسلحة لأنه يصعب عليهم الفرار أو اتباع أوامر الإخلاء لمغادرة المنطقة أو التحذيرات من هجوم وشيك والتي غالبا لا تأخذ في الاعتبار إمكانية الوصول واحتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة.

زاد حجم الدمار في غزة الوضع خطورة، حيث يحتاج الأشخاص ذوو الإعاقة غالبا إلى المساعدة في التنقل بين الأنقاض للفرار ولا يستطيعون العثور على وسائل نقل أو ملاجئ تلائم احتياجاتهم.

تتفاقم هذه المخاطر بالنسبة للأطفال ذوي الإعاقة وأسرهم. كل الأطفال معرضون لخطر الموت والإصابة في الهجمات، لكن بشكل خاص الأطفال الذين لا يستطيعون الفرار بمفردهم إما لأنهم لا يستطيعون الحصول على جهاز مساعِد، أو لأن الطرق تضررت بشدة ما جعل الحركة على أي عجلات مستحيلة.

كيف يبدو الهروب لعائلات الأشخاص ذوي الإعاقة؟

من المهم أن نتذكر أنه عند التحدث عن الإعاقة، يعني ذلك غالبا أكثر من فرد واحد في الأسرة. مثلا، قابلتُ أ. ج. (27 عاما)، وهو لاعب كرة سلة سابق على كرسي متحرك. بالإضافة إلى استخدامه لكرسي متحرك، أخبرني أن والده لديه شلل رباعي، وأن أخته كفيفة. عندما اضطرت الأسرة إلى الفرار من شمال غزة إلى جنوبها بسبب القصف، كان على أ. ج. أن يحمل ابن عمه (12 عاما)، والذي لديه أيضا إعاقة في المشي، على حجره.

أتحدث في هذا التقرير أيضا عن الضرر النفسي العميق الذي يخلفه النزاع المسلح على الأطفال ذوي الإعاقة وأسرهم، وخاصة عندما يضطرون إلى الفرار أو الإخلاء.

لدى العديد من الأطفال ذوي الإعاقة صدمة نفسية مضاعفة نتيجة شعورهم بأنهم عبء على أسرهم. تخيل أن تراودك أفكار كهذه بينما تحاول أسرتك الهروب حرفيا لإنقاذ حياتها.

تحدثت إلى أم لفتاة اسمها غزل (14 عاما) ولديها شلل دماغي، حيث أخبرتني أن ابنتها توسلت إليها ولزوجها أن يتركاها لإنقاذ أنفسهما. قالت إنها فكرت لبضع ثوان في ترك غزل. قالت: "كان أحد أسوأ أيام حياتي، مع شعور صعب للغاية لا يمكن وصفه أبدا. كنت محتارة: هل أتوقف بينما نتعرض للقصف، أم أمشي وأترك ​​غزل". تستخدم غزل حذاء يساعدها على المشي بالإضافة إلى كرسي متحرك فقدته في هجوم على منزلها.

عندما تحدثت مع غزل، قالت لي: "كانت تلك أصعب فترة مررت بها على الإطلاق. أشعر وكأنها ذكريات سوداء لا أريد الاحتفاظ بها لأنني لا أريد مواصلة التفكير فيها. لم نكن نعرف إلى أين نذهب. كنت عبئا عليهم، حملا إضافيا بجانب متعلقاتهم. شعرت بإرهاق شديد.

لم أجد وسيلة نقل، فاستسلمت وجلست على الأرض في منتصف الطريق وأنا أبكي، وقلت لهم أن يواصلوا طريقهم من دوني".

توضح لي هذه القصص حقا الواقع القاسي الذي يعيشه ذوو الإعاقة من الأطفال والبالغين الذين يحاولون البقاء على قيد الحياة في الحرب.

غزل، فتاة عمرها 15 عاما لديها شلل دماغي، تقف مع والدتها في مخيم مرتجل للنازحين في دير البلح، قطاع غزة، سبتمبر/أيلول 2024.  © 2024 أحمد اللولو لـ هيومن رايتس ووتش

كيف كان إجراء البحث لهذا التقرير؟

منعت إسرائيل منذ فترة طويلة موظفي هيومن رايتس ووتش العاملين في الخارج من دخول غزة. كنت أعلم أنه من أجل التحقيق في الانتهاكات الحقوقية التي قد تحدث، يجب أن أجري بحثي عن بعد.

لكن مع قطع إسرائيل للكهرباء، وانقطاع وتعطل الاتصالات بشكل يومي، أصبح التحدث إلى الناس داخل غزة عبر الهاتف أمرا صعبا أيضا. عندما كنت أتمكن أخيرا من الاتصال بشخص ما، كانت مكالماتنا تنقطع كثيرا، وكنت أضطر إلى البحث عنه مرة أخرى لاحقا لإكمال مقابلاتنا.

كان العديد من الأشخاص الذين قابلتهم يواجهون أيضا هجمات مفاجئة. أحيانا كنت أسمع صوت القصف في الخلفية، وكانوا يضطرون إلى إنهاء المكالمة بسرعة للبحث عن ملجأ. في أحيان أخرى، كانوا يستقبلون المكالمات في مخيمات مزدحمة بالنازحين لا تتمتع بالخصوصية الكافية، أو كانوا يضطرون إلى مغادرة الملجأ للاتصال بالشبكة أو شحن هواتفهم.

أذهلني هذا الأمر حقا. رغم الصعوبات الهائلة والمخاطر التي يواجهها الناس، ما زالوا يشعرون بأهمية إيجاد طريقة لمشاركة قصصهم؛ لكي يعرف العالم الخارجي ما أُجبروا على عيشه.

هذا أمر قوي. لا بد أن إجراء بحث صعب كهذا كان قاسيا عليكِ.

نظرا لأنني كنت طفلة أثناء حرب البوسنة في تسعينيات القرن العشرين، أستطيع أن أتفهم شخصيا العديد من تجارب الحرب المروعة التي يعيشها الناس في غزة الآن.

لكن ما كان صعبا حقا بالنسبة لي هو فقدان أحد شركائنا القدامى في مجال حقوق ذوي الإعاقة في غزة.

أصدرنا تقريرا في نوفمبر/تشرين الثاني يوثق وضع الأشخاص ذوي الإعاقة في بداية الحرب. قابلت بدر، وهو أب كفيف لثلاثة أطفال، وساعد هيومن رايتس ووتش في إعداد تقريرنا السابق الصادر في 2020. أخبرني أنه لم يتمكن من الفرار بسبب إعاقته، وأنه لا يعرف كيف سيتنقل أثناء القصف وحماية أسرته.

في 7 ديسمبر/كانون الأول، علمت أنه قُتل في هجوم إسرائيلي مفترض.

نزح كل سكان غزة تقريبا ــ بحلول أوائل يوليو/تموز، نزح تسعة من كل عشرة أشخاص، أي حوالي مليوني شخص ــ وأصبحوا فعليا بلا مأوى، وتوقفت حياتهم. حاولت هالة، والدة غزل، أن تصف الأمر قائلة: "تستيقظ في يوم عادي وتجهز أطفالك للذهاب إلى المدرسة والعودة إلى المنزل. ثم تجد نفسك في لحظة تفر من منزلك دون عودة. أنت بلا مأوى في الشارع، حتى دون خيمة. لا توجد خصوصية [في المخيمات المؤقتة]، والجميع يسمع صوتك حتى لو همست. أصبحنا كالأجساد العارية أمام بعضنا البعض. الحياة التي نعيشها الآن لا تطاق ولا يمكن التعرف عليها".

محمد هيثم حماد، صبي (6 أعوام) لديه شلل دماغي، مع والدته مروى عاطف خليل حماد (27 عاما) في خيمة بعد نزوحهما إثر الأمر الذي أصدره الجيش الإسرائيلي للمدنيين بإخلاء شمال غزة إلى الجنوب، في 5 سبتمبر/أيلول 2024. يتعرض محمد لنوبات صرع متكررة ولم يكن يحصل على أدويته بانتظام.  © 2024 أحمد اللولو لـ هيومن رايتس ووتش

بالنسبة للأطفال ذوي الإعاقة، فإن مغادرة منازلهم مؤلمة بشكل خاص. أوضحت هالة: "كان منزلنا ملائما لغزل. كان كل ما تحتاجه متاحا في المنزل. كانت مستقلة، وتستخدم الجهاز المساعد على المشي (ووكر). كل ذلك انتهى الآن". عندما تحدثت عن هذا مع غزل، أخبرتني أنها تفتقد غرفتها في المنزل لأنها تحتوي على كل ذكرياتها.

لكن الأمر ليس وكأن الأسر والأطفال نزحوا مرة واحدة وأصبحوا الآن آمنين. أتفقد الأسر هناك كثيرا ويخبرونني أن عليهم الهروب مرة أخرى. نزحت إحدى الأسر ست مرات منذ حديثنا أول مرة في أكتوبر/تشرين الأول. معظمهم مرهقون وقلقون لعدم وجود مكان آمن يلجؤون إليه. إنهم نفس الأهالي وأفراد الأسرة الذين أخبروني أيضا كيف شعروا بالفخر بأطفالهم لأنهم كانوا يبلون بلاء حسنا في المدرسة أو يحرزون تقدما في العلاج الطبيعي - يستذكرون الأشياء الصغيرة التي يعتبرها الكثير من الناس أمرا مسلما به ويتمنون العودة إلى الأمان والحياة العادية. قالت غزل إنها تفتقد غرفتها في المنزل لأنها تحتوي على كل ذكرياتها وتفاخرت أمامي بمدى حُسن أدائها في المدرسة. خسرت الآن عاما كاملا من التعليم. لقد خسر الناس الكثير.

لا بد أن الأمور صعبة بشكل خاص بالنسبة للأطفال الذين فقدوا والديهم.

نعم. تشير التقديرات إلى أن نحو 20 ألف طفل في غزة فقدوا أحد الوالدين أو كليهما، وأن 17 ألف طفل غير مصحوبين أو منفصلين عن ذويهم. يتوافق ذلك مع تجربتي الشخصية أيضا، حيث فقدت أبي أثناء الحرب في البوسنة، وأدرك أن ذلك مُفجعا لكل طفل. أدرك أيضا ما يعنيه هذا الأمر بالنسبة للأطفال ذوي الإعاقة الذين يحتاجون إلى دعم أكبر من والديهم أكثر من غيرهم.

قابلت شقيقة نور (14 عاما)، وهي فتاة لديها متلازمة داون. قُتل والداهما في هجوم إسرائيلي مفترض على منزلهما في ديسمبر/كانون الأول. لكن نور لا تدرك تماما أنها فقدت والديها. تعتقد أنهما سيعودان إلى المنزل. أستطيع أن أفهم مشاعرها - كطفلة استغرق الأمر مني سنوات حتى تقبلت أخيرا خسارة والدي وحقيقة أنه لن يظهر ذات يوم على الباب ويشرح الأمر بأنه كان خطأً.

ماذا قال لك الأطفال الآخرون في غزة أنهم يريدون؟

ما يريدونه بسيط. الأطفال ذوو الإعاقة وأسرهم يريدون الحصول على الرعاية الصحية، والحصول على الأطراف الاصطناعية وإعادة التأهيل. يريدون الأدوية، والحصول على مياه نظيفة وطعام مناسب. يريد الأطفال مثل غزل العودة إلى المدرسة ومواصلة دراستهم. يريدون حياة طبيعية. يريدون العودة إلى منازلهم. قالت لي غزل مؤخرا: "رغم أنه لم يعُد لي منزل هناك، ما زلت أتمنى العودة إلى الشمال".

لكن أهم ما يريدونه هو الأمان.

يحتاج الأشخاص ذوو الإعاقة في غزة إلى حماية حقوقهم ومعاملتهم بالكرامة التي يستحقونها.

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.